دورة الاستشهادية سناء محيدلي للإعداد الإعلامي في أسبوعها الخامس عن الإعلام الحربي والمواجهة الإعلامية بين قوى المقاومة والعدو
الحسنية: المقاومة أساس قضيتنا وخيار لم نتخلّ عنه يوماً ولم نرفعه شعاراً للكسب الرخيص
عواضة: الإعلام نصف المعركة وخاصة الإعلام الحربي لإظهار الصورة المهزومة للعدو
قنديل: قوة الإعلام المقاوم تتمثل بمكانة فلسطين في وجدان الأمة
مرتضى: غابت القواعد الإعلامية الكلاسيكية خلال الحرب السورية
تواصلت في «قاعة الشهيد خالد علوان» في بيروت، محاضرات ودروس «دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي» التي تُنظّمها عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجريدة «البناء». فقدّم الكاتب والإعلامي شوقي عواضة محاضرة بعنوان: «تجارب إعلامية، نموذج محور المقاومة»، وقدّم الصحافي والكاتب حسين مرتضى محاضرة بعنوان: «الإعلام الحربي».
وكانت مساهمة قدّمها نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أضاء فيها على أهمية دور الاعلام في خدمة القضية.
في حين، عقب رئيس تحرير البناء ناصر قنديل على المحاضرات، محدداً الضوابط والأولويات التي يجب على الاعلامي التقيد بها والعمل في سبيلها.
قدّمت للمحاضرين وكيل عميد الإعلام رمزا صادق، فذكرت بعناوين ومواضيع المحاضرات السابقة منذ بدء الدورة، لافتة الى أن برنامج الدورة متكامل، والافادة منه تكمن بمراجعة المواضيع السابقة والتعمق في محاضرات هذا الاسبوع والاسابيع القادمة.
الحسنية
وأشار نائب رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية إلى أن الإعلام من أخطر وسائل التضليل والتشويه التي يمتلكها عدونا الوجودي والقوى التي تصطف الى جانبه، لكنه في الوقت ذاته، هو من أنجع الوسائل التي نمتلكها نحن، في معركة الدفاع عن حقنا وقضيتنا، والغلبة في فضاء الاعلام، هي لصاحب الحق، المؤمن بقضية عادلة ومحقة.
أضاف: نحن لنا قضية عظيمة، ومن يتحضر منا لخوض معترك العمل الاعلامي، مشبع الايمان بهذه القضية، هذا ما نحن عليه، نشأة وتربية وعقيدة، وهذا ما يجعلنا متقدمين في معاركنا المصيرية صراعاً ومقاومة بمواجهة عدونا، وفاعلين في معاركنا ضد كل محاولات تجهيل تاريخنا هويتنا، وطليعيين في سعينا لتحقيق وحدة شعبنا وبلادنا، وهذا هو جوهر الفكرة القومية التي عينت لنا قضيتنا وحددت لنا هويتنا.
ولفت الحسنية إلى أن الوعي والمعرفة المستندان الى قوة الحق وعظمة القضية، هما الأساس الصلب والمتين الذي من خلاله نتقدم بنقاط القوة الحاسمة على الصعد كافة، ومثل هذا الأساس لا يمتلكه عدونا، ولا أدواته، ولا الذين يدورون في فلك المشروع الاستعماري التفتيتي.
وبيّن الحسنية، أن بعض الاعلام في لبنان، يمتهن التضليل والتشويه، ليس فقط في التحريض على عناصر قوة لبنان، بل في محاولاته لتجهيل العدو الحقيقي للبنان واللبنانيين، والترويج للفدرلة وصولا لفرض أمر واقع يقسم البلد الى محميات طائفية ومذهبية.
وأكد الحسنية، أن أولويات الاعلام بالنسبة لنا، أن يكون إعلاماً صادقاً واضحاً وحاسماً في مواجهة التضليل والتحريف والتشويه، وفي حمل مشروع المقاومة، نهجاً وخياراً للدفاع عن لبنان وكلّ الأمة، وفي حمل مشروع الوحدة وتحصين المجتمع بمواجهة كل مشاريع التقسم والتفتيت.
واستطرد قائلاً: الفدرالية التي يطرحها البعض، هي من ضمن مندرجات المخطط الاستعماري وأجنداته التفتيتية، وهي بالنسبة للبنان وصفة انتحار، ونحن نرفض هذه الوصفة وسنواجهها، وهذه مسؤولية سنتحملها باقتدار وعلى كل المستويات.
وقال الحسنية: المقاومة هي في أساس وجوهر قضيتنا، هي خيارنا في كل ساح وميدان، خيار لم نتخلّ عنه يوماً، ولم نرفعه شعاراً فضفاضا للكسب الرخيص، لقد كنا ولا زلنا حيث يجب أن نكون، لا كما يراد لنا أن نكون.
واردف الحسنية، المقاومة فعل، لا قول، ونحن في هذا الخيار، ومن يسقط مشروع تحويل لبنان إلى محمية «اسرائيلية»، لن يعجزه اسقاط المحميات الطائفية والمذهبية، وهذا التحدي هو أولوية في عملنا الاعلامي، اضافة إلى التركيز على الأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية المأزومة وكشف أسباب تأزمها، والأسباب بلا شك مرتبطة بمشروع استهداف وحدة لبنان ومقاومته ومحيطه القومي.
وتوجّه إلى المشتركين:»نعول عليكم في حمل قضية الحزب اعلاميا فاجتهدوا وقاتلوا في سبيل انتصار قضيتكم وتحصين مجتمعكم ووحدة شعبكم وأمتكم.
عواضة
الكاتب والإعلامي شوقي عواضة وتحت عنوان «تجارب إعلامية، نموذج محور المقاومة» قال: «إنّ الإعلام هو نصف المعركة واحد أدواتها في حسم الانتصار وخاصّة الإعلام الحربيّ الذي استطاع أن يشنّ حرباً نفسيّة على العدو وينقل المعركة إلى داخل الكيان وقطعان مستوطنيه بل استطاع هزيمتهم نفسيّاً والتأثير من خلال الصّورة ونقل المعركة الى الداخل لإظهار الصورة المهزومة للعدو».
وأضاف: «استطاع إعلام المحور المقاوم ان يحقّق إنجازاتٍ على المستوى الميداني من خلال مواكبة عمليّات تحرير المناطق السّورية واللّبنانيّة لاحقاً من إرهابيي داعش والنّصرة إضافة إلى تبنّي قنوات إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلاميّة للمعركة الإعلامية في سورية واعتبارها معركة محور بأكمله بالرّغم من عدم تكافؤ الإمكانيّات بين إعلام المقاومة وإعلام الإرهاب المدعوم خليجيّاً وأميركيّاً استطاع إعلام محور المقاومة من إدارة وتوجيه المعركة بعنايةٍ وإتقانٍ ونجاحٍ أدّت بعض الأحيان إلى تفكّك قوى الإرهاب وتشتيته وكشف مخطّطاته لتخرج سورية منتصرةً عسكريّاً وسياسيّاً وإعلاميّاً على أعتى عدوانٍ كونيٍّ».
وختم: «اليوم يدرك العدوّ حقيقةً تكرّست على مستوى الوعي الجمعي الإسرائيليّ بأنّ الإسرائيليّين اليوم ـ من الجنرال إلى القائد السياسيّ إلة الإيديولوجيّ إلى المستوطن العادي ـ يجمعون على أنّ الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصرالله كان نصف الإعلام… ونصف المعركة… ونصف «هزيمة إسرائيل»، وأنّ خطاباته شكّلت صواريخَ سيكولوجيّةً عابرةً للمعنويات الإسرائيليّة.
قنديل
وأكد رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل أنّ المعركة الإعلامية التي خاضها المحور المقاوم حققت انتصاراً فعلياً، وقال: «الفكرة التي حسمت بقوة المواجهة السياسية والاعلامية أنّ المقاومة انتصرت إعلامياً وليس ميدانياً وحسب، والدليل ما نراه اليوم في سورية من سقوط لمشروع الحرب الكونية وعودتها إلى جامعة الدول العربية، وإيضاً اعتراف العدو بأن جبهته الداخلية تصدعت أمام المقاومة التي كسبت شعبها وحققت الإنتصار».
وأضاف: «إنّ عناصر قوة إعلام المقاومة، أولاً مكانة فلسطين في الوجدان الجمعي للأمة سواء الأمة السورية او وفق مفهوم الأمة العربية والإسلامية، ثانياً قدرة المقاومة على صناعة الانتصارات صوناً للقضية، ثالثاً وجود الشخصيات القيادية الكاريزماتية والخطاب المؤثر ومتانة النص والتعبير، ورابعاً الإعلام الحربي المواكب للمعركة والصادق بنقله للصورة».
وأردف: «في المقابل هناك نقاط ضعف لدى الاعلام المقاوم أولها إنه استثمر على مؤسسات إعلامية متعددة تحاكي ذاتها، ضعف الكادر كماً ونوعاً وإعتماد المحسوبيات».
ولفت قنديل إلى أنّ المحور الإعلامي المقابل رغم قدراته السلطوية والمالية إلا إنه سقط جراء تسويقه للتطبيع وتراكم هزائمه وترويج الأخبار الكاذبة وفقدان المصداقية، خصوصاً ما سمّي معارضة سورية حيث ثبت أنهم قادة فنادق لا قادة خنادق، في حين أنّ الناس مشدودة الى من يقدّم التضحيات في معارك الدفاع عن الأرض والوطن.
مرتضى
وحاضر الإعلامي حسين مرتضى حاضر عن الاعلام الحربي، فقال:» الاعلام الحربي قائم منذ عشرات السنين لكنه اختلف لجهة مواكبته للأحداث والحرب التي عاشتها سورية فرضت نموذجاً جديداً دمج بين الحرب النفسية والمواجهة المباشرة إعلامياً، ثم تطورت الأمور وصرنا نسمّيها الحرب المركبة أو التركيبية.»
أضاف: «الحرب النفسية هي التي نشنها على العدو بشكل مباشر ونؤثر فيها على ناسه وجمهوره، أما الحرب الناعمة فهي التي تكون من الداخل أي داخل بيئة ومجتمع العدو وقد تم اعتمادها من قبل العدو في سورية من خلال الشخصيات المشهورة في المجالات الفنية والرياضية وحتى الإعلامية ومن موقعنا كإعلاميين تصدّينا لها بأسلوب مماثل ولكن بمعطيات واقعية ويمكن الجزم أنها كانت بالنسبة لنا مدرسة قاسية تطورت لاحقاً لتمتدّ إلى ميادين أخرى في إيران وفي الحرب الروسية الأوكرانية».
وتابع: «ضمن الواقع القائم من تطور افتراضي ورقمي نرى العديد من التسميات الآنية الجديدة ولكن في المبدأ وميدانياً هناك الصحافي والمراسل الميداني والناشط ولاحقاً تمّ إدخال عنصر جديد يسمّونه «شاهد عيان» مما يعني أنّ الاختلاف الجذري الذي طرأ على الإعلام الحربي يمكن تلخيصه بما قبل الحرب على سورية وما بعدها، حيث غابت كلّ القواعد المتعارف عليها خلال سنوات الحرب في سورية».
وأوضح أنّ «هناك فارقاً بين المراسل الحربي والمراسل الميداني، فالأول يخضع لدورات عسكرية أيّ أنه عنصر ضمن مجموعة مقاتلة ومن ضمن التركيبة العسكرية لكن بصفة إعلامية، أما الميداني فهو الذي يواكب الحدث وينقله للناس. أما الناشط فهو الشخص الذي يتواجد في مكان الحدث ويحاول نقل الخبر دون الارتكاز إلى القواعد الأكاديمية بحيث ينقله بشكل عفوي.»
وأردف: ّ»تم تدريب مجموعات كثيرة لهذا الغرض وهذا الأمر بدأ مطلع الأحداث في مصر حيث كان هناك في ميدان التحرير خيم يسمّونها «خيم الناشطين السوريين» يخضعون لدورات بإشراف هيثم المناع، في درعا لمسنا كيف أنهم قد تحضروا لما هو آتٍ من خلال المشفى الميداني المسروقة معداتُه وفق اعترافهم بذلك، واللغة الطائفية التي واجهوني بها شخصياً، فإما نواجههم بأسلوبهم وندحض كذب أخبارهم بمعلومات صحيحة وإما نكتفي بنقل المشهد بإطار كلاسيكي، لذلك اعتمدت أسلوب تصوير الفيديوات الشخصية من مناطق كانوا يدّعون السيطرة عليها لأؤكد كذبهم من جهة وللتأثير نفسياً على جمهورهم من جهة ثانية وقيل لي حينها أنّ هذا قد ينعكس سلباً على مهنيتي لكني رأيت أن تحدّيهم بهذا الشكل هو واجب وطني ولو على حسابي الشخصي، وهذا جزء من المواجهة».
ولفت مرتضى إلى آلية إعداد التقرير التلفزيوني وفق المعطيات والمشاهدات حيث إن الكلمة للصورة بالدرجة الأولى مشيراً كمثال إلى معركة تحرير قلعة الحصن في ريف حمص والتي شاركت فيها مجموعة من الحزب السوري القومي الإجتماعي.