الجيش والشعب في العرقوب يدافعان عن السيادة… وأدعياؤها ينشغلون بالتطبيع… و»القومي» يحيي «تقاطع جهاد أزعور» يعترف بالفشل بتأمين الـ 65 صوتاً… ومؤيدو فرنجية يستعدّون لما بعد الأربعاء ظهور كتلة بيضة قبان من 28 نائباً تضمّ 10 من الاعتدال و9 من التغيير و5 من التيار و4 مستقلين
} كتب المحرّر السياسيّ
على الحدود كان الوطن يصرخ، وكان الشعب والجيش ومن خلفهما المقاومة في حال مواجهة وجهوزية، والعنوان هو قرار حكومة الاحتلال بالاستعداد للحرب عبر العودة لبناء جدار عازل يكرّس وضع اليد على الأراضي اللبنانية المحتلة التي يتمسّك لبنان بهويتها الوطنية، ويخوض معركة منع ضمّها منذ العام 2000، بينما السياسة في لبنان كما كانت دائماً منقسمة بين مَن يقفون مع الحقوق الوطنية ويتمسكون بـ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ومن يلوكون أحاديث السيادة لغواً فارغاً ويتهرّبون من مسؤولياتهم الوطنية بحدها الأدنى، بل إن بعضهم لم يتورع عن جعل الدفاع عن «المطبّعة» الكويتية فجر السعيد التي نبذها الكويتيون، بينما لبنان في ذروة المواجهة الدائرة حول أرض كفرشوبا والعرقوب وإصابة العشرات من الأهالي خلال المواجهات، رغم مشهد الكبرياء الوطني والعنفوان الذي أظهره الجيش اللبناني بقرار قيادته وحضور ضباطه وجنوده.
رئاسياً، ثلاث ظواهر أبرزتها تحرّكات الأمس، الأولى بدء نزول جماعة «تقاطع جهاد أزعور» عن شجرة الغلوّ والتباهي، التي أطلقها انضمام اللقاء الديمقراطي بعد التيار الوطني الحر إلى صفوفهم، واعتراف أركان «التقاطع» بالفشل في جمع 65 صوتاً لصالح مرشح التقاطع جهاد أزعور، وهو ما ظهر في النبرة العدائية والانفعالية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحق النواب الذين قرّروا التمايز عن الاصطفاف الحاد طلباً للتوافق بمحاولة تسمية مرشح ثالث متهماً هؤلاء بإضاعة فرصة انتخاب ازعور. والظاهرة الثانية كانت انتقال موقع ودور بيضة القبان الانتخابية من التيار الوطني الحر ثم اللقاء الديمقراطي، بعد انضمامهما بسحر ساحر إلى التقاطع، ليرسو الدور عند مجموعة النواب التي تقارب الـ 28 نائباً، والتي قرّرت عدم السير بالمرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، على الأقل في الدورة الأولى، وكتلة بيضة القبان تتكوّن من 4 نواب مستقلين و10 نواب من كتلة الاعتدال، و5 نواب من التيار الوطني الحر، و9 من نواب التغيير، منهم 6 تجري معها اتصالات للانضمام الى تقاطع أزعور، ويحول بينها وبين الانضمام الخشية من قواعد شعبيّة تعتبر أزعور رمزاً للمنظومة التي قامت بوجهها ثورة 17 تشرين، وتعتبر التحالف مع التيار الوطني الحر بعد التحالف مع حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي خيانة لمنطلقات «الثورة»، وشعار «كلن يعني كلن». أما الظاهرة الثالثة فهي أن مؤيدي ترشيح سليمان فرنجية، وقد نجحوا باحتواء انضمام اللقاء الديمقراطي الى تقاطع أزعور، وتيقنوا من عجز المتقاطعين عن تأمين الـ 65 صوتاً، ومن إمساكهم بالقدرة على تعطيل النصاب، بدأوا يستعدون لما بعد جلسة الأربعاء، في جلسة قد لا تنعقد قبل شهور طويلة.
وبعد موقف كتلة اللقاء الديموقراطي بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور تكثفت الاتصالات على كافة الخطوط السياسية بموازاة حركة خارجية نشطة باتجاه لبنان، ستبدأ مع وصول وزير الخارجية الفرنسي السابق جون إيف لودريان الى بيروت قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وغص الوسط السياسي والإعلامي بسيلٍ من التحليلات لأبعاد خيار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يعكس موقفاً خارجياً تجاه لبنان، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء»، رابطة بين موقف الاشتراكي بكلمة سر وصلت الى الفريق الأميركي في لبنان للسير بمرشح مواجهة ضد المرشح المدعوم من الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وتساءلت عما يجمع القوات اللبنانية والكتائب مع التغييريين والتيار الوطني الحر غير قرار خارجي أميركي – سعودي – قطري بموافقة فرنسية ظهرت بتبديل الإدارة الفرنسية المسؤول عن الملف اللبناني باتريد دوريل بالوزير السابق لودريان وإيفاده الى لبنان لطرح صيغة معدلة للطرح الفرنسي السابق بدعم فرنجية، ما سيأخذ البلد إلى تصعيد كبير ومواجهة حاسمة ستطيّر جلسات انتخاب الرئيس وتطيل أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وتداعت الكتل النيابية للاجتماع والتشاور لاتخاذ مواقفها النهائية في جلسة 14 حزيران لا سيما النواب التغييريين والمستقلين الذين لم يحسموا أمرهم حتى منتصف ليل أمس، باستثناء مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي وفق معلومات «البناء»، أما النواب التغييريون الآخرون فيعقدون اجتماعات مع عدد من النواب المستقلين من كتلة صيدا – جزين للتصويت لخيار ثالث غير أزعور وفرنجية، والمرجح أن يكون الوزير السابق زياد بارود. وبالتوازي يجري تفاوض بين هؤلاء النواب والتيار الوطني الحر بعيداً عن الإعلام للتوافق على مرشح ثالث كالوزير بارود يوافق عليه حزب الله وحركة أمل مقابل التنازل عن فرنجية.
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر إعلامية بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أسرَّ إلى نواب من التيار بأن خياره الرئاسي في المرحلة الثانية هو بارود. وذكرت المصادر أن باسيل أخطر نواباً من التيار بأنهم إن حصلوا على تعهّد من حزب الله بالتخلي عن فرنجية فسيقابل ذلك بإسقاط جهاد أزعور.
إلا أن «التيار» نفى نفيًا تامًّا، ما أوردته إحدى القنوات من كلام مضلّل منسوب لرئيس التيار جبران باسيل بشأن الاستحقاق الرئاسي، واعتبر التيار الوطني أنّ القناة «تقوم بحملة تشويش باتت أهدافها معروفة، ومكشوفة».
وعلمت «البناء» أن الجزء الأكبر من قوى التغيير والمستقلين سيصوّتون لبارود لكي ينال عدداً وازناً من الأصوات يسمح بتقديمه كمرشح تسوية بعد سقوط أزعور وفرنجية.
وأشارت النائبة بولا يعقوبيان الى ان «6 نواب من قوى التغيير لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة في ما بينهم ومع مجموعاتهم وقواعد 17 تشرين على أن يُصدروا موقفاً موحداً».
وإذ لفتت مصادر سياسية الى أن الجميع ينتظر الحراك الخارجي وزيارة لودريان وجولة متوقعة للسفير السعودي في لبنان على بعض المرجعيّات، متوقعة مفاجآت حتى موعد الجلسة، أشارت أوساط الثنائي لـ»البناء» الى أن إصرار الفريق الآخر على ترشيح أزعور وطرحه بهذا الشكل الاستفزازي يحمل مشروع مواجهة ويُودي بالبلد الى مزيد من التوتر والتفجير لأنه يخفي مخططاً خارجياً أميركياً – اسرائيلياً جديداً للبنان للجم انعكاسات المتغيرات الإقليمية على لبنان الذي يشكل مصدراً لتهديد أمن إسرائيل»، ولذلك اجتمعت الأضداد السياسية في الداخل بعدما وصلت كلمة السر الخارجية»، متسائلة لماذا يصرّون على أزعور ويعرفون بأنه لن يمر؟ وأكدت المصادر تمسك الثنائي بفرنجية الذي نرى فيه الرجل الذي يناسب المرحلة.
وحتى يتضح المشهد الانتخابي في جلسة 14 حزيران ترسم سيناريوات عدة للجلسة، منها أن يعمد فريق الثنائي الى ممارسة حقه الدستوري وعدم المشاركة في الجلسة من الدورة الأولى وبالتالي عدم انعقاد الجلسة، أو الخروج من الجلسة من الدورة الثانية وفرط النصاب، أو حصول تصويت في الجلسة الأولى والثانية من دون حصول أي من المرشحين على 65 صوتاً، والاحتمال الرابع أن يؤمن الثنائي النصاب وينتخب أزعور بالـ 65 صوتاً ويرمي كرة نار الأزمة والانفجار إلى فريق المعارضة لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والمالي. لكن مصادر «البناء» رجّحت خيار فرط النصاب من الجلسة الأولى أو الثانية.
رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الفراغ ما زال سيّد الموقف، ومن البداية الى اليوم موقفنا واضح من هذا الاستحقاق الرئاسي، قلنا وما زلنا نردد إننا نريد الرئيس الجامع المنفتح على جميع المكونات، رئيساً لجميع اللبنانيين من دون تمييز، وصاحب موقف ومبدأ وقوة على المواجهة والصمود في وجه ما يخطط للبنان من مشاريع. ومن هذا المنطلق كان تأييدنا ودعمنا للمرشح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، لأننا نرى فيه هذه المؤهلات وله القدرة على معالجة جميع الملفات، خصوصاً ملف النازحين السوريين وترتيب العلاقة مع سورية وجميع الدول العربية والخليجية والمنفتح على دول العالم ما عدا العدو الإسرائيلي».
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي حين اكتفى العمار بالقول إن اللقاء كان جيداً، يفترض أن يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان جنبلاط استقبل مساء الخميس في كليمنصو، عبد الساتر والعمّار موفدين من البطريرك الراعي، في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، الوزير السابق غازي العريضي، حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
على صعيد آخر، أعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشارًا في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. وفي التفاصيل، فقد تجمّع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل، وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضاً على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحرّرة قي خراج البلدة.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقاً على ما يجري في كفرشوبا، إن «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولإرساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر». أضاف «اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وتابع «ان «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وخزبية وروحية واجتماعية.
وضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.
الى ذلك، نبه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» المنعقد في الرياض، إلى أن «ستمرار سياسة إبقاء النازحين السوريين، الذين قارب عددهم المليونين والمتواجدين بصورة خاصة في شمال وشرق لبنان، في ظروف إنسانية صعبة وتزداد صعوبة في ظل أسوأ أزمة منذ تأسيسه، من شأنها أن تسهل تجنيدهم واستقطابهم من قبل الإرهابيين وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وخلايا ناشطة تهدد الأمن والاستقرار، سواء في أماكن تجمع النازحين، أو حتى في بؤر تواجدهم داخل المناطق اللبنانية الفقيرة التي تستضيفهم».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية وروحية واجتماعية.
ضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.