دردشة
«صار الوقت» للاعتذار
يكتبها الياس عشّي
لم يتفق اللبنانيون يوماً على رأي واحد، فتاريخهم حافل بالفعل وردّات الفعل، والبناءِ على مستقبل يصنعه الآخرون لهم. لكنهم، في أزمتهم السياسية الأخيرة، اتفقوا على تدمير لبنان، والذهاب به إلى «جهنم».
أقول هذا بعد أن تابعت حلقة «صار الوقت» التي يديرها الإعلامي مارسيل غانم، وكان الموضوع الأساس فيها الذهاب إلى «الفيدرالية» بخرائطَ استهلكت كلّ أقلام التلوين، ودراساتٍ مركّبةً تخدم في النهاية أحلام الكيان الصهيوني بإقامة كانتونات صغيرة متناحرة تكون لـ «إسرائيل» فيها الكلمة الأولى والأخيرة!
كلمة أخيرة: عندما يبدأ الكلام على نظام جديد للبنان، فلا يجوز أن نستغلّ حرية الإعلام لتحقيق أهداف تدمّر لبنان. هل تصوّر المشاركون في الحلقة حجم المذابح التي يمكن أن تقع بين أبناء الطائفة الواحدة لو تمّت أحلامهم، ومشى لبنان باتجاه خرائطهم الملوّنة ؟ هل نذكّرهم بما مضى؟
أيها اللبنانيون… طبّقوا الطائف، وإذا عييتم، فاقرأوا جبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وقدّموا اعتذاراً لعائلة سعاده وللحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث بعد أيام، وفي الثامن من تموز، سيكون قد مرّ أربعة وسبعون عاماً على اغتيال المفكّر أنطون سعاده الذي سعى ليكون لبنان منارة هذه الأمة، لا مقبرة جماعية لأبنائه.