دبوس
جولة الدم قبل الانخراط في المفاوضات
التشدّد الأميركي الناتوي في ما يتعلّق بالذي يُرجى من هجوم زيلينسكي المضاد، هو أمر طبيعي، ويندرج في استراتيجية تعلية السقوف، أملاً بالحصول على موقع يتيح لهم الاندفاع نحو مائدة المفاوضات، هم يعلمون تماماً انّ هذا الهجوم هو آخر ورقة في حوزتهم لتحريك الوضع الستاتيكي الذي وصلت اليه الأزمة الروسية الناتوية، وأن هذا قد يتأتّى بإعادة احتلال ما لا يزيد عن 10% من المساحة التي أمسك بها الجيش الروسي، أما الهلوسات التي تتوقع استعادة كلّ الدونباس وشبه جزيرة القرم، فهي لا تعدو كونها أحلام يقظة في ليلة صيف دافئة على شواطئ الدينبر، وهم يعلمون أيضاً أنهم لا يمكن ان يذهبوا الى مائدة المفاوضات في وضعهم الحالي والذي يثير الكثير من الشفقة، لقد صام الأوكرانيون طويلاً، وسيفطرون على بصلة مقدّمة من زيلينسكي، وسيتمخض جبلهم ثم يلد فأراً.
في مباحثات الكيلو 101 في الطريق بين القاهرة والسويس، جلس على طرفي مائدة المفاوضات من الجانب المصري الجنرال عبد الغني الجمسي، وجلس قبالته الجنرال الإسرائيلي أهارون ياريف، بإشراف الجنرال أنزيو سيلاسفو من الأمم المتحدة، وحينما تطرّق الجنرال الجمسي الى ما يعتقد بأنه سيتفتّق عن هذه المفاوضات، قاطعه الجنرال «الإسرائيلي» ياريف بقوله، نحن، سيدي الجنرال، نعبّر عن موازين القوى في ساحة القتال…
لن يأخذ زيلينسكي ما لم يأخذه في ساحات المعارك، بالفهلوة وبركات دول الناتو، سيجني كلّ طرف من طرفي الصراع في السياسة ما حققه في ساحات المعارك، لا أكثر ولا أقلّ، وفي واقع الحال فإنّ الأمور في نهاية المطاف ستتجه نحو إجراء استفتاء بإشراف دولي في منطقة الدونباس لتقرير المصير، الاستقلال، أو الانضمام الى روسيا، او العودة الى «الحضن الدافئ» لحكومة زيلينسكي النازية، اما في ما يتعلق بـ شبه جزيرة القرم، فستبقى قطعة لا تتجزأ من الوطن الروسي الكبير، وأعلى ما في خيلكم يا زيلينسكي ومن ورائك الناتو، إركبوه.
سميح التايه