ماضون لننتصر…
شادي بركات*
فعلت إرادة القوميين الاجتماعيين وجهادهم المنتظم على امتداد عقود عزّ التحرير والتعبير عن مصالح الأمة وسيادتها. ومنذ ثلاثينات القرن الماضي مع تأسيس حزبهم واستشراف ملامح المشروع الصهيوني وانطلاق المجهود المقاوم لمجموعات الفداء القومي مع القائد القومي سعيد العاص وحسين البنا وطلائع الفدائيين القوميين؛ واستمراراً في مواجهة مشاريع التقسيم والتهويد والعمل الخارجي وصولاً إلى مواجهة الاعتداءات المتتالية على الجنوب واجتياح بيروت حيث انطلقت عمليات المقاومة من إسقاط سلامة الجليل الى الويمبي…
ومع الشّعلة المتقدة لكوكبة الاستشهاديين ونسور الزوبعة، شكلت مسيرة الحزب السوري القومي الاجتماعي نضالاً لم ينقطع وشهباً ساطعاً في مسيرة المجهود المقاوم من جنوب الجنوب حتى تخوم الشمال مع مواجهة الإرهاب بأشكاله وأسمائه المختلفة. وإذا كان للمقاومة أوجه متعددة فتثبيت السلم الأهلي وحفظ وحدة المجتمع واستعادة بنية الدولة في لبنان من أهمّ وجوهها، وللحزب دور فاعل عمل خلاله ضمن مشروعه الوحدوي ورؤيته الشاملة لمفهوم الهوية المجتمعية الواحدة الموحدة الجامعة وسيادة الأمة وسلامة الوطن.
وإذا كانت المقاومة فعل أمّة حيّة، فما كان هذا الفعل لولا الرؤية القومية الواضحةِ البوصلة بعمقها القومي دمشق، وهو ما عبّده الحزب بدماء أبنائه وثبّته على امتداد عقود من الصراع والثبات على صحة العقيدة والموقف، مسقطاً مشاريع «فصل المسارات» ومعلناً وحدة المعركة القومية على امتداد الوطن وهي ما أنتجت تحريراً ومعادلات ردع وقوّة.
وإذا كان لعيد المقاومة والتحرير يوم يُحتفى به فهو نتاج سياقٍ طويل ومسير جهادٍ عظيم سطّر فيه القوميون الاجتماعيون تاريخاً ناصعاً، حُفرت فيه بطولاتهم على رؤوس الأشهاد، وهم في كلّ يوم على درب جهادهم تنبت من تحت وطآت أقدامهم شقائق النعمان.
ولاحتفال الحزب اليوم مشهد خاص، ليس فقط من حيث ضخامة المهرجانين اللذين أقامهما في نفس التوقيت في بيروت وضهور الشوير، بل لما يعبّر عنه هذا الحزب الوحدوي العابر للطوائف والمذاهب، هذا الحزب العلماني المدني يحتفل من على منصته ليس بعيد التحرير فقط بل بشهدائه وتاريخه وتضحياته ـ وهو حقّ لأبنائه ـ فمن حق هؤلاء المقاومين أن يحتلفوا بهذا العيد وأن يُحيوه وأن تبرق عيونهم بمسيرتهم وأن يستذكروا رفقاءهم الذين ارتقوا على درب الصراع وزفّوهم على أكتافهم قرباناً لهذا اليوم العظيم، وما برحوا في ساحات الصراع مثبّتين أنّ دماءهم وتضحياتهم هي حيث يكونون.. فهم الحزب وبهم تمتلئ الجبهات وساحات الجهاد، فمن كان في أرضه وبيته وبين أهله، سيكون دائم الحضور والجهوزية للذوْد عن البلاد وأهلها.
ولتحي سورية…
*وكيل عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي