ديناميات أردوغان الجديدة بعد فوزه في الانتخابات…
} رنا العفيف
لاءات الانتخابات الرئاسية التركية مثيرة للاهتمام، وعلى مستوى السياسة الخارجية ليس فقط باتجاه روسيا وإنما أبعد من ذلك؟ كيف تنظر الولايات المتحدة الأميركية لفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ وماذا عن ديناميات أردوغان الجديدة في المنطقة؟
لا شك أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حسم خيار الفوز بدورته الرئاسية هذة بالرغم من الضغوطات الغربية وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية التي غيّبت بالعموم عودته بعد أن فاز بجولته الأخيرة على منافسه كمال كليجدار التي قامت بدعمه في تصريحات سباقة لها، لا سيما هنا جملة كبيرة من الأسئلة محض أنظار اهتمام الكثيرين حول سياسة أردوغان الخارجية وهل تركيا بعد فوز أردوغان ستكون ليست كما قبل؟
طبعاً أردوغان عندما ألقى خطاب النصر تحدث عن قرب تركيا على مستوى السياسة الخارجية، وهذا يعني أنّ هناك مساحة منفردة ليقف أردوغان أمام المرأة ويتراجع عن مواقفه تجاه دول الجوار وبالأخصّ تجاه سورية، وربما هنا سيتطلع إلى مستقبل مصالح تركيا بعد أن أدرك أنه يستطيع ربما أن يستغني عن سياسة الولايات المتحدة الأميركية لأهداف اقتصادية تتطلع لمستقبل أنقرة، ونظراً للتحديات التي ستواجهه بعد فوزه، بات من المؤكد أنّ هناك تحديات تنتظره على الصعيد السياسة الخارجية التي لا تقلّ أهمية بالغة من تشظي في علاقاته مع الغرب التي ترافقها بردوة حالياً مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، مقابل تعزيز العلاقات مع روسيا وإيران والصين وإنهاء التوترات في علاقات تركيا مع دول المنطقة وأبرزها مع سورية. وبالتالي فعلياً إذا تخلى أردوغان عن الرسن الأميركي بالكامل، يكون بذلك تخطى شظايا علاقات الغرب بأنقرة متأثراً بذلك بالتوزان ما بين دولة تركيا الأطليسة إنْ صحّ التعبير وما بين شركائه الرافضين لهيمنة الغرب بين قوسين أيّ روسيا والصين وإيران، وربما في خضمّ غمار هذا التحدي الذي سيبرز استقلاليته العلنية ربما لا سيما هنا أنّ أردوغان سيتقدّم بصفة المنتصر وسيعمل على سياسة التوازن قد ينجح بذلك أو ربما العكس وهنا أتحدث من منظور نسبة الاقتراع التي وصل إليها في مرحلة الإعادة التي وضعته في موقف صلب لنقل وبالتالي هذا قد يضع تركيا وسياسة أردوغان الجديدة في مكان التموضع ليأخذ مسار مفتوح يتعلق بالسياسات الخارجية التي تحدّد مستقبل تركيا في حال قرّر رجب طيب أردوغان التخلي عن سياساته الغامضة بعد خوضه هذه الانتخابات التي كان لها اهتمام كبير من روسيا وباقي الدول التي قامت بتهنئته على سبيل المثال إيران وفنزويلا أيضاً كان لها اهتمام لافت، وهذا يعني أنّ تركيا تجهّز أرض خصبة ربما لإعادة مسار تصحيح ما ارتكبته من أخطاء سياسية تراكمية كان كلّ من الدول المهنئة له اليوم تناقض أداءه، واليوم نلاحظ عدة إشارات لها تتعلق باستراتيجية المفاهيم الجديدة ضمن أطر إعادة ترتيب التسويات بالعلاقات الخارجية على ما كانت عليه بعد هذه المدة التي لاحظت كلّ من روسيا وإيران والصين تقدّم بعضاً منها فراهنوا بذلك على خطوات التقارب تجاه سورية بعد أن كان النظام التركي يراهن على إسقاط سورية بدعم غربي، وبالتالي سيعمل أردوغان جاهداً بكلّ حيوية ليبرز نشاطه وتحديداً في مئوية تركيا الجديدة، حيث سيتمّ إحياء الذكرى المئوية لتأسيس تركيا وهذا مهمّ لدى الأتراك لأنه يعتبر رمزاً لهم وقد يكون هناك مفاجئات تلحق بمسار التقارب العربي وقد تنضمّ إليها تركيا…
وفي ما يخص العلاقات التركية الروسية اليوم اكتسبت بعداً جديداً في الرؤى السياسية تحمل مصالح متبادلة ذات بعد اقتصادي وربما عسكري وهذا طبعاً لا يروق للولايات المتحدة التي تنظر إلى هذا الفوز بعين الحاقد وقد يكون لهذا الفوز له انعكاسات، لأنّ حقيقة فوز أردوغان جعل من الولايات المتحدة تتخبّط لا سيما بعد الحملات الانتخابية في أنقرة وبالتالي سوف يكون لأردوغان بعض الهزات نتيجة الإقبال الكبير الغير المسبوق وسيكون هناك تأثيرات ربما على مستوى النقاط المتعددة والمتعلقة في الشمال السوري بعد أن توترت العلاقات التركية مع القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وكذا عما قاله أردوغان عن السفير الأميركي حيث قال إننا لن نفتح الباب للسفير الأميركي، وتيقنت أميركا من ذلك الأمر بعد أن قام أردوغان بشراء الأسلحة من روسيا، فكان هناك عدة خضات سياسية لا تلائم مناخ سياسة الغرب بالعموم ووصلت رسالة النظام التركي التي أراد إيصالها، وبالتالي كان دعم أميركا لكمال كليجدار له دور سلبي بالنسبة للمعارضة التي باتت أغالبية الشعب او المجتمع التركي يقول اليوم إنّ البلد الغير محبوب في تركيا هو أميركا فهل بات أردوغان بموقف أقوى يجعله يعيد بناء عالم سياسي حديث؟