دبوس
إمارة تميم
و«العيديد» و«السيلية»
هكذا تحدث محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر العظمى، والتي، ولسخريات الأقدار، تمتلك حقّ الاعتراض والمنع والتعطيل في ما يتعلّق بعلاقة سورية بالمنظومة العربية، ولكنني قبل ان أستطرد، يحضرني قول الشاعر :
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربع
لو أنّ الواحد منا يمتلك فضيلة التقييم الحصيف المتوازن والواقعي لذاته من دون تعظيم أو تقزيم، لكانت الإنسانية وفّرت على نفسها الكثير من الزلّات والعثرات… عود على بدء، هكذا تحدث وزير خارجية قطر، انّ الاسباب التي دعت إمارته العظمى لتتصدّى لمسألة عزل سورية، وتوقيع العقوبات العربية عليها، ومن ضمنها طردها من جامعة ابو الغيط العربية، لا تزال قائمة، كما انّ «النظام السوري» لم يقم بما يكفي لحلّ المعضلة مع رموز المعارضة العتيدة، يعني، لكأني به، لا فضّ فوه، يوحي إلينا باللمز وبالرمز وبالغمز، بأنّ إنفاق مبلغ 137 بليون دولار من قبل إمارته، لمحاولة الإطاحة بـ «النظام السوري»، كان قراراً سيادياً من عنديّات قيادته العتيدة، وليس أمراً إدارياً من واشنطن، وهو نابع من الفهم الواعي والعميق من قبل آل ثاني للاستراتيجيات الكونية، ورغبة في تأصيل مبدأ العدالة للناس، وفلسفة الارتقاء في مفاهيم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، التي تعشقها عائلة آل ثاني، خاصة أنّ إمارة قطر العظمى، تمتلك حساسية مفرطة في مسألة حرية الرأي، والحريات الفكرية والسياسية والدينية للإنسان، والدليل على هذه الحساسية، عشرات المسجونين في سجون إمارة الخير بسبب تغريدة هنا، او تعليق هناك، او قصيدة في مكان آخر…
ثم انّ الإمارة تتوق دائماً، كيما ترى الشعوب، وبالذات المعارضة السورية وهي تشارك في الحكم وفي اتخاذ القرارات الإستراتيجية، والتحكم بالثروات الوطنية، وتوجيهها نحو المصلحة المطلقة للشعوب، والدليل على ذلك انّ الشعب القطري سمع من وسائل الإعلام، تماماً كما سمعت قبائل الماوماو في أواسط أفريقيا، عن الـ 137 مليار دولار لتدمير سورية، والـ 250 مليار دولار للمونديال…!
دولة ذات إرادة صلبة مستقلة، وقيادة تعلّم الدنيا كيف تكون حرة السيادة، وذات قرار مستقلّ لا تشوبه شائبة، ولا تمتدّ إليه التدخلات الخارجية من قريب او بعيد…
مرحى للسيادة والاستقلال واللاتبعية، وتحية الى قطر بنصفيها، النصف الذي يقطنه الشعب القطري العتيد، والنصف الآخر، الذي تحتلّه قاعدتا «العيديد» و»السيلية» الأميركيتين.
سميح التايه