دبوس
«يربوع« الأمّ الرؤوم الأزرق
تتحدث وثائقية الميادين، ماذا حدث؟ عن الآثار المدمّرة التي ترتبت على التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، والتي كان أولها في عام 1960، وأطلق عليه، «اليربوع الأزرق«، حيث تجري معدّة البرنامج بعض اللقاءات مع أولئك الذين تعرّضوا للإشعاعات الناتجة عن التجربة، وهم بالآلاف، إنْ لم يكن بعشرات الآلاف، والذين أوصلهم الحظ العاثر لأن ينالوا قليلاً من مكرمات الأمّ الرؤوم فرنسا، غيض من فيض بركات الأمة الفرنسية، والتي كانت توزعها بالتساوي على الشعوب التي نكبت بها، وبلمستها السحرية، والتي ما ان تصيب شعباً من الشعوب، حتى يغرق في بحور المرض والفقر والضياع، ولكنها، ومهما فعلت، تبقى بالنسبة للمرتزقة الذين تختارهم من أبناء البلد المنكوب لتنفيذ أجندتها الأوليغارشية، تبقى الأمّ الحنون الرؤوم، فبطونهم المكتنزة والمتخمة بالخير الفرنسي، تغشي البصر وتلغي العقول، وهم لن يتزحزحوا قيد أنملة عن الولاء لأمهم حتى لو قامت بإبادة بقية الشعب عن بكرة أبيه!
الأمّ الحنون ما زالت تحتفظ في متاحفها على الأرض الفرنسية بجماجم المجاهدين الجزائريين، كتذكار وذكرى ليد فرنسا الرحيمة إزاء شعب الجزائر، قامت بقطع رؤوسهم بعد استشهادهم، ثم أبقت على جماجمهم لديهاّ قمة الحضارة والشفافية والسمو الأخلاقي! دائماً تحتفظ في البلاد التي ابتليت بلمستها القاتلة بمجاميع من المنتفعين المرتزقة، الذين يسبّحون بحمدها مهما فعلت!
هو تكتيك خلق حالة من تناقض المصلحة، ويتمثل في تقريب مرتزقة بالمال والامتيازات اليها، فيصبحون بعد لأي بمثابة الأداة المدمّرة داخل البلد، والجزائر ليست بحال الاستثناء، لقد خرجت فرنسا من بلاد كثيرة كانت تكويها بنار الاستعمار، والآن، ما زالت تتواجد بوكلائها للإطاحة بأيّ توجه من الشعوب التي ابتُليت بها للنمو والنهوض والتطوّر، ولنا مثل في أيتام فرنسا في لبنان.
سميح التايه