مواقف حيّت المحتجّين وأكدت جاهزيّة المقاومة لأيّ احتمال أهالي كفرشوبا يُزيلون بمشاركة «القومي» الشريط «الإسرائيلي» المُستحدَث بعد مواجهات عنيفة واستنفار الجيش اللبناني قُبالة العدوّ
اعتدت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» أمس على متظاهرين من أبناء كفرشوبا والعرقوب في نقطة كفرشوبا الحدوديّة، حيث اعتصموا رفضاً لتجريف أراضيه واستحداث شريط شائك جديد في البلدة. وردّ المتظاهرون برميّ الحجارة على الجنود المعتدين بعد أن عمد العدو إلى إلقاء القنابل الغازيّة باتجاههم، في وقت نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً عند النقطة المذكورة واتخذ وضعيّة قتاليّة في مواجهة قوات الاحتلال.
واكتفى جنود «يونيفيل» بمشاهدة اعتداءات العدو من دون أيّ تحرك لردعه عن مواصلتها، وعمدوا بعد ذلك إلى الاكتفاء برفع يافطة تدعو الاحتلال إلى عدم تجاوز ما يُسمّى «الخط الأزرق».
وجرت سلسلة مناوشات بين المحتجّين من أبناء العرقوب وجيش العدو الذي ألقى عشرات القنابل الدخانيّة على المحتجّين حيث سجلت حالات اختناق لأكثر من 12 شاباً، وإصابة آخرين بجروح بينهم الزميل في قناة «المنار» علي شعيب، فيما تمكّن المحتجون من إزالة حوالى 20 متراً من السياج الشائك المُستحدث قبل أن يسود المنطقة هدوء حذر.
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وخزبية وروحية واجتماعية.
ضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور.
ومن نقطة كفرشوبا الحدوديّة، أكّد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الذي شارك في الاحتجاج أنّ «ما يجري اليوم يعني أنّنا أمام مرحلة استكمال تحرير ما تبقى من أرضنا»، معتبراً أنّ «هذا الحدث هو تأكيد أهميّة الإستراتيجيّة الوطنيّة المتمثّلة بالجيش والشعب والمقاومة».
وقال هاشم في تصريح «هدفنا تحرير أرضنا، وتحصين وطننا بوجه الأطماع الصهيونيّة»، مشدّداً على أنّنا «لا نعترف بالخط الأزرق، لأنّ هذه أرض لبنانيّة شاء من شاء وأبى من أبى». وأضاف «الجيش اللبناني هنا يؤكّد بتصمميه أنّه قادر على المواجهة من أجل حماية وطنه».
بدوره، أكّد رئيس هيئة أبناء العرقوب محمد حمدان «أننا متمسكون في أرضنا حتى تحرير آخر شبر منها».
وأقام مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلّي والمتظاهرون صلاة الجمعة للمرة الأولى منذ احتلال تلال كفرشوبا.
وفي ردود الفعل على هذه التطورات، تساءل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى «هل بلغ الإسرائيلي من الغباء درجة الظنّ بأنّ القنابل المسيّلة للدموع ستجبر أصحاب الأرض والحقّ على السكوت عن اعتداءاته؟». وقال خسئ الاحتلال، فالأبطال الذين بذلوا دماءهم، لا يسألون عن الدموع، خصوصاً ومعهم جيش بطل وخلفهم مقاومة على أهبّة النصر الأكيد المنذور للوطن كلّه». ورأى أنّ «أبلغ ما يُستفاد من هذه المواجهة البطوليّة، أنّ الأحرار من أبناء كفرشوبا يقترعون بالقلوب الشجاعة والقبضات المتمسّكة بالأرض وينتخبون بالإجماع رئيس جمهوريّة… حرّاً مقاوماً… لوطنٍ حرّ مقاوم».
من جهته، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض أنّ «المقاومة تتابع ما يحدث في تلال كفرشوبا عن كثب ولحظة بلحظة، ومتهيّئة لأيّ احتمالات تصعيديّة ولن تسمح للعدو الإسرائيلي بأن يتمادي في تجاوزاته»، لافتاً إلى أنّ «العدو الإسرائيلي يُدرك أنّ التمادي في تجاوز الخطوط الحمر سيكون مكلفاً له».
وتحت وسم «جيش شعب مقاومة» علّق النائب حسن مراد على المواجهات في تلال كفرشوبا وتصدي الأهالي للاعتداءات الصهيونية، وقال في تغريدة له عبر «تويتر»: مرة جديدة يثبت شعبنا أنه ما حيسمح لحدا ياخد متر من أرضه».
أضاف: «مرة جديدة أهلنا بكفرشوبا والعرقوب عم يسطروا دروس بالحق والبطولة بوجه أحقر عدو».
و ختم: تحية لأهلنا بشبعا وكفرشوبا وكلّ قرى العرقوب الصامد على وقفتهم وتحية لجيشنا البطل الجاهز يتصدى للعدوان وتحية للمقاومة اللي ما بتترك شعبها».
واعتبر النائب ينال صلح، تعليقاً على أحداث الجنوب، أنّه «كلّما طلع فجر يوم على هذا الوطن، تأكّدت صوابيّة ثلاثيّة القوة التي تحمي لبنان والمتمثّلة بالشعب والجيش والمقاومة»، مؤكّداً أنّه «يحقّ للوطن أن يفخر، وللمواطن أن يأمن ويسلم، بثلاثيّة ذهبيّة أثبتت وتثبت كل يوم صحة خيار المقاومة والصمود والتصدّي، في وجه الخنوع والذلّة والخيانة والتطبيع والارتهان للخارج».
وأعلنت «ندوة العمل الوطني» في بيان، أنّه «ليس غريباً على العدو الإسرائيلي ممارسة غطرسته ومحاولاته الدؤوبة بالإقدام على قضم المزيد من الأراضي اللبنانيّة في كفرشوبا ومزارع شبعا، لكنّ المستغرب هو صمت أهل السلطة في لبنان، وخصوصاً أولئك المدافعون عن إعلاميّة رعناء، تدعي الانتساب للعروبة، فيما هي نفسها تعترف بالكيان الغاصب لفلسطين، وبكلّ وقاحة تزور فلسطين المحتلّة، ومن علامات جهلها أنّها لا تعي الفرق بين تل أبيب وبين مدينة القدس، في الوقت الذي نشهد بأمّ العين كما يشهد العالم، على اعتداءات العدو الإسرائيلي المستمرّة على الفلسطينيين وعلى أهلنا في الجنوب اللبناني».
ورأت أن «تصدّي أهلنا في كفرشوبا ومزارع شبعا لدبابات العدو الإسرائيلي، بصدورهم العارية وهمّتهم العالية وبإرادة وعزيمة التحرير، وهم يدافعون عن تراب الوطن، لهو عمل بطولي نادر يحتّم الانتصار المطلق على آلة العدو الصهيوني العسكرية»، لافتةً إلى أنّ «إصرار أهلنا في الجنوب على الدفاع عن أرضهم وأملاكهم وأرزاقهم، لهو رسالة واضحة للعالم، وأيضاً للمتخاذلين والمتآمرين على بيئة المقاومة في الداخل اللبناني، مفادها بأن أهلنا في الجنوب باتوا يشكلون خط الدفاع الأول عن كرامة الوطن وسيادته، وأنّ كلّ محاولات هذا الاحتلال والمتعاونين معه ستبوء بفشل ذريع كما سبق لهم وهزموا في حرب تموز 2006».
وحيّت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الصهيونية يحيى سكاف، أهالي بلدة كفر شوبا «الذين يواجهون بإرادتهم وعزيمتهم الصلبة، جيش العدو الصهيوني الذي يعتدي على السيادة اللبنانيّة من خلال أعمال الحفر التي تقوم بها جرافاته داخل الأراضي الزراعيّة اللبنانيّة»، معتبرةً في بيان أنّ «ما يقومون به اليوم من خلال الردّ على التعديات الصهيونيّة على الأراضي الزراعية وإزالة الشريط الشائك الذي وضعه العدو، يمثل خيار أهل الجنوب الشرفاء وخيار معظم اللبنانيين الذين قاوموا العدو الصهيوني، وحرّروا معظم الأرض اللبنانيّة من رجس الاحتلال بتضحياتهم ودمائهم التي روت أرض الوطن، وبفضل هذا الخيار المقاوم ستتحرّر كامل أراضينا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
ودعت إلى «مساندة أبناء كفرشوبا ومزارع شبعا الأحرار في مواجهة العدو دفاعاً عن أرضهم، حتى نثبت للعالم أنّ أراضينا ستعود إلينا بالقوة مهما بلغت التضحيات ومهما طالت السنين»، مؤكّدةً أنّ «كلّ الأحرار والشرفاء سيبقون مع خيار المقاومة لأنّه الخيار الوحيد الذي يفهمه العدو».
بدوره، حيّا رئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير أهالي كفرشوبا وعناصر وضباط الجيش الوطني «الذين يتصدّون لمحاولات جيش العدو التعدّي على الأرض اللبنانيّة»، متسائلاً عن «الدور الذي تلعبه القوة الدوليّة العاملة في لبنان بخصوص التعديات الصهيونيّة المتكرّرة على لبنان».
واعتبر «أنّ مساندة الجيش الوطني لأهالي كفرشوبا، يؤكّد ضرورة التمسّك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة العدو وأطماعه في وطننا، لأنّ التجارب أثبتت أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا بلغة المقاومة».
ودان الاتحاد العمّالي العام بشدّة استمرار العدوان «الإسرائيلي» وتوسّعه. وإذ حيّا «أهل كفرشوبا الأبطال وجميع أهلنا في باقي الأراضي اللبنانيّة المحتلة» أعلن «اعتزازه بالجيش اللبناني لوقوفه الثابت في مواجهة العدو ويحمي حدودنا بالتنسيق مع المقاومة الوطنيّة»، ودعا «جميع المنظّمات النقابيّة الشقيقة والصديقة ومنظمات حقوق الإنسان لإعلاء الصوت دفاعاً عن الحقّ وإدانة لهذه الأعمال الإجراميّة».
كما دان اتحاد نقابات عمّال فلسطين في لبنان «الإاعتداءات الصهيونيّة على مزارعي وأهالي كفرشوبا وأراضيها، محاولاً من جديد استكمال سياسة مصادرة الأراضي والاعتداءات عليها وعلى أصحابها بطريقة عدوانيّة توسعيّة ضارباً عرض الحائط حقوق السكان وممتلكاتهم». وتوجّه «بتحيّة إكبار واعتزاز وفخر لأهالي كفرشوبا الذين أزالوا الشريط الشائك الذي زرعه الاحتلال قبل أيام، وتقدير دور قيادة الجيش اللبناني في مواجهة جيش الاحتلال ومحاولة الاعتداء على الأراضي اللبنانيّة».
وهنأ اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في لبنان «أبناء بلدة كفرشوبا ومنطقة العرقوب وبواسل الجيش اللبناني المقاوم على المواجهة البطولية التي خاضوها معاً دفاعاً عن الأرض والكرامة الوطنية، ونيابة عن الشعب اللبناني بأكمله في منطقة كفرشوبا، وسجلوا مواجهة بطولية جسدت معنى ثلاثية الوحدة الوطنية والقوة في مواجهة العدوان الصهيوني البغيض، شعب وجيش ومقاومة».
ودان اللقاء «الصمت الدولي على الاعتداءات أمام أعين قوات الطوارئ الدولية التي لاوحول لها ولا قوة».
ودعا الى المشاركة في «الوقفة التضامنية مع مزارعي كفرشوبا وأبناء المنطقة والتي سيقيمها في كفرشوبا الصمود والمقاومة يوم الثلاثاء المقبل الساعة الثالثة عصراً».