اختتام مؤتمر «أمل» الإعلامي بتوصيات: للالتزام بخطاب وحدوي وطني وقومي والابتعاد عن الطائفي والتقسيمي
عميد الإعلام في «القومي» معن حمية
اتجاهات الخطاب الإعلامي لحزبنا تعبّر عن قضية نؤمن بها ونعمل لانتصارها
والثابت هو تحصين وحدة المجتمع وتبنّي خيار المقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير أرضنا
نحيّي أبناء شعبنا المقاوم في فلسطين الذين يدافعون عن جنين ويتصدّون ببسالة للعدوان الصهيوني
أوصى المؤتمر الإعلامي الذي نظّمه المكتب الإعلامي المركزي في حركة أمل، بعنوان «دور وسائل الإعلام اللبنانيّة في بناء الخطاب السياسي الإيجابي» على مدى يومين في فندق «الريفييرا» في بيروت وشاركت فيه نخبة من الأكاديميين والإعلاميين، في ختام أعماله، بضرورة «أن يلتزم الإعلام اللبناني بالخطاب الوحدوي الذي يجمع، وبالخطاب الوطني الذي يزيدنا تمسكاً بأرضنا وبالخطاب القومي الذي يحفظ إرثنا وتاريخنا والابتعاد عن كلّ خطاب طائفي تقسيمي تحريضي تضليلي، لأنّ لبنان بطوائفه وأطيافه وبمساحته الصغيرة لا يحتمل إلاّ أن يكون واحداً موحّداً».
ودعت التوصيات التي تلاها مسؤول الإعلام المركزي في حركة أمل د. رامي نجم إلى «تبنّي خطاب وطني ينطلق من مبدأ وحدة لبنان واحترام دستوره والحفاظ على سلّمه الأهلي وحقّه المشروع في استعادة أراضيه والتصدّي للعدوان الإسرائيلي، وتمتين العلاقات الأخويّة مع الأشقاء العرب ولا سيّما العلاقات المميزة مع الشقيقة سورية».
وشدّد على «ضرورة تعزيز الشراكة بين المدارس الأكاديميّة المتخصّصة في الإعلام والمؤسسات الإعلاميّة لبناء جيل إعلامي قادر على مواكبة احتياجات سوق العمل المتغيّرة»، داعياً الأحزاب اللبنانيّة إلى «تثقيف جمهورها على حسن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يكون التعبير السياسي أخلاقيّاً بعيداً عن الشتائم وإثارة النعرات الطائفية».
وحثّ على «تعزيز مفهومي التنشئة السياسيّة الوطنيّة والتربيّة الإعلاميّة، بما يتيح إعداد جيل لبناني يشكل نواة الدولة المدنيّة.» و»وضع معايير للبرامج الحواريّة تحترم الضيوف وتبتعد عن الإهانات والإزدراء للأشخاص، وإعداد مدوّنة سلوك للمحاورين في هذا الإطار تمنع التحيّز وتضع مقاييس لثقافة المُحاور».
ودعا إلى اعتماد «خطاب إعلامي إيجابي وطني بعيداً عن المقاسات الحزبيّة والطائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة والشعبويّة، ورفض الفئويّة والتحريض، والبدء بالعمل من داخل المؤسّسة الإعلاميّة نفسها» مُطالباً بـ»إقرار قانون جديد موحّد وشامل للإعلام بما يتناسب مع خصوصيّة المجتمع اللبناني ويواكب الثورة التقنيّة في العالم، ويكون المرجعيّة الوحيدة للقطاع وتجري مواكبته من قبل هيئة تحديث القوانين».
ودعا إلى «التزام مبدأ حريّة الإنسان والحفاظ على كرامته» و»توحيد مرجعيّة المساءلة للإعلاميين فتكون أمام محكمة المطبوعات حصراً، في كلّ ما يتعلّق بمخالفات النشر»، مشدّداً على «تسليط الضوء على القضايا الوطنيّة المحقّة وفي مقدّمها متابعة قضيّة تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه»، مؤكّداً «أنّ الحوار هو ركيزة لاستقرار الحياة السياسيّة، وتلقف دعوات الرئيس نبيه برّي المتكرّرة بضرورة سلوك طريق الحوار ثم الحوار ثم الحوار».
وأعلن أنه «جرى الاتفاق بين ممثلي الأحزاب اللبنانيّة على عقد لقاءات دوريّة للعمل على متابعة تنفيذ توصيات هذا المؤتمر على غرار الإجتماعات المستمرّة بين ممثّلي كليّات الإعلام في لبنان».
سبق التوصيات انعقاد الجلسة الرابعة من المؤتمر تحت عنوان «اتجاهات الخطاب الإعلامي ومواكبته لوسائل الإعلام الحديثة». وأدارها الدكتور رامي نجم.
وفي الجلسة أكد مسؤول الإعلامي في تيار «المردة» سليمان فرنجية أن «الإعلام في لبنان يلعب دورا جوهريا، كما يشكل سلطة حرة دون أي ضغوطات، علما بأن لا مجتمع حرا من دون ديمقراطية».
أما مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف فقال: «لقد تحقق هدف المؤتمر بهذا الحضور المتنوع السياسي والطائفي، لافتاً إلى أنّ أول من دعا الى الحوار هو الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، وقال: في لبنان الكثير من الحرية لكن ليس هناك وسائل إعلام حرة».
وقال المنسق الإعلامي في حزب الطاشناق كريس تشوبوريان: «الإعلام مسؤولية على عاتقنا كلنا والتشنج الحاصل عبر التجييش لن يؤدي بالبلد إلا الى الدمار الشامل».
وقال مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني جاد حيدر: «نحن معتادون في لبنان على السلبية وجلد النفس لكن هناك إيجابيات يمكن الإضاءة عليها وخصوصا في الإعلام الحزبي لامتلاكه وسائل إعلام على كافة أشكالها وأنواعها».
وتحدث في الجلسة المسؤول الإعلامي في تيار «المستقبل» عبد السلام موسى ورئيس المكتب الإعلامي «للجماعة الإسلامية» وائل نجم ومفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة وعضو القيادة المركزية في حزب البعث العربي الإشتراكي الدكتور علي غريب ومسؤول الإعلام في جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» الشيخ عبد القادر فاكهاني والمستشار الإعلامي لرئيس حزب الوطنيين الأحرار نبيل سمعان وعضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي ربيع مصطفى.
حميّة
وكانت مداخلة لعميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حميّة شكر في مستهلها «مكتب الإعلام المركزي في حركة أمل وعلى رأسه الصديق الدكتور رامي نجم على إقامة هذا المؤتمر، الغنيّ بمحاوره وموضوعاته، والذي نأمل أن يُحدث فرقاً في مسار إعادة الاعتبار لقواعد العمل الإعلامي وأخلاقيّاته».
وقال «إنّ ثورة المعلوماتيّة التي حدثت وأدّت إلى هذا الضخّ الهائل للمعلومات والمعارف، وضعتنا أمام مسؤوليّة الاستثمار فيها بهدف الارتقاء والتقدّم في المجالات كافّة، من خلال خطاب إعلامي مؤثّر في صناعة وتشكيل الرأيّ العام. ولكن، لا بدّ من الاعتراف بأنّ ثورة المعلوماتيّة هذه، شكّلت تحديّاً للشعوب والأمم، إذ إنّ ما اصطُلِح على تسميته «ضخّ المعلومات وتدفقها» هو خطأ شائع. لأنّ ما حدث حقيقة، كان اجتياحاً منظّماً وُضعت آلياته في الخطاب الإعلامي الغربي الذي عاث تجهيلاً وتشويهاً في المعلومات وخداعاً للرأيّ العام، واستهدف الشعوب في هويّتها وانتمائها، وأحدث اختلالاً في ميزان القيم، وما رأيناه خلال العقدين الأخيرين، إبّان الثورات الملوّنة والربيع العربي من الأدلة الساطعة».
وفيما يتعلق بـعنوتن المحور «إتجاهات الخطاب الإعلامي ومواكبته لوسائل الإعلام الحديثة»، رأى أنّه «لا بدّ من إبقاء هذه الجلسة مفتوحة، وأن تنتقل من هذا المؤتمر النوعي، إلى كلّ مكاتبنا ومصالحنا الإعلاميّة، فنُناقش هذا العنوان على أساس المشترَكات، لنرسم معاً اتجاهاً موحّداً، تكون له مفاعيل مؤثّرة لتشكيل الرأيّ العام وتكوينه»، معرباً عن اعتقاده «بأنّ الخطاب الإعلامي الجهّويّ قد يكون حاجة لأيّ جهة منّا، لكنّ مفاعيله تبقى محصورة في سياقات التعبئة الجهويّة، وأحياناً كثيرة لا تفيد هذه التعبئة ضدّ الأخطار والتحديّات المصيريّة والوجوديّة».
وتابع «بالنسبة لنا، اتجاهات خطابنا الإعلامي تُعبّر عن قضية نؤمن بها ونعمل لانتصارها، والثابت هو:
ـ الوقوف إلى جانب الشعب وحمل قضاياه.
ـ تحصين وحدة المجتمع، ورفض كلّ مشاريع التجزئة والتقسيم والفدرلة.
ـ تبنّي خيار المقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير أرضنا من العدو الصهيوني (مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الجولان، وفلسطين كلّ فلسطين) وفي الحديث عن فلسطين، نوجّه التحيّة إلى أبناء شعبنا المقاوم الذين يدافعون عن جنين ويتصدّون ببسالة للعدو الصهيوني.
ـ التشديد على تطبيق الدستور، وبناء دولة المواطنة العادلة والقويّة والقادرة في لبنان، ووأد النظام الطائفي الذي لا يُولِّد إلاّ الأزمات.
ـ تعزيز العلاقات المميّزة مع الشام، وإقامة مجلس تعاون مشرقي للتآزر والتعاضد الاقتصادي بين دول المشرق، للتخلّص من أضرار الحصار والهيمنة الاستعماريّة».
وأضاف «هذه العناوين قد تُشكّل قواسمَ مشتركة بين الحاضرين في هذا المؤتمر، وإنْ بنسب متفاوتة، لكن ثمّة عناوين لا تحتمل التباين، بل يجب أن تُشكِّل قناعة راسخة وهي وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي وحقّه المشروع في مقاومة العدو الصهيوني لتحرير ما تبقى من أرض محتلة، لذا علينا أن ننطلق من هذا المشترك الوطني، لنضع خارطة طريق تضبط الخطاب الإعلامي الجامع في هذا الإتجاه».
وأردف «أكثر من ذلك، يصعب الوصول إلى نتيجة حول اتجاهات الخطاب الإعلامي ومواكبته لوسائل الإعلام الحديثة، قبل أن نُحدّد طبيعة وسائل الإعلام الحديثة. هل هي وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة أم المواقع الإلكترونيّة ووسائل التواصل الاجتماعي، أو هي كلّها؟ وهل هي التي نُديرها نحن أو بشكل عام؟».
وأوضح أنّ «الجواب عن هذا السؤال يحتاج وقتاً أطول من المتاح، وقد لا يؤدّي الغرض، لكن من المفيد أن نضع أسس اتجاهات الخطاب الإعلامي وآليّات تسويقه بأساليب سلِسة وجذّابة، شرط أن يكون مرتكزه الحقيقة. فالحقيقة وإنْ كانت على صراع مستدام مع الباطل لكنّها في النهايّة هي الحقيقة».
وقال «نحن معنيون بأن نُحصّن الخطاب الإعلامي بمعايير الرزانة في وجه معايير التفاهة»، مشيراً إلى «أنّ الإتجاه الأصحّ والأسلم والذي يأتي بالنتيجة المضمونة دائماً، حتى ولو بعد حين، هو الاتجاه الذي لا يحيد عن الدقّة والمصداقيّة، لأنّ الإتجاهات الأخرى التي تتوسّل معلومات غير صحيحة أو غير دقيقة أو تتقصّد اعتماد نمط من البروباغندا والضخّ الإعلاميّ، إنّما يكون مفعولها مرتبطاً بموعد ظهور الحقيقة، خصوصاً أنّنا نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا السريعة التطوّر».
وتابع «أيضاً فإنّ من يعتمد أسلوب حرف الأمور عن حقيقتها ويُحاول التأثير على الرأيّ العام بهذا الأسلوب، لا يكون فاقداً للمصداقيّة فقط، بل يكون فاقداً للحجّة والبرهان، ويكون خطابه الإعلامي ضعيفاً ومفكّكاً، حتى لو ظهر في البداية غير ذلك. وعليه نقترح التالي:
أولاً: أن تنبثق عن هذا المؤتمر لجنة متابعة، تتولى جمع خلاصة نقاشات الأحزاب والقوى والهيئات والمؤسّسات وما قد تتوصّل إليه من اقتراحات بشأن تحديد إتجاهات الخطاب الإعلامي… وأن تعدّ ورقة بمثابة ميثاق، يتضمّن كلّ الأمور التفصيليّة وصولاً إلى المفردة والمصطلح.
ثانياً: وضع لائحة بالمصطلحات التي ركّز عليها الخطاب الإعلامي الغربي خلال العقدين الأخيرين والتي عملت وسائله الإعلاميّة الخاصّة والعامّة، وتلك التي تعمل ضمن أجندته على تشكيل صورة نمطيّة لدى الرأيّ العام، لتدمير المجتمعات التي ترفض الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأميركيّة. (مصطلحات الحريّة ونشر الديمقراطيّة وحقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل والكيماوي وأنظمة الاستبداد والفساد وغيرها) والمنصّات التي استُخدمت (شاهد عيان وغيره) وهذه اللائحة تفيد في وضع لائحة مصطلحات مضادّة، أساسها الحقيقة.
ثالثاً: تحرير مصطلح «الجدير ذكره» من سطوة الإعلام الغربي، ووضعه في أساسيّات إتجاهات خطابنا الإعلامي المواكب لوسائل الإعلام الحديثة. والجدير ذكره، أنّ فلسطين احتلت في العام 1948، إنفاذاً لوعد بلفور المشؤوم بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وأنّ المقاومة نشأت كخيار لا بدّ منه لدحر الاحتلال ومواجهة العدوان».
وختم «أكرّر الشكر للجهة الداعية للمؤتمر، وحسناً فعلت أنّها أطلقت عليه المؤتمر الإعلامي الأول، ومسؤوليتنا جميعاً أن نواصل النقاش لنصل إلى الغاية المرجوّة. التحية لكم جميعاً. وشكراً».
مداخلات
وكانت عقدت جلسة صباحية حول «ثقافة الحوار والتحليل السياسي» أدارها الإعلامي مالك الشريف.
وفي مداخلة له، اعتبر الوزير السابق طارق متري أنّ «بعض الإستقلال للعمل الإعلامي عن العمل السياسي ضروري لكي يؤدّي كل منهما دوره بجدّيّة وفاعليّة، فضلاً عن التزام واجب الصدق واحترام الناس».
ودعا «إلى مُحاذرَة السّجال والمناظرة. فهي من عادات السياسيين لا من وظائف الإعلاميين. وأهل الإعلام، مهما كانت مواقفهم، يسعون أوّلاً وراء المعرفة والحقيقة».
بدوره أشار النائب محمد خواجة في مداخلة له إلى «أنّ ألف باء ثقافة الحوار قبول الآخر بما هو عليه من اختلاف سياسي أو ديني أو عرقي، واحترام التعدديّة التي غدت سمة من سمات تشكل المجتمعات في عصرنا».
وتابع «إن الكيان الذي يعاني مأزوميّة متعدّدة الأوجه، تطال قضايا الدور والهوية، كما الحال في بلادنا، يحتاج إلى التلاقي والحوار المستدام كضرورة واجبة، بين ممثلي مكوّناته السياسيّة والمجتمعيّة، لبلوغ رؤى مشتركة، تجاه المسائل الخلافيّة. ومن دون قراءة موحدة للتاريخ والمستقبل، وتشكل هويّة وطنيّة، بدلاً عن الهويّات الفرعيّة، لا يمكن الركون لفكرة الوطن والشعب الواحد». ورأى أنّ «بديل الحوار مزيد في تصدّعات البنية المجتمعيّة، وتداعياتها المكلفة على المستوى الوطني».
وأكد الإعلامي جورج بكاسيني في مداخلة، أنّ «البديل عن ثقافة الحوار هو رفض الآخر، أي ثقافه الداعشيّة السياسيّة التي تفشّت للأسف في مجتمعنا وفي كل الطوائف، نرفض الحوار في الداخل ثم نرتضي به في الخارج، تماماً كما حصل في السابق، أو كما يمكن أن يحصل في المستقبل».
وأوضح الدكتور طلال عتريسي أنّ «الإعلام هو سلاح حقيقي يستخدم قبل الحرب، وأثناء الحرب وبعد الحرب، يستخدم في الحرب الخشنة والحرب الناعمة، ولا نستطيع أن نُنكر أن الإعلام كان له دور كبير في انهيار الاتحاد السوفياتي»، معتبراً أنّه «سلاح معقّد بسبب تنوع أدواته خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي الذي لا يخضع للضوابط والقيود».
ورأت مستشارة رئيس الحكومة السابق حسان دياب لشؤون العلاقات العامّة ليلى حجازي أنّ «أحد الحلول للحفاظ على هذا الوطن هو الحوار الذي يتم من خلاله تبادل الأفكار بين الناس وتتفاعل فيه الخبرات و يساعد على تنمية التفكير وصقل شخصيّة الفرد، وتوليد أفكار جديدة»، داعيةً «كلّ الأفرقاء اللبنانيين إلى العودة الى طاولة الحوار فهي الملاذ الأول والأخير لتحقيق السلم والأمان في بلدي لبنان».
بدوره، رأى نقيب محرّري الصحافة اللبنانيّة جوزيف القصيفي «ألاّ وجود حقيقيّاً للثقافة والحوار والتحليل السياسي إلاّ في ظلّ الحريّة التي من دونها تبقى هذه الكلمات فارغة من مضمونها».
وأضاف «الثقافة في القراءة السياسيّة هي الاطّلاع، وفهم التاريخ وأحداث والجغرافيا الطبيعيّة والسياسيّة، والحضارة على اختلاف منابعها ونوعها، والقدرة على إسقاطها على الواقع الراهن وربطها بالوقائع والوقوعات التي تقتحم المشهد العام بصورة غير متوقّعة أو متوقّعة. وإن عالم الإعلام محكوم بفعل الثقافة، والثقافة إشعاع وأن لا حضور لها، ولا تأثير من دون تقبّل الديمقراطيّة التي توفّر فرصة الثقافة. كما فرصة فهم واقع الجغرافية وحركة التاريخ. والثقافة تعوّد المرء على توسّل الحوار سبيلاً إلى التواصل مع الآخر، والتمكين من نسج علاقات تقوم على فكرة قبول الاختلاف».
واعتبر أنّ «من الملحّ أن تكون ثقافة الحوار هي المحرّك الرئيس لكلّ نشاط عام، خصوصاً ما يتصل منه بالسياسة، وأن تكون الثقافة الشاملة المدعمة بالجنوح الدائم إلى الحوار، كوسيلة فضلى للتواصل مع الآخر المختلف، لكي يكون التحليل السياسي ذا دور كبير في إيضاح الأحداث والوقائع، ومحاولة إفهامها للرأي العام بأسلوب مباشر ومسّط».