أخيرة

دبوس

قل لي من ترشّح…

هل يمكن أن تكون فاسداً، ويديك ملطّختان بكلّ أنماط الارتشاء والمال المنهوب، وذمّتك مرتهنة لمن يجزل العطاء أكثر، ثم ترشّح للمناصب القيادية إنساناً نظيفاً عفيف النفس، ديدنه إقامة العدل والإنصاف ومقاتلة اللصوص والفاسدين؟ وبالنقيض، هل يمكن أن تكون نظيفاً طاهر المنشأ قويم السريرة، مترفّعاً عن شطط وإسراف المتهافتين، مناكفاً للباطل والباطلين، والفساد والمفسدين، ثم تزكّي فاسقاً فاسداً، تعلم أنه سيملأ الأرض ظلماً وجوراً ونهباً للثروات وتعطيلاً للنمو والازدهار وخلاص الأوطان؟
قل لي من ترشّح… أقول لك من أنت. مضحكة هي سردية باسيل، وبالذات في المراحل الأخيرة، وهو يحاول بلا طائل أن يقول لنا بأنه يسير على جادة الصواب، وانّ اختياره لـ أزعور لا يحمل في طياته سقوطاً مدوّياً، وتدليساً ليس كمثله تدليس، حتى إبليس، كانت له جدليّته التي يتطاول فيها على رواسخ النواميس الربّانية، فيتجرّأ على سردها ظانّاً بأنها تمثّل تبطيلاً لمشيئة الربّ المطلقة…
من يريد منا باسيل أن نصدّق؟ كلامه المعسول الرنّان الطّنّان عن مكافحة الفساد، ومقاتلة المفسدين، أم عمله الصريح البائن النّاجز القاطع في ترشيحه فاسد ينتمي بالشكل وبالمضمون وبالقول وبالعمل الى أفسد منطقة زمنية بشخوصها وبنهجها في تاريخ لبنان، من يخادع باسيل؟ المتلقّي، المذهول ببهلوانياته للتعابث في الحقيقة، أم أنه يحاول ان يخدع ذاته، وكلّ أولئك الذين يلتفّون حواليه، بعضهم فاغراً فاه من سوء ما يرى.
قل لي من ترشّح يا باسيل، أقول لك من أنت، قلناها لك سابقاً يا جبران، إمشي عدل، يحتار عدوّك فيك، أما ان تستمرئ المخاتلة ومحاولة خداع الناس، ولوي ذراع الحقيقة والتذاكي، وتلبيس الباطل بالحقّ، ونثر غبار التورية، فلن يجديك هذا نفعاً، وستتناثر مصداقيتك الى أشلاء غير قابلة للالتئام.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى