مخيم جنين قطع نصف طريق غزة
بعيداً عن خطابات كذب الاحتلال عن تحقيق إنجاز في جنين، وهي خطابات تتكفل بالسخرية منها تعليقات الخبراء في وسائل إعلام الكيان الذي يذكّرون جيش الاحتلال أنه لم يستطع التوغل في أكثر من ثلث المخيم الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر مربع، وأنه لم يستطع اعتقال أو قتل او إصابة أي من الرموز الذين زعم أنه يريد “تحييدهم”، ولم يحقق إنجازاً إلا في هدم البيوت وتشريد العائلات وقتل المدنيين ومنهم الأطفال بكل دم بارد.
في المواجهة بين الاحتلال والمقاومة لا مجال للاجتهاد في توصيف الذي جرى، لأن الفشل الذي أصاب الاحتلال بائن ولا يقبل التأويل، ونصر المقاومة بائن ولا يقبل التحليل.
بعد شهور من التحضير والتمهيد نفذ الاحتلال ما وصفه بعملية نوعية لاستئصال المقاومة من جنين، وخرج بعدها والمقاومة تحتفل بنصرها، وإن تجرأ مجدداً فسوف يلقى ما هو أشد بمعنويات أعلى، بينما جنوده يدخلون الحرب اللاحقة بروح مهزومة، وتكون النتيجة فضيحة أكبر، هزيمة على تخوم المخيم.
عملياً ودون تحليل، سيتحوّل مخيم جنين إلى عرين للمقاومة في الضفة الغربية، وقلعة لهم وحصناً عصياً على الاقتحام، وبدلاً من العشرات الذين تحصنوا فيه وقاموا بكسر جيش الاحتلال، سوف يكون هناك مئات وربما آلاف في جنين وما حول جنين، ومن جنين سوف تنطلق عمليات ومجموعات مقاتلة، وسوف يصبح ليل المستوطنات طويلاً وحالك السواد، وطرق تنقل جيش الاحتلال ومدنه ومؤسساته، عرضة للكمائن والهجمات.
في موعد غير بعيد سوف تنطلق داخل الكيان دعوات عزل جنين بجدار عازل، لضمان أمن المستوطنات وعمق الكيان وجيشه، لكن هذا سوف يعني قبول الاحتلال بنشوء غزة جديدة داخل الضفة الغربية، سوف تتحوّل الى قاعدة تمتلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، وسوف يعني فتح الطريق لتكرار جنين في نابلس والخليل وسواهما.
الكيان يحفر قبره نحو الزوال.
التعليق السياسي