جندي مصري يقتل ثلاثة جنود للاحتلال… والمقداد من بغداد لرفض العقوبات وإدانة تركيا / مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور والتيار يؤيد… وتريث اشتراكي حرصاً على التوافق / نصرالله أبلغ ممثل بكركي التمسك بدعم فرنجية… والعودة للورقة البيضاء وارد إذا عُقدت جلسة! /
كتب المحرّر السياسي
إقليمياً فرضت العملية البطولية التي نفّذها جندي مصري على الحدود مع فلسطين المحتلة حضورها على المشهد، بعدما أدّت الى مقتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال، ودفعت قادة الاحتلال إلى الاعتراف بسقوط التطبيع والرهان على اتفاقيات كامب ديفيد، من خلال القول إن ما جرى ليس ناتجاً عن تداخل وسوء فهم، بل عن تخطيط مسبق للعملية، بينما أكد الجيش المصري تبنيه لشهادة الجندي المصري، وترتّب على العملية مناخ من التأييد الشعبي العربي والفلسطيني خصوصاً، وظهور حديث عن ابتكار الجنود المصريين لطريقة مشاركتهم في مفهوم وحدة الساحات.
إقليمياً أيضاً تحدّث وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد من بغداد خلال زيارة تنسيق بين الحكومتين السورية والعراقية، تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في ملفات عديدة، وأكد المقداد من بغداد على رفض العقوبات التي تتعرّض لها سورية وعاش العراق مثيلتها ويعرف آثارها، مندداً بالاعتداءات التركية على العراق، داعياً إلى رفع الغطاء الذي تحظى به الجماعات الإرهابيّة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش.
لبنانياً، ظهرت القوى المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض، ما وصفته بالتقاطع على اسم المرشح جهاد أزعور بإعلان كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن التقاطع على ترشيح أزعور بينما عقدت القوى المؤيدة لمعوّض انسحاب معوض لصالح أزعور، بمشاركة تمثل 32 نائباً، هم نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة تجدّد التي ينتمي إليها معوض وثلاثة نواب من كتلة التغيير، وفيما يتحدّث قادة التيار عن ضمان تصويت ستة عشر نائباً لصالح أزعور، تقول مصادر نيابية إن العدد لن يتجاوز الـ 12 نائباً في أحسن الأحوال، ما يجعل ما سيناله أزعور في حال الدعوة الى جلسة انتخابية بين 44 و48 صوتاً، إذا بقي اللقاء الديمقراطي الداعم لترشيح أزعور عند خيار عدم التصويت منعاً للتصادم وفتح الطريق التوافق مع ثنائي حزب الله وحركة أمل، وبقيت كتلة الاعتدال الوطني عند موقفها الداعي لمرشح التوافق الجامع، وبقي نواب التغيير الباقين عند تحفظاتهم على ما يسمّونه بانتماء أزعور إلى ما يسمّونه بالمنظومة.
في الملف الرئاسي ترجم البطريرك بشارة الراعي مبادرته الحوارية بإيفاد المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وسمع منه تمسك حزب الله بمواصلة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما قال النائب حسن فضل الله إن أي مرشح يشبه ترشيح معوض بصفته مرشحاً للتحدّي لن يصل إلى الرئاسة، بينما قالت مصادر نيابية إنها لا تستبعد إذا تمت الدعوة الى جلسة انتخابية عودة ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما إلى التصويت بورقة بيضاء تأكيداً على الدعوة للتوافق والحوار.
تحاول قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خلق انقسام عمودي في البلد وسط ذهابهما وبعض نواب التغيير والمستقلين الى الإعلان عن تقاطع حول ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، الا ان مستجدات الساعات الماضية تشير، بحسب معلومات «البناء»، الى ان حزب الله لن ينجر الى استفزاز رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل له ولن يذهب الى النقاش حول مرشح ثالث، وقد تبلغ هذا الأمر كل من التقى قياديي الحزب ومسؤوليه في الإيام والساعات الماضية، حيث تفيد المعلومات أن حزب الله متمسك بدعم فرنجية وليس صحيحاً أنه في وارد البحث في مرشح توافقي.
وبانتظار حراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، فإن الأخير دعا المعارضة لتُصدر موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها سيتصرّف على ضوء ذلك.
وفيما التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أعلن أنه «سيلتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وقال البطريرك الراعي «لن أدخل في جدال التوافق على اسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وأوفد البطريرك الراعي السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «حزب الله يرحّب بالدعوة الى الحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس، وما عدا ذلك إضاعة للوقت وإطالة لأمد الفراغ الرئاسي، وتعطيل للحلول الممكنة، بما يؤدي إلى زيادة معاناة اللبنانيين».
وأضاف فضل الله: «إن دور المجلس النيابي انتخاب رئيس لكل اللبنانيين، وليس رئيساً لفريق سياسي نهجه الفرض والإلغاء، فهم يجيزون لأنفسهم ترشيح من يريدون، وعندما تدعم كتل أخرى صديقاً لنا يسمون ذلك فرضاً، لأن عنوان معركتهم هو رفض الرئيس القادر على التواصل مع الجميع محلياً وخارجياً، وفرض الرئيس الذي يحمل صفة المواجهة، ونقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدّي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه».
الى ذلك يفترض ان يعلن اللقاء الديمقراطي موقفه يوم غد او بعده من الاستحقاق الرئاسي وترشيح ازعور بعد ان تبنته المعارضة وبعض نواب التغيير. وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن الموقف الاشتراكي سوف يتحدّد بناء على ما ستخرج به لقاءات النائب السابق وليد جنبلاط مع المسؤولين الفرنسيين في باريس التي وصلها أمس. مع تشديد المصادر على ان الاشتراكي لا يريد ان يكون جزءاً من مواجهة إسلامية – مسيحية، وبالتالي فإن أي موقف سيصدر عنه سيراعي طبيعة التوازنات في البلد مع تأكيد الاشتراكي على أهمية الحوار من أجل التفاهم للوصول الى انتخاب رئيس بعيداً عن سياسة التحدي. فالموضوع يتعلق بكيفية وصول اي مرشح لا بالتصويت.
واعلن النائب ميشال معوّض سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وقال أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحيّ، وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
وأعلنت كتل المعارضة وعدد من النواب المستقلين والتغييريين في مؤتمر صحافي تبني ترشيح اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية في بيان تلاه النائب مارك ضو الاستعداد للتصويت لأزعور لإنهاء الفراغ، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى الإنقاذ.
الا ان الأنظار تبقى متجهة أيضاً الى اجتماع تكتل لبنان القوي يوم غد الثلاثاء الذي سيحدد مسار الأمور، خاصة ان هناك انقساماً لا يزال داخل التيار الوطني الحر من ترشيح ازعور، هذا فضلاً عن بعض النواب المحسوبين على تكتل لبنان القوي أيضاً فبعيداً عن نواب حزب الطاشناق الذين سيصوّتون لفرنجية، فإن النائب فريد البستاني لم يحسم موقفه بعد من التصويت لأزعور.