أخيرة

دبوس

رأيت الشيطان وثرثرات أخرى

اقتبس بتصرف عنوان أحد مؤلفات الدكتور مصطفى محمود، ‏رأيت الله، ‏أما أنا فلقد رأيت الشيطان، لم يرد الوحش حتى التعايش مع السكان الأصليين، وكان هذا متاحاً، هو أراد منذ البدء إبادتهم والحلول محلهم، 114 مليون إنسان، أبيدوا عن بكرة أبيهم، وحلّ محلهم الوحش الأنغلو سكسوني، ولم يرمش له جفن، ثم استدار وطفق يستحضر الأفارقة عبر المحيطات كيما يبني بعضلاتهم امبراطوريته المارقة، وقتل في هذا المعرض ما لا يقلّ عن 35 مليون أفريقي، ثم خرج على الإنسانية بما أطلق عليه ، الثورة الصناعية، فاستباح كلّ شيء على وجه الأرض وفي باطنها تخديماً لثورته الصناعية…
حتى الآن، شفط ما يعادل 50 بليون كتلة الإمبيرستيت من المواد الخام، أحرق 60% منها على سطح الأرض كطاقة، ثم يستهجن الوحش تلك التوقعات بالتغيير الحراري، وكوكب نعيش فوقه بات مصيره في مهب الريح.
للإيمان ميكانيكيته أيها السادة، فالإيمان هو انبعاثة بعيداً عن مركز الشيء، والسماء بنيناها بأيدٍ وانا لموسعون، انّ الأرض والسماء كانتا رتقاً ففتقناهما، انفروا خفافاً وثقالاً، وكلوا واشربوا، لمقتضيات البقاء المادي، ولا تسرفوا، لا تراكموا، حتى في الشكل، الوحش نقيض الله، الفعل من Capitalism هو To Capitalise، ايّ يراكم، حتى في الكيفية التي تمّت صياغة الإنسان فيزيائياً، نجد أسمى تكويناته، والعضو الذي خلق الـ «أنا» المثالية، ونزع الإنسان نحو التسامي والتفكّر هو العقل، والذي يقبع في أبعد نقطة من جسم الإنسان من مركز الكرة الأرضية، حتى في الطعام، أكثر أنواع الطعام خيرية، هي تلك الأنواع الأكثر بعداً عن مركز الكرة الأرضية.
نصيحة لجماعة سلطة أوسلو، أدعوكم لمشاهدة حلقات، الرجل الذي لم يوقّع، على قناة «الميادين»، فهي درس في فن التفاوض المبدئي الصلب الذي لا يتزحزح ولا يهرع لتقديم التنازلات عالطالعة والنازلة.
لم يحدثنا ايّ مسوؤل فرنسي عن الكيفية التي سينتهجها للتعامل مع الكراهية المتجذّرة في نفس الإنسان الأبيض، والتي تجد لها تعبيراً عن ذلك في قتل هنا، وقتل هناك، كلّ فترة زمنية لشاب لم يسعفه حظه لأن يكون من ذوي البشرة البيضاء، لا يتحدثون أبداً في إعادة صياغة هذه النفوس الفاشية العنصرية، والتي تعتبر الآخر هو شيء للقتل، كلّ الذين تحدثوا عنه هو وقف الاحتجاجات، وآلاف رجال الشرطة والأمن الذين يجب حشدهم لقمع المحتجين، وتلويح وزير العدل الفرنسي باعتقال آباء هؤلاء المشاغبين الذين خرجوا للاحتجاج ضدّ ممارساتهم، فرنسا تستورد بالحذافير التجربة الأميركية العظيمة في التعامل مع ذوي البشرات الداكنة، 33 عاماً منذ اتيت الى أميركا، لم يقتل شاب أبيض واحد عن طريق الخطأ أبداً، دائماً من يقتلون عن طريق الخطأ هم من ذوي البشرات الداكنة، أحدهم، وقبل حوالي العشرين عاماً، قتل في نيويورك من قبل شرطي أميركي ابيض ناصع البياض، وجدوا في جسده 50 طلقة، يبدو انّ الشرطي كان يملأ العبوة تلو العبوة، ذريعته كانت انه كان يدافع عن نفسه، بعد التحرّي والتدقيق، وجد انّ الشاب لم يكن يحمل سلاحاً على الإطلاق!
وتستمرّ القصة ذاتها، قصة إنسان من شدة جهله وغبائه ظن انه الأحقّ في البقاء وعلى الآخرين الزوال، لأنه أكثر منهم بياضاً…
واقترح في نهاية المطاف ان يعطينا الزعماء العرب يوماً واحداً فقط لا غير كلّ عام، فيجتمعوا في مكة في موسم الحج، ويقوموا بالتموضع في الحوض المخصص لرمي الجمرات، فيقوم الحجاج برميهم بالحصى بدلاً من رميها على شيطان غير مرئي، وهكذا يتجسّد الموقف بطريقة أكثر فعالية.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى