مرويات قومية
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
الرفيق رشدي معلوف
من العائلات التي عرفت سعاده جيداً في فترة إقامته في رأس بيروت، قبل، وبعد تأسيس حزبه السوري القومي الإجتماعي، نذكر بوفاء عائلات: حداد، خولي ومعلوف بحيث تصحّ الكتابة عن كلّ منها، حضوراً في الحزب، وعلاقة سعاده بها.
ولعلّ عائلة بطرس معلوف هي الأكثر حضوراً في حياة سعاده منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي، الى حين سفره عام 1938 الى المهاجر، ثم بعد عودته عام 1947، حيث كان اليافع فوزي معلوف، وكان يتوجه الى سعاده: «عمو أنطون»، قد بات شاباً، ناشطاً حزبياً، فيقرّبه سعاده منه ويوليه المسؤوليات الحزبية، كما فعل مع عدد من الرفقاء الطلبة أمثال هشام شرابي، فؤاد نجار، يوسف سلامة، جورج بشور، حسني حداد وغيرهم.
وانْ لم ينتم بطرس معلوف الى الحزب، إنما كان وامرأته، يتعاطيان مع سعاده كابن سادس لهما، ويواكبان انتماء أبنائهما بفرح، وقد انتموا جميعهم، وسطّر بعضهم في تاريخ الحزب صفحات ما زالت محفورة:
فخري، رشدي(1)، حلمي، فائزة أنتيبا(2) التي تولت مسؤولية أول منفذة عامة لمنفذية السيدات، والأمين فوزي الذي بقي حتى آخر زفرة من حياته مؤمناً بالعقيدة القومية الاجتماعية ومتحدثاً بالكثير عن سعاده وراوياً محطات نضالية عديدة أثناء توليه للمسؤوليات في مكتب عبر الحدود، منفذية الطلبة، وفي مفوضية لبنان التي تولّت إدارة الحزب في الكيان اللبناني بعد استشهاد سعاده.
أحد «العمالقة» الذين انتموا الى الحزب في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي إنما انصرف بعد ذلك الى الصحافة والأدب، الصحافي المعروف رشدي معلوف، الذي يورد عنه الأمين جبران جريج في الصفحة 351 من مجلده «من الجعبة ـ الجزء الثاني» في مقدمة نشر قصيدته، التالي:
«وبمناسبة الإفراج عن سعاده «الأسر الأول» أنشر القصيدة التي ألقاها الرفيق رشدي معلوف عند خروج الزعيم من السجن وكان قد عاد النشاط إليه:
«خلديها، يا أساطير السجون!
بسمة الأمة في اليوم الحزين
خلديها والمنى ساجدة حوله
تتلو أناشيد الظنون
وعلى أعطافها آلهة
تتلهّى بمناغاة السنين
والسماوات أعدت غارها
ورمت غصناً على كلّ جبين
*****
خلديها، ربما كانت لنا
البسمة الأولى على ثغر حزين
يا أساطير! أراها أملاً
أيقظ النبضة في القلب الدفين
يا أساطير! أراها قبساً
صادقاً بشّر بالشط الأمين
عصفة في روحه فجّرها
خالق الشاطئ، ربان السفين
لفّت البحر على زوبعة
غرة الأجواء، حمراء اليمين
وسرت تحمل للعصر فتى
كوّن الآمال لما قال « كوني».
*****
هبت الأمة من مضجعها
ومشت نحوك سمحاء العيون
ها كها تبسم، سلها ما بها
أي فتح؟ أي وحي؟ أي دين؟
لا. فلا هذا ولا ذا. انها
غبطة الأم أحست، بالجنين
*****
يا أساطير! أمناها يداً
حركتنا بعد آزال سكون
انها الإيمان روّاه الهدى
من معين النور، من أصفى معين
نحن أقسمنا على طاعتها
وعرفنا شرفا معنى اليمين
لا نبالي بسم الدهر لنا
أو أبى، فالحق حق كل حين.
*****
يا أساطير! لنا إيماننا
بالتعلات المنيعات الحصون
انها خالدة ما عبثت
ربة النور باشباح القرون
فالليالي لم تعد جبارة
تطرح الشك وتهفو لليقين
*****
يا أساطير! اطلي من غد
علمي الشامت أمجاد السجون
رب تاج عز فيه ملك
قدسوه تحت أقدم سجين”.
*****
هوامش:
1 ـ والد عضو الأكاديمية الفرنسية أمين معلوف.
2 ـ فائزة انتيبا: للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
احد ابطال الحزب في بيروت
الرفيق محي الدين رمضان كريدية
عندما يُحكى عن مديرية “جبل النار” في البسطة، يُحكى عن الرفيق محي الدين كريدية، كما عن الأمين رضا كبريت(1) ورفقاء آخرين نشطوا في ذلك الحي النابض بالحياة في بيروت وجعلوا من مديرية “جبل النار” اسماً يخلد في تاريخ النضال القومي الاجتماعي.
هو من أبطال الحزب، لمع اسمه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بفضل مواقفه ونشاطه اللذين عرّضاه للملاحقات والسجون ومنها، عندما أوعز وهو مدير مديرية “جبل النار” الى الرفيق حسين الشيخ(2) ان ينفذ عملية تأديب النائب العام يوسف شربل، هذا السفيه الذي توجه الى سعاده في قفص المحكمة ليلة اغتياله إعداماً بقوله:
انّ الزرازير لما قام قائمها
توهّمت أنها صارت شواهينا
فأجابه سعاده على الفور:
وفي الزرازير جبن وهي طائرة
وفي البزاة شموخ وهي تحتضر
في كتابه “ثلاث رصاصات هزت لبنان” يروي الرفيق حسين الشيخ ما يلي:
في اليوم التالي، زارني في بيتي مدير مديريتي محي الدين كريدية الذي قال لي: “ما رأيك بإعدام القاضي يوسف شربل الذي طلب حكم الإعدام للزعيم؟”، سألته: هل هذا أمر حزبي؟ قال: بالتأكيد.
سألني: هل تعرفه؟
قلت: “لا”.
قال: هل تعرف أين يسكن؟
قلت: “لا. لا أعرف عنه شيئاً.
فدلّني على مكان عمله، ومكان سكنه، ثم دخل في بعض التفاصيل، منها انّ عمله في شارع فوش، وهو رئيس مجلس شورى الدولة، ومنزله يقع في شارع عبدالوهاب الانكليزي، وهذه كانت معلومات أولية للبدء بالمراقبة والاستطلاع.
بدأت مباشرة عملية المراقبة، حتى عرفت تفاصيل لا بأس بها عن تحركاته وأوقات عمله وانصرافه. ثم أبلغت مديري بكلّ التفاصيل كما أبديت له كامل استعدادي وتأهّبي لتنفيذ تلك المهمة.
فقال الرفيق كريدية: “يجب عليك إعلامه أنك أنت بالتحديد، حسين الشيخ، من يريد قتله حتى لا تتمّ ملاحقة المسؤولين المركزيين في الحزب، وعندها تكون مسألة الاغتيال مسألة شخصية…”
فكيف تمّ ذلك؟
اتصلت بالمسؤول عن البناية (الناطور) وسألته عن القاضي شربل؟ فقال: ماذا تريد منه؟ قلت: سأقتله؟!
قال: وكيف ذلك؟ فبادرت مازحاً: “لو كنت سأقتله، هل كنت لأخبرك؟ طبعاً لا؟ ولكني أحتاجه لفضّ شكوى بين والدي وشريكه” (على اعتبار أنّ القاضي يبتّ بالدعاوى، حسب معرفتي!!).
بعدها ذهبت الى منزلي فوراً وأعلمت مدير مديريتي في الوقت نفسه أنّ القاضي شربل بات على علم غير مباشر بمسألة الاغتيال، وحتى بمعرفة اسمي شخصياً.
بعد ذلك أحضر لي الرفيق محي الدين مسدساً من نوع “ستار” قياس طويل، ثم قال: “اشتر رصاص عيار 9 ملم طويل للمسدس من ابراهيم قليلات، في إحدى مقاهي المزرعة”.
وهكذا اشتريت “علبة رصاص” للمسدس لتنفيذ المهمة.
*****
تولى الرفيق محي الدين كريدية مسؤولية مدير مديرية البسطة “جبل النار” في أواخر أربعينات القرن الماضي. وبفضل نشاطه انتمى الكثيرون فقسمت المديرية الى مديريتين.
بعد استشهاد سعاده، كان الأمين جبران جريج يتولى مسؤولية منفذ عام بيروت، فقسمت العاصمة الى ثلاث أقسام تولى الرفيق محي الدين إحداها.
عمل نجاراً للموبيليا في رأس النبع مع الرفيق أحمد شوقي. اما والده فكان يملك محلاً للحلويات في سوق سرسق (وسط بيروت).
يقول عنه الرفيق الراحل وفيق ناعوره وكان أحد اعضاء مديرية “جبل النار” انه كان نشيطاً، مجاهراً بالتزامه الحزبي، جريئاً مقداماً، يفرض هيبة الحزب وحضوره في منطقة البسطة.
من جهته يكتب الرفيق المناضل مارون حنينة(3) عن الرفيق محي الدين كريدية فيقول: “هذا الطود الذي غاب، أتذكره في المناسبات الحزبية. كان يحدثك عن الحزب والعقيدة بأسلوب عميق وثاقب، ويستعين أحياناً بقصائد للشاعر “أدونيس” الذي كان يحفظ معظم أشعاره. شخصية فذة. بطولة واعية. عنيد في الدفاع عما يراه حقاً.
*****
من نضالاته:
ـ عن جريدة “صدى النهضة” ننقل ما نشرته في عدد من أعدادها حول قيام الرفيقين محي الدين كريدية وعبد الرحمن العطار بإلقاء قنابل على المفوضية الأميركية والقنصلية البريطانية في بيروت. (العدد 122 بتاريخ 16 أب 1946).
“أصدرت الحكومة البلاغ التالي:
تعلن الحكومة اللبنانية انّ التحريات التي قامت بها مديرية الأمن العام في قضيتي إلقاء القنابل على المفوضية الاميركية والقنصلية البريطانية في بيروت مساء 4 آب 1946 قد أسفرت عن اكتشاف الفاعليْن واعتقالهما بتاريخ 6 آب وهما محي الدين كريدية وعبد الرحمن العطار. وفي نتيجة التحقيق اعترف الموقوفان بإلقاء القنابل في القضيتين المنوّه بهما وأحيلا الى القضاء.
ومن ثم تضيف “صدى النهضة”: لا يسعنا الا أن نلفت نظر المسؤولين الى ضرورة التعرّف الى الدوافع التي حثت الشابين للإقدام على مثل هذا العمل، أهو هوس واندفاع أم شعور قوي نحو الشقيقة فلسطين.
وفي العدد نفسه نشرت “صدى النهضة”: لا يزال السيدان محي الدين كريدية وعبد الرحمن محمد العطار مواصلين الإضراب عن تناول الطعام احتجاجاً على توقيفهما مع السيد محمد رستم طبارة بتهمة القنابل المعروفة، وهم جميعهم يتحدّون ايّ قوة او ايّ مخبر سري يأتي بأيّ دليل يثبت انّ لهما دخلاً او معرفة بالحادث. ويصرّ السيدان كريدية وعطار على الإضراب عن تناول الطعام حتى تظهر براءتهما او يقضيا ضحية الوشايات التي لا تقوم على اساس من الصحة”.
وفي زاوية “اقرأ باختصار” نشرت “صدى النهضة” في عددها 171 تاريخ 29 آب 1946 الخبر الموجز التالي: “عرف انّ السيدين عطار وكريدية المتهمين بإلقاء القنابل على المفوضية الأميركية والقنصلية البريطانية في بيروت قد عادا عن إضرابهما عن الطعام لأنّ المساعي مبذولة لإطلاق سراحهما وقد قدّم محاميهما طلبا بإخلاء السبيل”.
وفي اليوم التالي (30 آب 1946) نشرت “صدى النهضة” خبراً عن إخلاء سبيل الرفيقين كريدية وعطار لقاء كفالة مالية بقيمة عشرة آلاف ليرة عن كلّ منهما.
ـ أثناء توقيفه في سجن الرمل بعد استشهاد سعاده في تموز 1949، كتب الرفيق محي الدين على حائط القاووش: ليسقط الخائن محمد جواد، ذلك انّ مدير السجن محمد جواد دبوق عُرف بفظاظته وبتعاطيه السيّئ مع القوميين الاجتماعيين.
ـ حاول رياض الصلح استمالته بالقول انّ سعاده مات، وحزبه مات معه، أجابه: الحزب باقٍ، ومحي الدين كريدية باق في الحزب، وسأبقى على قسمي وولائي ولن أغيّر.
رياحين من تاريخ حزبنا
الأمين، الشاعر، المناضل، الكاتب، الأديب موسى مطلق ابرهيم يُكتب عن تاريخه الحزبي الكثير. نأمل ان نفعل، كما ندعو عارفيه من الرفقاء ان يكتبوا، وفاءً لرفيق مميّز في ادائه القومي الاجتماعي.
في كتابه “قطاف من حقول العمر” يورد الأمين ابرهيم زين هذه الواقعة التي يصحّ ان يعرف بها القوميون الاجتماعيون، كجزء من تاريخ حزبهم .
ل. ن.
**
حضور الشهيد
كنا في سجن القبة(1)، نروي في حلقات ليلية كيفية انتماء كلّ رفيق من أعضاء غرفتنا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي إحدى الليالي روى لنا الرفيق موسى مطلق ابراهيم، الفلسطيني المولد والمشرّد الى لبنان إثر نكبة عام 1948، ومن سكان مخيّم الجليل في مدينة بعلبك، كيفية انتمائه الى الحزب وحضوره أول اجتماع للمديرية التي كانت على اسم الشهيد محمد الشلبي، قائلاً:
“كان ذلك منذ خمس عشرة سنة، وفي مدينة الشمس بعلبك، وبعيد انتمائي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي بأيام. فقد تبلّغت إلحاقي بإحدى مديريات المدينة، وكانت تُسمّى باسم أحد شهداء النهضة، هو الشهيد محمد الشلبي. دعيت الى حضور اجتماع تلك المديرية في مساء يوم التبليغ نفسه، وقد رافقني الى ذلك الاجتماع أحد أعضاء المديرية هو الرفيق المرحوم علي وهبي، الذي كان دليلي الى مكان الاجتماع، الذي كان يومها بيت الرفيق علي شرف الدين(2)، الذي بادر الى الترحيب بي كرفيق جديد يحضر الاجتماع الأول في حياته الحزبية، والرفيق علي شرف الدين هو اليوم احد امناء هذه النهضة العاملين لانتصارها وحمل رسالتها بالقدوة الصالحة والمثابرة الدؤوب. ولما حانت ساعة الموعد، كان البيت قد امتلأ بحوالي ثلاثين رفيقاً او يزيد، فأوعز لنا المدرّب بالقيام والتأهّب، ومن ثمّ بتأدية التحية، وجاء بعدها صوت المدير، قوي النبرة، واضح الأداء، يقول: باسم سورية وسعاده، افتتح أعمال هذا الاجتماع، فردّ عليه الجميع بصوت واحد: تحيا سورية ويحيا سعاده، وعاد المدرّب فأوعز لنا بأخذ وضعية الراحة والجلوس.
ثم قام الناموس بعدها وبيده سجل بأسماء الأعضاء ليتلو التفقد، فنادى، اول ما نادى، على اسم الشهيد محمد الشلبي، الذي تحمل المديرية اسمه، وهنا هبّ الجميع وقوفاً وصاحوا بصوت واحد: حاضر، عادوا الى الجلوس، وتابع الناموس بعد ذلك المناداة على الأسماء واحداً بعد آخر، وكان الرفيق الذي يُنادي على اسمه يقف ويقول: مستعدّ، ويجلس، وهكذا حتى تمام التفقد.
والحق، اقول، أنني لم أعِ شيئاً مما دار في ذلك الاجتماع، لأنني كنت مشغولاً عما حولي بهذا الحضور الساطع للشهيد محمد الشلبي، الذي أكّده ثلاثون رفيقاً او أكثر في تلك الهبة الواحدة والصيحة الواحدة، بينما لم يجب ايّ منهم عندما نودي على اسمه بكلمة: حاضر، بل بكلمة: مستعدّ، كأنما الحضور وقف على الشهيد وحده، أما الآخرون فعليهم ان يكونوا مستعدّين فقط لمثل هذا الحضور. لقد ملأ عليّ حضور الشهيد على هذا الشكل، جميع حواسي وقتذاك، فلم استطع أن أتخلص منه، لأعي ما كان يدور حولي في ذلك الاجتماع!
وانتهى الاجتماع ومضى كلّ رفيق الى سبيله، ولكن حضور الشهيد لم ينته بانتهائه في نفسي، بل أخذ يتغلغل في أعماقي وينمو ويتسع ويتخذ له مع الزمن سمات وملامح شتّى، حتى ملك عليّ كياني كله، وصار الشهيد عنواناً لحق الأمة ولا أقول وجهاً له، فحقّ الأمة كمبدأ هو عنوان ثابت لا يزول، ولكنه متحوّل السمات والملامح والوجوه، ما بين مرحلة ومرحلة، وما بين جيل وجيل، فهناك حقّ الأمة في صراعها من أجل البقاء، وهناك حق الأمة في صراعها من أجل الاستقلال والحرية، وهناك حق الأمة في صراعها من اجل النمو والتقدّم، وهناك حق الأمة في صراعها من أجل الرقي والسعادة، الى آخر ما هنالك من وجوه متحوّلة لهذا الحق الثابت على مر الأجيال.
أليست طريقنا هي طريق الحياة، وانّ طريق الحياة هي طويلة وشاقة، وأننا كلما بلغنا قمة تراءت لنا قمم أخرى، نحن جديرون ببلوغها، وجديرون بالمضيّ الى ما وراءها من قمم لا تزال ضميراً في طريق الحياة؟
وهكذا، اصبح الشهيد في نفسي عنواناً لحق الأمة المجرّد، ووجهه تجسيداً لوجه هذا الحق، في كلّ مرحلة من المراحل، وفي كل جيل من الاجيال…”
هوامش:
1 ـ سجن القبة: بعد الثورة الانقلابية نقل الرفقاء المشاركون فيها الى سجن القبة في طرابلس.
2 ـ علي شرف الدين: منح رتبة الأمانة لاحقاً، واستمر على التزامه ونشاطه الحزبيي حتى رحيله.