النسخة 12 من مسلسل الاستحقاق الرئاسي والعرض مستمرّ
} عمر عبد القادر غندور*
حدّد الرئيس نبيه بري موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران الحالي، وكانت آخر جلسة انعقدت بهذا الخصوص في 16 كانون الثاني الماضي، وكان الرئيس بري يردّد انه لن يدعو الى جلسة فولكلورية لا تنتج رئيساً، إلا بوجود مرشحين فعليين لهذا المنصب، وهو ما يراه تحقق بالشكل بوجود مرشحين اثنين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور!
وعلى أرض الواقع، ليس هناك مرشح حقيقي سوى سليمان فرنجية بينما لا يزال المرشح الآخر جهاد أزعور مرشح «تقاطع» لمعارضي فرنجية الذين يرون في مرشحهم أنه مرشح «مناورة» في أحسن الحالات!
لذلك، يبدو انّ هناك عدة سيناريوات للجلسة من بينها إسقاط النصاب او التصويت بورقة بيضاء… وهو المتاح بيُسر بين جميع الأفرقاء، وهو ما قد يتكرّر لاكثر من مرة…
وأكثر الأفرقاء قلقاً من مجموع المعارضين لوصول فرنجية الى قصر بعبدا، هو فريق القوات اللبنانية الذي لا يثق بتعهّدات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لم يقل صراحة حتى الآن بترشيح جهاد أزعور، واكتفى بالقول إنه «تقاطع» مع آخرين على ترشيح أزعور، وقال أيضاً إنّ مُرشِّحي أزعور هم الذين أتوا اليه ولم يذهب إليهم…!
مع تأكيد باسيل مراراً وتكراراً انه لم يقطع خطوط التواصل مع حزب الله، وبالتالي لم يعلن الأخير ذلك، فيما القوى الاعتراضية لا تؤكد وجود إجماع على أزعور! وأكثر من ذلك تقول المصادر العليمة انّ موقف جبران باسيل والبطريرك الماروني بشارة الراعي يخالف موقف القوات اللبنانية الى جانب مستقلين بالضغط المباشر لعقد جلسة نيابية من دون إفساح المجال أمام محاولة توفير توافق وطني مع الثنائي وما يمثل… وانّ الهدف الفعلي هو إسقاط «مشروع» أزعور لفتح الباب أمام وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا، وانّ سيناريو ميشال معوض سيتكرّر وسنعود الى السيناريو السلبي! وربما قرأ النائب السابق وليد جنبلاط المشهد فغادر مع نجله تيمور الى فرنسا ريثما تنضج الأمور وهو سيبقى على «التل» يتفرّج…
ويبدو انّ الثنائي الذي يسمّونه «الثنائي الشيعي»، لم يُسقط دور المسلمين السنة ولا يرى تكاملاً للمشهد الانتخابي إلا بمشاركتهم الفاعلة في هذا الاستحقاق، وانّ زيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت في شباط الماضي لم تكن لقراءة الفاتحة على قبر والده فحسب، بل لمراجعة تركته السياسية وإعادة التموضع الجديد لبعض نوابه…
وفي معلوماتنا ونحن متأكدون منها انّ سفير المملكة العربية السعودية في دولة الإمارات العربية زار الرئيس سعد الحريري في منزله في دبي، وربما هذه الزيارة، ونقول ربما، تأتي في إطار تصفير الاختلافات في البلاد العربية وفي إطار المصالحة السعودية الإيرانية وافتتاح السفارات بين البلدين الكببرين المتجاورين، والأكيد أنّ لبنان سيكون من بين اهتمامات الدولتين وسيظهر ذلك، وإنْ لم يكن اليوم، لكن بالتأكيد سيأتي دوره في مراحل لاحقة…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي