قداس في رأس بعلبك لراحة نفس الرفيق المناضل اليان صقر غانم دعا اليه «القومي» وعائلة الراحل
سلوان: النظام الطائفي ولاّد أزمات ولبنان مستهدف بوحدته واستقراره وسلمه الأهلي
المندوب المركزي أنطون سلوان:
} سنواجه الطروحات التقسيمية وسنسقطها لأنّ خلاص لبنان بوحدته ووحدة ابنائه وكرامة لبنان بعناصر قوته وبعلاقاته الطبيعية مع محيطه القومي/
} لا خيار أمامنا إلا أن نستمرّ في الصراع جهاداً ومقاومة، هذا خيارنا ومستمرون به حتى انتصار قضيتنا وتحقيق غايتنا/
} الحياة لا تكون إلا بالعز وهذا ما يجسدّه أبناء شعبنا في فلسطين الذين يتصدون بشجاعة للاحتلال الصهيوني /
أقامت مديرية الشهيد يوسف أنطون في رأس بعلبك التابعة لمنفذية البقاع الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلة الرفيق الراحل اليان صقر غانم (مدير مديرية الشهيد يوسف أنطون) قداساً لراحة نفسه في كنيسة مار اليان ـ رأس بعلبك.
شارك في القداس مندوب مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور أنطون سلوان على رأس وفد إلى جانب منفذ عام منفذية البقاع الشمالي محمد الجبلي وأعضاء هيئة المنفذية والأمين حسن نزها «الكابتن»، ناموس منفذية البقاع الغربي عمر الجراح وهيئة مديرية الشهيد يوسف انطون وجمع من القوميين.
كما حضر القداس رئيس بلدية رأس بعلبك منعم مهنا، العميد هيكل منصور، وعدد من رجال الدين والفاعليات وحشد من أهالي رأس بعلبك.
ترأس القداس الأب إبراهيم نعمو يعاونه لفيف من الكهنة، وألقى عظة تحدث فيها عن مزايا الراحل.
ثم كانت كلمة تعريف ألقاها ريمون الغضبان.
وألقى كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور أنطون سلوان أشار في مستهلها الى أن الرفيق الراحل اليان صقر غانم، ارتبطت حياته بحياة رفقائه، وبالمعنى العام عمل لحياة وخير متحده ومجتمعه وأمته.
وقال: الرفيق اليان عمل جاهداً لإحلال الفضائل الأساسية المتينة التي تربط أبناء المجتمع في مصلحة واحدة وإرادة واحدة. عمل للقضاء على مبدأ الخلاف وعمل لكي يكون الاختلاف مصدر تكامل بين أبناء المجتمع بدل أن يكون عامل نزاع وخصومة. عمل على تحقيق مبدأ الحياة، مبدأ القوة، مبدأ الحرية، مبدأ الواجب. عمل من أجل القيم السامية، قيم الحق، قيم الخير وقيم الجمال. باختصار، عمل للحياة كما وصفها أنطون سعاده وكما يراها الحزب السوري القومي الاجتماعي.
يقول مؤسس حزبنا وباعث نهضتنا أنطون سعاده، “الحياة مغامرة كبرى ومصدر جميع المغامرات التي لا تُحصى ولا يحتمل تذليلها والتغلب عليها إلا بالنفسية الصراعية المجهّزة بأمتن القوى النفسية المناقبية التي هي قدرة الإيمان والإرادة: الإيمان بالحقيقة وإرادة تحقيق قضية الإيمان، وفرض الانتصار المحتوم دون مهادنة أو تهاون.
عن قضية الحياة الكلية الأزلية نذود أبداً وروعة عظمتها، مؤكدين خطورة دور الإنسان في تشريف الحياة ورفع شأنها إلى مصاف إنسانيته كي يتسنّى لنا الارتواء من فيض منابع لا تنضب من الحق والخير والجمال ليحق لنا الاعتزاز بعمق أصالة الإنسان في صميم أصالة الحياة”.
وتابع سلوان قائلاً: إن الحياة عمل دؤوب متواصل، لا يعرف الكلل أو الملل من أجل خير الإنسان وخير المجتمع، من أجل حياة أفضل، حياة عزيزة، حياة كريمة. إننا نعمل لهذه الحياة في أي موقع كنا. فمنا الفلاح الذي يزرع الأرض فرحاً، ويسقيها جهداً ويحصدها نجاحاً. ومنا المعلم الذي يبني الأجيال فكرياً وعلمياً وثقافياً، وأخلاقياً. ومنا الطبيب ومنا المحامي ومنا المهندس ومنا الجندي وعندما تجتمع في كل هؤلاء القومية الاجتماعية يصبح كل واحد منهم عاملاً من أجل هذه الحياة ومن غير الممكن أن يتخلى عنها.
الحياة بالنسبة لنا هي صراع متواصل بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين النور والظلمة، هو صراع مستمرّ متواصل لا يمكن أن يتوقف قبل أن ينتصر الخير على الشر والحق على الباطل ويمحو النور الظلمة.
سلوان استشهد بقول سعاده في العام 1948، في يوم عيد مار جرجس “إن مار جرجس أو الخضر يمثل فلسفة تاريخية عميقة جداً ومتأصلة جداً في حياة هذه الأمة وفي مثلها العليا، هو فكرة انتصار القوة والشباب وجمال الحياة على الهرم والشيخوخة والأباطيل المظلمة”. ليؤكد أن مار جرجس، الخضر الذي كان رمز الشباب والجمال والقوة، قرّر منازلة التنين الشرير وأخذ على عاتقه مهمة عظمى هي النزول الى التنين الذي يُخيف الإنسانية ليقتله ويسحق رأسه. إنه صراع متواصل مستمرّ وفي كل مرة يتهدّد الإنسانية تنين جديد يخرج من هذه الأمة فرسان على استعداد لمنازلته وحماية الإنسانية من براثنه وأنيابه السامة مهما كانت الأثمان ومهما غلت التضحيات.
وأضاف: ولأن التنين الذي نواجهه متعدد الرؤوس والأنياب، لا خيار أمامنا إلا أن نستمرّ في الصراع جهاداً ومقاومة، هذا خيارنا منذ تأسس حزبنا، ومستمرون به حتى انتصار قضيتنا وتحقيق غايتنا. هذا عهدنا لشهدائنا طليعة انتصارتنا الكبرى، شهداؤنا الذين بذلوا دماءهم الزكية في مواجهة العدو اليهودي على أرض فلسطين ولبنان، وتقدموا الصفوف الى جانب الجيش الشامي بمواجهة الإرهاب ورعاته. فتحية إكبار للشهداء ولكل المضحّين في معركة الوجود والمصير دفاعاً عن أرضنا وشعبنا.
وتابع: في الأمس القريب، شاهدنا نموذجاً مميزاً من نظرة واضحة جلية الى الحياة، الحياة التي لا مكان فيها للذل، الحياة التي لا تكون إلا بالعز. هذا النموذج كان في فلسطين، وتحديداً في جنين، حيث تلقى العدو الصهيوني المحتل صفعة مدوية، حين وجد في انتظاره رجالاً مقاومين، يأبون الذل والهوان، يرفضون الخضوع والخنوع والاستسلام، رجالا يتحلّون بالشجاعة والاندفاع وحب الأرض، وعشق الشهادة من أجل الوطن، رجالاً ضربوا المحتل فأوجعوه مادياً ومعنوياً وذكّروه ببطولات مقاومين واستشهاديين عاينوها خلال احتلالهم جنوب لبنان، بطولات أرغمتهم على الاندحار مهزومين كما سيندحرون يوماً عن أرض فلسطين.
وفي الشأن اللبناني قال سلوان: أما أوضاع لبنان، فحدّث ولا حرج، فالنظام الطائفي في هذا البلد ولاّد أزمات ومحن، وما يتهدد هذا البلد راهناً، ليس أزمة اقتصادية ومعيشية متفاقمة وحسب، بل محاولة استهداف وحدة لبنان والنيل من استقراره وسلمه الأهلي، فهناك من يطرح الفدرلة وهذا الطرح يرمي إلى تقسيم لبنان، فأي لبنان يبقى حين يقسَّم ويفتت؟
نحن ننبّه الى خطورة هذه الطروحات التقسيمية، وسنواجهها وسنسقطها، لأنه لا خلاص للبنان إلا بوحدته ووحدة أبنائه، ولا كرامة للبنان إلا بعناصر قوته وبعلاقاته الطبيعية مع محيطه القومي.
إن إنقاذ لبنان من أزماته، يستدعي التفكير جدياً بمصلحة هذا البلد ومستقبل أبنائه، ولذلك، نرى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ومقاربة هذا الاستحقاق من زاوية وطنية بحتة، وبما يؤمن مصلحة البلاد العليا. وإن الحوار مطلوب، شرط أن يتسم أي حوار بالواقعية والموضوعية اللازمتين.
إن ما هو ظاهر إلى الآن، أن فريقاً بعينه لن يستطيع الإتيان برئيس للجمهورية في لبنان، لكن ما هو ثابت وحقيقي أن الرئيس العتيد يجب أن يمتلك من المواصفات ما يجعله مؤتمناً على الدستور، ومؤمناً بخيارات لبنان وعلاقاته الطبيعية مع محيطه القومي، وملتزماً بالحفاظ على عناصر قوة لبنان بثلاثيتها الذهبية ونقطة على السطر.
وعلى طريق بناء دولة المواطنة، نرى أن الحلول الجذرية تبدأ بقانون انتخابات نيابية جديد يعتمد الدوائر الانتخابية الكبرى مع النسبية الفعلية خارج القيد الطائفي كمقدمة لاعتماد نظام لا طائفي يحقق العدالة والمساواة.
وختم قائلاً: رحم الله فقيدنا الغالي الرفيق اليان، وألهم عائلته ورفقاءه وأصدقاءه الصبر والسلوان، والبقاء للأمة.
بعد القداس والكلمات استبقت العائلة الوفد الحزبي والآباء والفاعليّات لتناول الطعام في صالون الكنيسة.