لقاء إعلامي لبناني فلسطيني دعماً للمقاومة في جنين وكلّ فلسطين بمشاركة «القومي» ودعوة الإعلام العربي والأجنبي الحرّ لفضح ممارسات العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة // عفيف: تحرير فلسطين مسألة وقت وسيشهد جيلنا هذا النصر وتباشيره بأمّ العين
دعماً للمقاومة الفلسطينية في جنين والضفة الغربية والقدس المحتلة وفي كافة الأراضي الفلسطينية، نظَّم اللقاء الإعلامي الوطني بالتنسيق مع القوى الفلسطينية واللبنانية، مؤتمراً صحافياً لمواجهة التطوّرات العدوانية على شعبنا الفلسطيني، وذلك في فندق ومطعم الساحة في العاصمة اللبنانية بيروت.
شارك في اللقاء وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي ووكيلة عميد الاقتصاد إنعام خرّوبي، كما حضر مدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق، إلى جانب منسق اللقاء الإعلامي الوطني سمير الحسن وأعضاء اللقاء، عضو مجلس نقابة المحررين غسان ريفي، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية، وحشد من ممثلي وسائل إعلامية محلية وأجنبية.
بداية كلمة ترحيب من الزميل يونس عودة، ثم كلمة لأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش الذي نوّه بهذا النوع من اللقاءات التي تقف دائماً الى جانب الحق المتمثل بفلسطين، ناقلاً للحضور تحيات الفلسطينيين المنتفضين باستمرار في الأراضي المحتلة.
واعتبر أبو عفش أنّ فلسطين كلها للفلسطينيين فهي لا تقبل القسمة مع أحد ولا تتسع إلا لشعبها، داعياً كلّ المستوطنين الصهاينة للعودة من حيثما أتوا، مؤكِّداً أنّ حكومة المستوطنين لن تعطي الشعب الفلسطيني أيّ قطعة أرض، مشدِّداً على أنّ المخطَّط الأساس لحكومة اليمين هو طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، مندِّداً بالحملة التي يشنّها العدو الصهيوني والتي تُعتبر الأكبر منذ عملية اغتيال الرئيس ياسر عرفات.
ودعا أبو عفش الشعب الفلسطيني الى التمسُّك بأرضه وعدم التخلِّي عنها، والموت في سبيلها، مؤكِّداً أنّ الشعب الفلسطيني مصمِّم على تحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما وعودة اللاجئين إلى أرضهم، مطالِباً جميع فصائل الثورة الفلسطينية لوضع برنامج استراتيجي يقوم على أساس المقاوَمة بكافة اشكالها.
وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية، ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، رأى فيها أنّ مبادرة اللقاء الإعلامي الوطني في هذا اليوم تؤكِّد على أنّ كلّ القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية شريكة في المقاوَمة الفلسطينية، معتبراً أنّ ما يحصل اليوم في جنين هو محطة استراتيجية في مواجهة الاحتلال، لأنّ استخدام العدو لكامل آلته العسكرية يؤكِّد أنه بات عاجزاً عن إدارة الصراع مع الشعب الفلسطيني ومقاوَمته.
ورأى عبد الهادي أنّ العملية العسكرية التي يشنّها الاحتلال على جنين هي عملية فاشلة ولن تستعيد هيبة الاحتلال الذي بات عاجزاً عن تحقيق أيّ ردع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وتحدث رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي فحيّا أهلنا في فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر، وأكد أنّ الرهان على التسويات وعلى السلام سقط داعياً كل من راهن على هذة التسويات إلى أن يعيد حساباته . فالعدو الصهيوني وعلى مرّ العقود يواصل عدوانيته وقتله لأهلنا بدم بارد
وأكد البرجاوي أن جنين التي تخوض مواجهة ظافرة ضد الاحتلال، تعري العجز العربي، وجنين اليوم، كما غزة كما نابلس تؤكد بالصمود والبطولة بأن قضية فلسطين حية لن تموت، وبأن العودة تتحقق والحق يستعاد بقوة البندقية، لا بالتسويات ولا بالمفاوضات.
وختم البرجاوي مشيراً إلى أنّ الكيان الصهيوني يعاني من أزمة وجودية، وهذا الكيان في ساعاته الأخيرة وزواله عن ارضنا مسألة وقت. لذلك نشدّد على أهمية الصمود والثبات والالتفاف حول مقاومتنا في فلسطين، وحول مقاومتنا في لبنان، وحول كل محورنا المقاوم.
وكانت كلمة لممثل حركة الجهاد الإسلامي محفوظ منور أكَّد فيها بإسم المقاومة الفلسطينية، أنّ ما أراده العدو الصهيوني هو انتزاع القلب من الجسد المتمثِّل بانتزاع جنين من الضفة الغربية، مؤكِّداً أنّ جنين باتت تمثِّل العقدة بالنسبة للعدو الصهيوني، مطالِباً الجميع بالوقوف إلى جانب جنين، لأنها معركة حياة أو موت بالنسبة لفلسطين وقضيتها.
واعتبر منوَّر، أنّ المقاومة مستمرة في مخيم جنين، وقادتها لا يزالون على قيد الحياة ومستمرُّون في إدارة المعركة في وجه الإحتلال، مشدِّداً على ضرورة الإلتفاف حول المقاومة.
ثم كانت كلمة لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف استهلّها بتوجيه التحية إلى المقاومين في فلسطين وإلى أرواح الشهداء، قائلاً: «مع كلّ قطرة دمّ تسقط من شهيد في فلسطين نشعر أنّنا ولدنا من جديد، لأنّ فلسطين هي الروح بالنسبة لنا، وفي الحقيقة هي الحياة».
وأضاف: «إنّ قضيتنا الأساسية التي تجعلنا متمسّكين بالعطاء ومستعدين للتضحية والعمل من دون كلل أو ملل، هي هذه القضية التي نذرنا أنفسنا في سبيلها، منذ أن كنّا أطفالاً يافعين وصولاً إلى زمن الانتصارات بعد أن ولّى زمن الهزائم».
وإذ اعتبر «أنّ التنديد بالعدوان الإسرائيلي طبيعي»، رأى عفيف «أنّ الإشادة بنضال الشعب الفلسطيني هي واجب مستحب»، داعياً وسائل الإعلام، «لا سيما أنّنا نحن الآن في إطار تنظيم لقاء إعلامي يهدف إلى دعم المقاومين الصابرين الصامدين في مخيم جنين والأرض التي باركنا من حولها وفي كلّ فلسطين الطاهرة، إلى التركيز على القضية الفلسطينية وإعطائها الأولوية في الأخبار والنشرات والتغطيات، وكذلك لتصريحات المسؤولين والقادة الفلسطينيين المجاهدين لأنّ هذه هي القضية التي من أجلها وبسببها نشعر بالعزة والكرامة».
وتابع عفيف: «في كلّ يوم يثبت الشعب الفلسطيني بطولته وتثبت فصائله المقاومة أنها قادرة على التفوّق على نفسها، وها هي تقدم كلّ يوم إنجازاً جديداً على مستوى استخدام التكنولوجيا والعطاء وعلى مستوى سبل المواجهة التي تتطوّر يوماً بعد يوم».
وختم عفيف كلمته قائلاً: «نعبّر في حزب الله عن عظيم اعتزازنا بالمقاومة الفلسطينية ونؤكد على وحدة المجاهدين في الميدان وعلى وحدة القيادة السياسية خلف المجاهدين لأنّ الوحدة الفلسطينية هي الركيزة الأساسية لنضال الفلسطيني في سبيل التحرير الكامل من البحر إلى النهر وهذه عبارة لطالما شدّدنا عليها في بياناتنا التي تتحدث عن الوضع الفلسطيني، انطلاقاً من قناعة كاملة بأنّ فلسطين هي فقط للفلسطينيين. كما أننا نؤكد وقوفنا الثابت والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني معاهدينه أن نضع أنفسنا، بكافة إمكانياتنا، في تصرفه وفي تصرف المقاومة وفي خدمة هذا المحور العظيم الذي بدأ تحقيق الانتصارات منذ عام 2000 وصولاً إلى انتصار عام 2006 الكبير، والذي نقترب من ذكراه، إلى تحرير غزة إلى المواجهات البطولية المستمرة كلّ يوم، ونحن نعتبر أنّ الانتصار الكامل على هذا العدو لم يعد إلا مسألة وقت. نعم، إننا من المؤمنين بأنّ مسألة تحرير فلسطين ليست إلا مسألة وقت وسيشهد جيلنا هذا النصر وتباشيره بأمّ العين».
البيان الختامي
وفي الختام، تلا الإعلامي غسان جواد البيان الصادر عن المجتمعين على الشكل التالي:
1 ـ يدين المجتمعون هذا العدوان الإسرائيلي البربري على مخيم جنين، ويطالبون المجتمع الدولي والعربي والإسلامي بالتحرك الفوري والعمل على وقف المجزرة واستباحة الدم الفلسطيني ويؤكدون على إدانة ورفض واستنكار الموقف الأميركي خصوصاً والغربي عموماً المساند للآلة العسكرية الصهيونية التي تمعن في التنكيل بشعبنا الفلسطيني.
2 ـ يتوجه المجتمعون بالتحية والإكبار لشهداء جنين وأقمارها ولكلّ شهداء الشعب الفلسطيني في معركته مع الاحتلال وداعميه ويؤكد المجتمعون على دعم وتأييد مقاومة الشعب الفلسطيني بكلّ أشكالها والدعوة إلى احتضان خيار المقاومة ودعمه ومده بكل السبل والإمكانيات التي يحتاجها في هذه المواجهة المفتوحة.
3 ـ يدعو المجتمعون جميع وسائل الإعلام في محور المقاومة والإعلام العربي والإسلامي والعالمي لفضح الممارسات الإسرائيلية وعمليات التهجير المتجدّدة من الضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم، كما يدعو المجتمعون جميع النشطاء والفاعلين والمؤثرين على وسائل التواصل الإجتماعي إلى تبني قضية جنين والضفة وعموم فلسطين وإعلاء الصوت بكل لغات العالم وإيصال الصوت والصورة إلى الرأي العام العالمي وإبراز مظلومية الشعب الفلسطيني ومعاناته وصموده الأسطوري أمام الآلة الحربية الإسرائيلية.
4 ـ دعوة الهيئات الدولية ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان والحقوق المدنية إلى مواكبة الجريمة الصهيونية المتمادية وإدانة هذا السلوك الإجرامي التدميري والتهجيري ونشر وإبراز وتقديم الوثائق والصور والفيديوهات التي توثق هذا العدوان الآثم.
5 ـ إنّ هذا العدو الذي احتلّ فلسطين بالحديد والنار لا يفهم سوى لغة الحديد والنار والتحية كلّ التحية لبطل عملية تل أبيب اليوم ولكلّ الأبطال المقاومين الذين لقنوا العدو ومستوطنيه درسات سريعاً بأن دماء الشعب الفلسطيني غالية وثمينة.
وختم البيان بالقول: الدم بالدم والنار بالنار والرصاص بالرصاص، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.