ندوة موسيقية في طرطوس عن آلة العود
أقام المركز الثقافي في طرطوس ندوة موسيقية بعنوان »آلة العود تراث يرافق السوريين أينما حلوا»، ضمن فعاليات ملتقى طرطوس الخامس للموسيقى.
وتضمنت الندوة التي قدمها الملحن كمال حميد وصانع الأعواد كمال محمد، وأدارتها معاون مدير الثقافة إلهام سليمان، عرض فيلم وثائقي حول صناعة العود بكل مراحله، وشرحاً حول آلة العود وصناعتها وأهميتها.
وتحدّث الملحن كمال حميد عن صناعة العود التي تعد أقدم آلة موسيقية شرقية سورية الهوية، حيث أدرجت منظمة اليونسكو صناعة العود السوري على قائمة التراث الإنساني، ليكون من عناصر التراث العالمي اللامادي.
وأشار حميد إلى أن الآلة التي وصلت للناس من 150 – 200 سنة إلى الشرق آلة سورية بامتياز صنعت في دمشق وحلب وحمص وغيرها من المحافظات، كما أن آلات العود في العراق ومصر وغيرها لها ميزاتها الخاصة بها.
ولفت حميد الى أن التطور الرئيسي للعود حصل في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، وأخذ شكله تقريباً في العصر العباسي، حيث قام الموسيقي زرياب بتطويره وإضافة وتر جديد عليه، مؤكداً أن صناعته انتشرت في سورية ومصر والعراق والتي تعدّ المركز الأساسي له، ولاحقاً في دول الخليج.
وأضاف حميد: إن شكل آلة العود المعروف بشكله الحالي من 200 عام من صنع عائلة آل النحات بدمشق، والتي تعد من أهم صناع الآلات الموسيقية في سورية بتلك الفترة، منوّهاً بأسماء صناع للعود داخل وخارج سورية، منهم جميل قندلفت بحلب الذي صنع العود المشهور بالشرق للفنان فريد الأطرش، ومصطفى العويل بحمص ومحمد فاضل بالعراق وعبد العزيز الليثي بمصر.
وأكد حميد أن سورية حافظت على آلة العود من خلال صناع أتقنوا صناعته بشكل كبير جداً إلى جانب العزف عليه، منهم إبراهيم سكر وعبد اللطيف اللاذقاني وغيرهم بمختلف المحافظات السورية.
وتعتبر آلة العود من الآلات الإفرادية التي رافقت الملحنين والمغنين تبعاً لحميد، لكون السلم الموسيقي وأبعاده الموسيقية مناسبة جداً للصوت البشري وأقرب إلى الكلام من الدرجة الأولى.
بدوره بين كمال محمد، عازف وصانع آلة العود منذ 30 عاماً أن هذا العمل مهنة وإحساس بالوقت نفسه، حيث توجد مقاييس محددة لصناعته تتطلب الدقة والإتقان لتصميمه.
وبالنسبة لأنواع الخشب المستخدم تبعاً لمحمد، فإنه يستخدم الجوز الشامي والأبانوس والسيسم الهندي وغيرها، بينما يستخدم في صنع صدر العود خشب السيدر «الأرز» والشوح.
وأكد محمد أن العود الدمشقي يُعدّ من أهم الأعواد، من حيث تفرّده بصوت النغمة وشكله وقياسه المميز ونقشه بالموزاييك.
وعزف كل من كمال حميد وكمال محمد عدداً من التقاسيم الموسيقية على آلة العود خلال الندوة.