هل صحيح هناك تبدُّل في موقف قوى 8 آذار من الحوار؟
يحاول بعض مناوئي حلف ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية صناعة انتصارات وهمية عبر الإيحاء بمساندة وسائل إعلام فاعلة، بأن قوى 8 آذار التي تشكل الحلف الداعم لترشيح فرنجية قد باتت تقبل بالحوار، حتى يتساءل المتلقي هل كان هناك غير هذه القوى يرفع لواء الدعوة للحوار أصلاً؟
منذ اليوم الأول والتصويت بالورقة البيضاء له عنوان، تعالوا الى الحوار لننتج توافقاً يتيح التوصل إلى اتفاق على الرئيس العتيد وفق مواصفات ورؤية مشتركة تتضمن الرئيس ورئيس الحكومة وتركيبة الحكومة ومهامها، ولرئيس مجلس النواب نبيه بري دعوات علنية للحوار لها مواعيد وجدول أعمال تم رفضها علنا من الذين يكتشفون اليوم أن قوى 8 آذار باتت تقبل بالحوار.
البحث بالمفردات يصير آخر الملاذ، فيكتشف هؤلاء أن قوى 8 آذار وخصوصاً الرئيس بري وقيادات حزب الله، يتحدثون عن الحوار طلباً للتوافق، وكأنهم كانوا يدعون سابقاً للحوار طلباً للتنابذ والافتراق، والتعب في البحث عن تغيير لا يوصل إلا أن هؤلاء يريدون مخرجاً يحفظ ماء الوجه يقولون عبره نقبل بالحوار الذي رفضناه سابقاً لأن الآخرين تغيروا، والآخرون لم يغيروا ولم يبدلوا حرفاً مما قالوا.
الذين رفضوا الحوار هم من صنع كذبة الفرض، وأرادوا من الناس تصديقها، فمنذ اليوم الأول الدعوة للحوار هي هي، لا شروط مسبقة، لا نطلب منكم قبول مرشحنا فلا تطلبوا منا سحب مرشحنا، ندخل الى الحوار ونضع كل الأسماء على الطاولة ونتبادل الرأي في مهام الرئاسة والحكم والعهد والحكومة، ونضع المواصفات اللازمة لرئيس الجمهورية ومهامه ورئيس الحكومة ومهامه، ونتوصل إلى تفاهم على الأسماء التي تلبي المواصفات والمهام، ثم نناقشها ونفاضل بينها، وقد نصل الى توافق كامل، وقد لا نصل، وربما نصل الى توافق على تنافس بين مرشحين لا يمانع أحدنا بقبول فوز الآخر، وربما نضيف الى اسم رئيس الجمهورية اسماً رديفاً لرئيس حكومة، فيعرف الفائز برئيس من صفه ماذا يتوجب عليه أن يقبل الفريق المقابل، وان خسر رئيساً من صفه يعرف انه لا يخسر بالمطلق بل يعرف ماذا سيكون لفريقه من تمثيل في الحكم عبر رئيس الحكومة.
الأجوبة كانت تأتي، لا حوار دون سحب ترشيح فرنجية، وأن لا قيمة للحوار إذا بقي ترشيح فرنجية واسمه على الطاولة، وعندما يرتفع الرهان على ترشيح له فرص الفوز يصير الجواب أن لا حل بالحوار بل بالانتخاب ويصير تعطيل النصاب عملاً تخريبياً، وعندما ترتفع فرص فرنجية بالفوز يصير الكلام عن تعطيل النصاب حقاً مشروعاً.
مشكلة مناوئي حلف فرنجية، أي تقاطع جهاد أزعور أنهم يواجهون ضغطاً خارجياً للقبول بالحوار، ويريدون أن يكون مخرج قبولهم مزاعم لا أساس لها، تقول نحن لم نتغير، فالآخر هو الذي تغير، ولهؤلاء نقول إذا كان هذا مخرجكم من الحرج لقبول الحوار فليكن، المهم تعالوا إلى الحوار بلا شروط مسبقة، لكن الأكيد أن اسم فرنجية لا يزال على الطاولة، وأن من يدعمون ترشيحه ليس لديهم “بلان بي”، لكنهم كما كانوا دائماً منفتحين على حوار بلا شروط، كما قال سليمان فرنجية نفسه، أنه لن يقف عقبة أمام إجماع وطني ينتجه الحوار والتوافق بين الأطراف المعنية.
التراجع عن الخطأ فضيلة، وقبول الحوار لا يحتاج إلى تبرير بل رفضه ما يحتاج الى تبرير.
التعليق السياسي