دبوس
حماية
حتى من الناحية السيكولوجية، أن تتصدّى سلطة اوسلو الى تكرار أطروحة الحماية الدولية، فهي تقوم من حيث تدري ولا تدري بإسداء خدمة إلى كيان الإحلال، من خلال تظهير المقاتلين الذين وضعوا أرواحهم على أكفّهم، وكأنهم في موقف ميؤوس منه، وانّ الموقف يستدعي، تبعاً، الاستنجاد بشيءٍ لن يأتي أبداً، والشيء الوحيد الذي تنجح السلطة بتسويقه هو محاولة تنفيس الروحية التي يتميّز فيها مقاتلونا الأبطال بالفطرة، من خلال استجداء الحماية من الخارج…!
ستقدّم لنا السلطة معروفاً كبيراً انْ هي أعارتنا بسكوتها، والتزمت صمتاً مطبقاً. أما المقولة التي أصبحت من كثرة التكرار، كمثل النكتة السمجة، فهي ملزومة وقف التنسيق الأمني، أبو ردينة اليوم انتبه الى انّ سلطته قامت بوقف التنسيق الأمني مئة مرة خلال السنوات القليلة الفائتة، فاستدرك بأنّ سلطته ستستمرّ في وقف التنسيق الأمني، رداً على اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، مع انّ كلّ المؤشرات تدلّ على انّ التنسيق الأمني لم يتوقف منذ اتفاق أوسلو ولا دقيقة واحدة…
ستثبت الأيام، وحينما تهدأ العاصفة، وتعود حافلة التاريخ الى مسارها الحقيقي قريباً، وبدون طارئات الزمان، مثل كيان الإحلال، والأنظمة المرتهنة، وسلطة أوسلو، ستثبت انّ نكبة إنشاء كيان الإحلال الفاشي العنصري، يتبعها فوراً، وعلى مسافة قريبة، وفي المركز الثاني من حيث الضرر الذي ألحقته بنا، سلطة مرتزقة موضوعة بقدر، كدّست المنافع والثروات الشخصية، في مقابل الانسجام المطلق مع إرادة كيان الإحلال، وقوى الهيمنة.
أليس شيئاً يدعو الى استفزاز كل علامات الاستفهام والاستهجان، انّ سلطتنا العتيدة تعترف بكيان غاصب سارق لوطننا، ليس له حدود، بمعنى أننا سنبقى نعترف به حتى لو قام بالتمدّد على حسابنا، بينما في المقابل، لا يعترف هذا الكيان القاتل بوجودنا أبداً، وبالتأكيد هو لا يقرّ بحال، أننا نستحق دولة ولو بحجم ملعب كرة قدم، الشيء الوحيد الذي يقبل به هو أن نتلاشى، فلا يعود لنا وجود.
سميح التايه