دردشة
العبور من «النفق» إلى «النفاق»
يكتبها الياس عشّي
قرأت:
«جلس أربعة في مقصورة قطار: فتاة حسناء، وامرأة عجوز، وكهل فرنسي، وضابط ألماني؛ ولمّا دخل القطار نفقاً، سُمع في المقصورة صوت قبلة وصفعة. ولمّا خرج القطار من النفق وهم صامتون، تبيّنوا على وجه الضابط أثر صفعة، فقالت العجوز لنفسها: ما أطهرها من فتاة! وقالت الفتاة في نفسها: عجباً له، يقبّل العجوز، ولا يقبّلني؟ وقال الضابط: يا له من فرنسي خبيث، غنم القبلة، وغنمت أنا الصفعة! وقال الفرنسي: لقد نجوت بها، قبّلت ظاهرَ كفّي، وصفعتُ الألماني، ولم يتهمني أحد!
كتبت:
يمكن أن نسقط هذا المشهد الكاريكاتوري على ما جرى في جلسة الأربعاء الواقع فيه 14 حزيران، والمخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية:
لبنان هو القطار، وقاعة المجلس هي النفق، والنوّاب هم في مقصورة القطار يخططون بـ «نفاق» للخروج من «النفق»، والكلّ يتآمر على الكلّ، والصفعات يتلقاها المواطن، والقبلات تصل مزيّفة إلى صندوقة الاقتراع، ويختلط الحابل بالنابل، بانتظار وصول وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لو دوريان، والتأسيس لمسرحية أخرى ونفق آخر، وراوٍ يحفظ على ظهر قلبه قصّة إبريق الزيت التي لا نهاية لها.