ثقافة وفنون

ندوة حول «دور الثقافة والإعلام» في ثقافي أبو رمانة

أقام ثقافي أبو رمانة ندوة فكرية بعنوان «دور الثقافة والإعلام» بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب وتم التركيز من خلالها على الوسائل والسبل التي تستخدمها الليبرالية الأميركية الحديثة في إلغاء الثقافة والهوية العربية والاقتصار على ما تروّج له من مفاهيم خاطئة تضمن السيطرة على الفرد والمجتمع العربي بشكل خاص.
أدار الندوة الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر لافتاً إلى مخاطر ابتعاد المجتمع والشباب عن الثقافة، الأمر الذي سهّل لليبرالية سبل تحقيق مخططها الرامي إلى إلغاء الهوية، وعدم الدفاع عن الأرض والكرامة بإشغال الأفراد بالنزوات والرغبات فلا بد من الحفاظ على إيجابيات التراث وتنشيط عملية المثاقفة بما يخدم مصلحة الوطن.
واشار الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في محوره إلى أن أخطر ما تهدف إليه الليبرالية الحديثة، هو السيطرة على المجال الفكري والأخلاقي والثقافي بما يحمله من مضامين فكرية وقيم أخلاقية وأنماط حضارية، إضافة إلى ما ترمي إليه الولايات المتحدة الأميركية من السيطرة على الاقتصاد، وهذا ما جعل بعض الكتاب الأميركيين ينتقدونها منهم غاري نيلر في كتابه (لعنة 1920) الذي تحدّث فيه عن تدمير الأسر الأميركية والأخلاق، وزعزعة الاستقرار المادي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج.
وأوضح الدكتور الحوراني أن الليبرالية الأميركية الحديثة تسعى لفصل الإنسان عن المبادئ والقيم والانتماءات والتأكيد على مرجعية الفرد ورغباته، والنيل من المرجعية الجماعية والعقائد القائمة على الأخلاق النبيلة لإعادة إنتاج هوية اجتماعية جديدة تساهم في بقاء السيطرة على تحوّلات المجتمع وتحطيم هويته الثقافية وانتمائه الأصيل.
أما أحمد ضوا معاون وزير الإعلام أحمد ضوا أوضح في محوره أن أخطر أنواع الليبرالية هي الحديثة في ظهورها اليوم، ولا سيما أنها تستهدف الجانب الأخلاقي الذي يرتبط بتشويه الثقافة وتخريب التعليم وانحراف القيم التربوية التي تغيّر مسار الشباب عن انتمائهم ووطنهم.
ووفق ضوا فإن النظام الأميركي يسعى إلى تشجيع العلاقات الخاطئة وإلغاء حقوق المرأة، ما جعل المجتمع الأميركي ينقسم إلى مؤيد ومعارض بما يخص المناحي الأخلاقية، مبيناً ضرورة تعزيز الهوية والانتماء والتمسك بالقيم والإرث الاجتماعي والأخلاقي وتحصين البيئة الاجتماعية مما يهدّد وجودها.
ورأى ضوا أنه لا بد من تماسك الأسرة والمؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية لتجسيد قيمة الحضارة العربية وتغطية حالات النقص عند كل المعنيين والتمسك بالأسرة وضرورة رفع مستواها الأخلاقي.
وقدّم أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب توفيق أحمد والأرقم الزعبي ورياض طبرة ورئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور والأديب سامر منصور والباحث عيد الدرويش والإعلامية نغم الحسين وآخرون مداخلات وأسئلة أغنت الندوة في إضافة طروحات جديدة في معنى ودور الليبرالية الحديثة وكيفية التصدّي لها.
وقالت مديرة ثقافة دمشق نعيمة سليمان في تصريح للإعلام: إن اهتمام المجتمع بثقافته وعدم ترك فراغ للآخرين هو من أهم مقوّمات محاربة الليبرالية التي أصبحت من أخطر ما يهدّد وجودنا الأخلاقي والإنساني، مشيرة إلى أننا أمة تمتلك من دعائم الحضارة ما يجب أن نحافظ عليها، وهذا ما يفترض أن يفهمه جيل الشباب.
أما عمار بقلة رئيس مركز ثقافي أبو رمانة، فأشار إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية والتراث المادي واللامادي، ولا سيما أن الليبرالية تهدف إلى السيطرة على المجتمع واقتصاده، لافتاً إلى الحفاظ على قانون الأحوال المدنية والعمل على تشجيع الندوات الأدبية والثقافية التي تحارب أهداف الليبرالية وتحافظ على سيادة الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى