“أوغاريت الافتراضية”… فرصة للراغبين في تعلم المناهج الوطنية عن بعد داخل سورية وخارجها
بدور السّوسي ـ دمشق
هي واحدة من أهمّ التجارب النادرة على مستوى العالم، تؤدّي خدمات تعليمية بشهادات معترف بها لكل طلابها الموزعين في كلّ أنحاء المعمورة.
إنها مدرسة “أوغاريت الافتراضية” التي تخوض الدورة الامتحانية الأولى للمدرسة وفق المناهج التربوية السورية والتي تعزز عملية التعليم عن بعد التي تميّزت بها.
وفي جولة على واقع الأجواء الامتحانية للمدرسة وكيفية التجهيز لتقديم الامتحانات، تحدثت مديرة مدرسة أوغاريت الافتراضية الدكتورة لما الحلاق لـ “البناء”، موضحة أنّ التجهيزات تشمل محاور عدة على مستوى المعلمين والطلاب والإداريين، بداية من ختام المنهاج الدراسي لتبدأ مرحلة المراجعات والسبر للطلاب والعمل على تهيئتهم للأسئلة وأجواء الإمتحان النهائي.
وقالت الحلاق: “من الناحية الإدارية خضع المعلمون لدورة قبل الاختبار حول كيفية صياغة الاختبارات الأكاديمية وإعدادها، وتنظيم الأسئلة ووضعها بإشراف المدرسّين على مستوى عال من الحرفية لنضمن تحقيق المخرجات العلمية المطلوب تحقيقها من الطالب”.
أما بالنسبة لطلاب الشهادات، أوضحت الحلاق أنّ الطلاب “يخضعون لدورات مكثفة وجلسات امتحانية تعريفية بالنموذج المؤتمت للأسئلة أو التقليدي منها”، مشيرة إلى “الإقبال الكثيف لتسجيل الطلاب في المدرسة، نظراً لما تقدّمه من ميزات وخدمات تعليمية بدأت تأخذ صدى ومتابعة بين أوساط الأهل”.
تحتاج المدارس الافتراضية بشكل أساسي إلى كادر إعلامي نخبوي لإدارة صفحة المدرسة، وهذا ما يتمّ العمل عليه ضمن مدرسة أوغاريت السورية، وفي هذا الإطار، تحدثت المسؤولة الإعلامية للمدرسة المهندسة هلا زرقا عن تحضيرات الفريق الإعلامي لأجواء الامتحان على منصة المدرسة، وعن “اجتماع الكادر وفريق العمل لوضع خطة تحضير الطلاب لأجواء الامتحان معنوياً من خلال تحفيزهم لنيل ثمرة تعبهم وجهدهم طوال العام الدراسي”.
وقالت زرقا: “يتمّ التواصل بشكل دائم مع الأهل لمعرفة التحديات التي تواجه الطالب في فترة التحضير للامتحانات، لدعمهم والوقوف إلى جانبهم من خلال عمل متكامل بين المدرسه والمعلم والمرشدة النفسية، وبالتعاون مع الأهل. لدينا برنامج دوري للمرشدة للعام الدراسي يتم تكثيفه وقت الامتحان لدعم الطلاب وتذليل الصعوبات التي قد ترافق بعض الطلاب”.
أما من ناحية وسائل التواصل الاجتماعي، لفتت زرقا إلى أن العمل يجري على “جذب الطلاب في المدرسة للدراسة عن طريق دعم وتشجيع الطالب المتميّز، ونشر نشاطات الطلاب بشكل دوري وتكريمهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة”.
وفي ما يخصّ مفهوم التعليم الافتراضي الجديد في سورية، أشارت زرقا إلى “أنّ التعليم الافتراضي كان مفهوماً شائعاً يختصّ بالجامعات، أما اليوم فهو بمثابة تحدّ لطلاب التأسيس والشهادات يساهم في تقدّم مستواهم التعليمي، وهذا ما نشهده على أرض الواقع من خلال النتائج الإيجابية لدى دخولهم المدرسة الافتراضية، بفضل الكادر المؤهّل لتنشئة الطفل وإدماجه مع بيئة المدرسة أون لاين والعمل على صقل مواهبه ومتابعة نشاطاته حتى خارج أوقات الدوام الدراسي، ومشاركتهم عبر الشاشة في زيارات لشخصيات هامة في سورية ورحلات تعريفية واستكشافية لمعالم البلد، لننمّي داخله بذرة التعليم عن طريق البحث وإثارة التساؤلات من خلال عدة نشاطات ومبادرات تقدّمها المدرسة وتهدف من خلالها إلى تحفيز المهارات عند الطالب، إضافة إلى المهارات التقنية، موجهين الطفل بذلك نحو الاستخدام الإيجابي والمفيد لعالم الإنترنت مع المتابعه والمراقبة”.
وفي ختام حديثها لـ “البناء” وجهت المسؤولة الإعلامية هلا زرقا “رسالة للجاليات السورية في الدول العربية والأوروبية إلى التواصل مع المدرسة عبر المنصات الإلكترونية وصفحة المدرسة”.
بدورها، أشارت المرشدة الاجتماعية أميرة الشوفي لـ “البناء” إلى أهمية تحضير الطالب نفسياً ومعنوياً لأجواء الامتحان “من خلال تعليمات صحية وتوجيهات رعائية من اتباع نظام غذائي صحي يساعد على التركيز، وتقسيم ساعات الدراسة والاستراحة، وكيفية احترام وقت الامتحان والاستماع الدائم للطلاب وتقديم كلّ ما يلزم من دعم وحلول”.
يذكر أنّ إحداث مدارس افتراضية في سورية جاء تطبيقاً للمرسوم التشريعي رقم 34 لعام 2014 القاضي بإحداث هيئة عامة باسم المدرسة الإلكترونية السورية ولإتاحة التعليم أمام كلّ طفل سوري يعيش في بلاد الاغتراب أو في مناطق خارج سيطرة الدولة حيث تمّ افتتاح ما يقارب 20 مدرسة افتراضية في مختلف محافظات سورية.
(تصوير يوسف مطر)