شكراً ثلاثاً ورصاص
} مأمون ملاعب
شكراً… لقد قدّمتم قبح صورة نظامكم وخساسة بعض قضاتكم وغياب الأخلاق عن مسؤوليكم.
شكراً… فقد أظهرتم جبانتكم، قيادات ترتعد فرائصها من سجين مقيّد. غدرتم به قبل طلوع الفجر علكم تتخلصون من الرهبة. لقد كان سعاده مقيّد اليدين إنما حرّ في كلماته أمام القاضي والسجان والراهب، وحرّ في قراراته حتى لو اختار الشهادة يشعر بالعزة والفخر والكرامة، بينما أصحاب السلطة الطليقة أيديهم مكبّلون بالقرار سجناء المؤامرة ذليلو النفوس وعديمو الكرامة.
شكراً… لقد أعدتم دمي إلى تراب الوطن.
قال الجسد المقتول «لا» ليس هكذا يطلق الرصاص. هذه بنادق جبانة. رصاصنا له دوي مختلف.
سواعد المجاهدين لا ترتجف. بنادق الأبطال لها قيمة المدافع.
إنْ شئتم تعلموا من سعيد العاص، وإنْ انتظرتم ستتعلّمون من ميشال الديك، رصاصته لها دوي من عمّان إلى بيروت بل إلى القاهرة وكلّ عواصم الغرب، دوي يبقى هادراً ليرعب صغار النفوس في كلّ جيل. رصاصنا له ميزة فن البطولة وقفة العز، له ميزة بناء الثقة وصنع الإرادة. اسألوا خالد علوان عن معاني رصاصات مسدس صغير الحجم كبير الدور والقيمة كبر شارع الحمراء بل كبر بيروت.
شكراً بالثلاث ورصاص،
ثالوث شكر،
يرتفع مضاء إلى السماء لا ينطفئ أبداً.
ورصاص مزق الفجر وكتب اللعنة والفخر. رصاص مزق الزمن في مسيرة النهضة لأمة منكوبة. لأمة تنتفض في وجه الظلم لتلاقي فجر ابتسامة شهيد تموز…