اتفاق نووي مصغر بدون «إسرائيل»!
} مجتبى علي حيدري
خاضت كل من طهران وواشنطن مفاوضات سرية بشأن تبادل السجناء بوساطة دول خليجية بيد أن الهدف الرئيس وراء ذلك هوالبحث عن مخرج للأزمة النووية والوصول إلى اتفاق مؤقت!
الاتفاق النووي المؤقت يمكن حصوله ـ من وجهة نظر الأميركيين ـ عبر تخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المئة وتفكيك بعض أجهزة الطرد و.. وفرض رقابة مشدّدة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البعض الآخر، مقابل الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمّدة بالإضافة إلى تقديم قرض من صندوق النقد الدولي لطهران.
وقد حظي هذا الاتفاق ـ الذي خطط له بعيداً عن الكونغرس الأميركي والجمهوريين تحديداً ـ بترحيب الدول العربية مع دخول الاتحاد الأوروبي على الخط أيضاً، ما يشكل مؤشرات إيجابية بشأن اتفاق نووي قريب وإنْ كان مؤقتا.
أما في طهران فيرى مراقبون أنّ نجاح إيران في الخروج من الأزمة الأخيرة التي أفرزتها الاحتجاجات في المدن الإيرانية بعد وفاة مهسا أميني، وعودة العلاقات مع السعودية، والتقارب الإيراني الصيني الروسي، هي أسباب أدّت إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران.
وثمة سبب آخر أثار حفيظة الغرب المنشغل بالحرب الروسية الأوكرانية، وهو تسريب معلومات عن وجود آثار لليورانيوم بنسبة أربعة وثمانين بالمئة في محطة «فوردو» جنوب العاصمة الإيرانية، ما أجبر الإدارة الأميركية على إعادة حساباتها بعدما قالت مراراً إنّ ملف إيران النووي ليس من اهتماماتها.
أما القائد آية الله السيد علي الخامنئي فقد رحب بأيّ اتفاق قبل أيام وإن كان ترحيبه حذراً ومشروطاً بجعله البنى التحتية النووية خطا أحمرَ لا يُمسّ ملمحاً إلى إمكانية تجميد المنشآت النووية ولكن من دون تفكيكها، وهذا يعني أنّ إيران تريد أن تضمن لنفسها العودة السريعة للتخصيب بنسب عالية فور تنصل الأطراف الأخرى من التزاماتها ببنود الاتفاق المزمع عقده.
وفي خضمّ المفاوضات النووية والزيارات الإيرانية الخليجية المتبادلة، قال السيد الخامنئي إنه يتوجب على جميع المسلمين خوض الميدان من أجل تحرير فلسطين وهذا واجب شرعي، ليؤكد أنّ القضية الفلسطينية بعيدة كلّ البعد عن المساومات السياسية والاتفاقيات، بل هي القضية المبدئية التي تقع في صلب السياسة الخارجية الإيرانية، وإنّ استقبال قائد الثورة الإسلامية الأسبوع الماضي لوفدين من قيادات حركتي الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتين المقاومتين، بعث برسالة واضحة إلى كافة الأطراف الإقليمية والدولية التي تفاوض إيران بأنّ القضية الفلسطينية لن تخضع للتفاوض. وهذا هو سرّ هلع وتخبّط الكيان «الإسرائيلي».