«القومي العربي» التقى «حركة الجهاد»: لتحشيد الطاقات واستنهاض الأمّة بمواجهة التحدّيات
رأت اللجنة التنفيذيّة لـ»المؤتمر القومي العربي»، في بيان بعد اجتماعها في بيروت برئاسة أمينها العام حمدين صباحي، أنّ العملية البطوليّة التي نفذها الشهيد المُجنّد في الجيش المصري محمد صلاح في معبر العوجة والاحتضان الشعبي الكبير الذي لاقاه من أبناء مصر والأمّة، تعبير عن الموقف الحقيقي للشعب المصري والأمّة ضد اتفاقات التطبيع مع العدو وتأكيد أنّه إذا كان التطبيع مع العدو هو خيار حكومات، فإنّ مقاومة الاحتلال هي خيار الشعوب.
وندّد المجتمعون بـ”الاختراقات التطبيعيّة التي حقّقها العدو في الأونة الأخيرة، لا سيّما من خلال مشاركة دولتين عربيتين، المغرب وتونس، في مناورات “الأسد الأفريقي” مع قوات العدو الصهيوني”، ورأوا في هذه المشاركة تنكّراً لمشاعر الأمّة ولحقوق الشعب الفلسطيني وقرارات القمم العربيّة نفسها، ودعماً للكيان الصهيوني الغاصب وداعمه الأميركي “في ظرف يشهد فيه هذا العدو مقاومة متنامية في فلسطين وأكناف فلسطين، وتآكلات داخليّة بين المكونات المتناقضة داخل مجتمعه، وفي الوقت الذي يشهد فيه داعمه الأميركي والغربي أزمات حادّة بنيويّة اقتصاديّة وماليّة وسياسيّة واجتماعيّة داخل مجتمعاتهم وتراجع نفوذهم الدولي”.
واستنكروا استقبال رئيس كنيست العدو أمير أوحانا في المغرب بدعوة من البرلمان المغربي، والحديث عن قيام شركات صهيونيّة بإقامة مصانع عسكرية في المغرب، أخطر من تلك المناورات لأنها تظهر أن الأمر يتجاوز التطبيع مع العدو إلى مستوى التحالف معه وهو ما يتطلب أوسع تحرك من القوى الشعبيّة الحيّة في المغرب العربي والأمّة لإسقاط كلّ الخطوات التطبيعية التي عقدتها حكومات عربية مع العدو.
وحيوا “انتفاضة أهل كفرشوبا العريقة في المقاومة وإقليم العرقوب في لبنان، لمواجهة الاحتلال الصهيوني ومخططاته لجرف أراض جديدة وضمها إليه في مزارع شبعا”، ورأوا في الوقفة المستمرة لهم “تأكيداً على الخيار المقاوم لشعب لبنان العظيم”.
وتطرّقوا إلى “تعبئة الحملة الشعبيّة العربيّة والدوليّة لكسر الحصار على سورية، للرأيّ العام العربي والدولي لكسر الحصار ودعوة الحكومات العربيّة إلى استكمال انفتاحها على سورية بالمزيد من الإجراءات التي تنعكس بشكل ملموس ومباشر على الشعب السوري، وأبرزها الإسراع في إطلاق ورشة الإعمار وإلغاء كل القيود المفروضة على السياحة والاستثمار المفروضة من بعض الحكومات”، معتبرين أنّ “دعم سورية في صمودها، شعباً وجيشاً وقيادة، والحوار بين أبنائها لوقف الحرب الكونيّة عليها وجلاء قوات الاحتلال الصهيوني الأميركي والتركي عن أراضيها واجب وطني وقومي وإسلامي وعالمي”.
واعتبروا أن “الاقتتال الدائر داخل السودان الشقيق هو جزء من محاولات فرض سياسات ووقائع على السودان متنافية مع هويته العربيّة والإسلاميّة والإفريقيّة، وسعياً لتمكين القوى الاستعماريّة من الهيمنة عليه ومصادرة موارده وتقسيم أرضه وصولاً إلى اختراق القارة الإفريقيّة التي تشهد تنافساً محموماً على المستوى الدولي بين الشرق والغرب”.
ودعا المجتمعون اللبنانيين إلى “الحوار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي للبدء في إعادة بناء هيكليّة الدولة اللبنانية على أسس تضمن وحدة لبنان بعيداً عن مشاريع التقسيم وتحمي المقاومة من كلّ مشاريع الهيمنة والاحتلال، وتقيم حكماً عادلاً لا مكان فيه للفساد والفاسدين وللصراعات الطائفيّة والمذهبيّة التي طالما تسلّل أعداء لبنان إلى داخله من خلال إثارتها واللعب عليها”.
وختاماً، حيّت اللجنة أعضاء المؤتمر الذين رحلوا منذ بداية هذا العام وقرّرت المشاركة في الأمسية التأبينيّة الافتراضيّة التي سيقيمها لهم المؤتمر خلال الفترة المقبلة، كما قرّرت ان تنعقد دورة المؤتمر في الأسبوع الأخير من شهر تموز المقبل.
على صعيد آخر، أعلنت الأمانة العامّة لـ”المؤتمر القومي العربي” في بيان، أن “أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة استقبل وفداً من الأمانة العامّة ضم الأمين العام للمؤتمر حمدين صباحي، الأمين العام السابق للمؤتمر ومنسّق عام اللجنة العربيّة والدوليّة لفكّ الحصار عن سورية مجدي المعصراوي، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي ورئيس المركز العربي والدولي للتواصل معن بشّور، نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور ماهر الطاهر، بحضور عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان إحسان عطايا”.
ولفتت إلى أنّ “اللقاء تناول دور المؤتمرات والأحزاب والقوى العربيّة في تحشيد الطاقات والارتقاء بمستوى الوعي، واستنهاض الأمّة في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة وتعزيز الالتفاف الجماهيري حول قضية فلسطين، القضية المركزيّة للأمّة وللشعوب العربيّة والإسلاميّة، وأهميّة توحيد الجهود كافّة لإفشال مخطّطات التطبيع ومشاريع سلخ الأمّة عن تراثها وحضارتها وتاريخها”.