منفذية الكورة في «القومي» أحيت ذكرى استشهاد مؤسّس الحزب أنطون سعاده في أميون نائب رئيس الحزب وائل الحسنية: للبنان مصلحةً في تعزيز علاقاته القومية مع سورية لا أن يبقى أسير المواقف التي لا تزال تكابر بعدم الاعتراف بانتصار سورية
لم يكتف أنطون سعاده بإشهار حقيقة أمّته والمباهاة بفرادتها، تاريخاً متجذّراً، وحضارةً متأصّلة، بل أراد لهذه الأمة أن تكون ناهضةً هادية، تسمو بإنسانها الجديد، بمبادئ الصراع، وقيم الحقّ والخير والجمال
سورية التي انتصرت على الإرهاب ستنتصر على الحرب الاقتصادية المفروضة عليها، وها هي تعود إلى لعب دورها الإقليميّ والدولي، وتشهد عودة العرب إليها
منفذ عام الكورة عبدالله ديب: نحن سائرون نحو الوحدة بخطى ثابتة مهما كان هناك من عراقيل وسيظلّ شعارنا واحداً أمة سورية واحدة حزب سوري قومي اجتماعي واحد
ناظر الإذاعة وهيب سالم: لن نترك ساحات النضال وسنظلّ حربة مواجهة كلّ المشاريع التقسيمية الاستعمارية الصهيونية على مدى الأمة كلّ يوم مستعدون للفداء
أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى استشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده، على أرض ملعب نادي شباب أميون عند ضريح شهداء الحزب في أميون، بمشاركة نائب رئيس الحزب وائل الحسنية ووفد مركزي من قيادة الحزب، ضمّ العمد: ايهاب المقداد، د. كلود عطية، ساسين يوسف، أعضاء المجلس الأعلى: جورج ديب، بطرس سعادة، عبد الباسط عباس وكمال نادر، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، وكيل عميد الاقتصاد إنعام خرّوبي، رئيس هيئة منح رتبة الأمانة الياس عشي، رئيس المحكمة الحزبية باخوس وهبي، وحضر إلى جانب منفذ عام الكورة عبدالله ديب وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام عكار أحمد السبسبي، منفذ عام وادي خالد بري العبدالله، الأمناء: فيلمون جبور ومنى سعاده والياس النجار وعدد من المسؤولين.
كما حضر الاحتفال فؤاد أسعد ممثلاً «حزب الله»، مازن الأيوبي ممثلاً «تيار الكرامة»، كريم جريج ممثلاً مجلس إنماء الكورة، نقيب الأطباء السابق د. حبيب حبيب، وعدد من رؤساء بلديات الكورة ومخاتيرها وفاعليات كورانية، وجمع من القوميين والمواطنين.
بدأ الاحتفال بوضع قيادة الحزب ومنفذية الكورة إكليلين على ضريح شهداء الحزب وإكليل باسم رئيس الحزب على ضريح الرئيس السابق للحزب الأمين عبدالله سعاده، تلاه النشيد الوطني ونشيد الحزب، ومن ثم عرض للأشبال والطلبة.
عرّف الاحتفال مصطفى معتوق بكلمة من وحي الذكرى.
وألقت مريم الأيوبي كلمة الطلبة القوميين الاجتماعيين، أكدت فيها دور الطلبة في ارتقاء المجتمعات وبنائها، وهم من قال عنهم سعاده: «الطلبة هم نقطة الإرتكاز في العمل القومي»، مؤكدة أن «أمام الطلبة القوميين الاجتماعيين مهمة صعبة في الجامعات لنشر الوعي والانفتاح في نفوسهم رغم كل التشرذم والطائفية، التي تعيث بالبلاد والمجتمع».
سالم
ثم تحدث ناظر الإذاعة في منفذية الكورة وهيب سالم باسم عائلات الشهداء، واستهلها بقول سعاده: «نحن نحبّ الحياة ونعشق الموت متى كان الموت طريقاً للحياة». وأكد باسم أبناء الشهداء وأهاليهم أنّ «القوميين الاجتماعيين مهما تكبّدوا من مشقات ورغم كل التضحيات، لن يتركوا ساحات النضال وسيظلون العنوان الواضح والصريح بمواجهة كل المشاريع التقسيمية الاستعمارية الصهيونية، والقوميون لم يبخلوا بدمائهم عن الوطن من شهيد الاستقلال الى شهداء الدفاع عن فلسطين إلى شهداء جبهة المقاومة اللبنانية وشهداء مواجهة المشاريع الانعزالية إلى شهداء حلبا وشهداء الدفاع عن الشام وكفتون وأحمد الأيوبي وهم في كل يوم مستعدون للفداء».
ديب
وكانت كلمة لمنفذ عام الكورة عبدالله ديب، الذي حيا القوميين الاجتماعيين وحيا نضالاتهم وتضحياتهم، وركز على أن «المثل العليا التي تحكم حياة القوميين الاجتماعيين هي الحق والخير والجمال، فهم يعملون للحق ولا يتنازلون عنه ولا يساومون بين الحق والباطل تحت أي سبب أو مبرّر، وهم العاملون لخير وجمال هذه الأمة. ومن ثم قال: نحن في منفذية الكورة العامة عندما عقدنا العزم على العمل في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ على الأمة والحزب، اتخذنا من وحدة القوميين الاجتماعيين ووحدة حزبهم عنواناً وكان شعارنا وعملنا هذا منسجماً تماماً مع تطلعات ورؤية قيادة الحزب، فنحن لا نرى تقدّم وارتقاء النهضة إلا بتكاتف وتعاضد كلّ سوري قومي اجتماعي مع رفيقه، ونحن سائرون نحو الوحدة بخطى ثابتة مهما كان هناك من عراقيل. وسيظل شعارنا واحداً أمة سورية واحدة حزب سوري قومي اجتماعي واحد».
الحسنية
وألقى نائب رئيس الحزب وائل الحسنية كلمة جاء فيها:
ها نحن اليوم، نجتمع في الكورة الخضراء، على مواقيت الفداء والوفاء ووقفات العزّ…
نلتقي في حضرة شهيد الثامن من تموز، الزعيم والمعلم والقائد والقدوة، أنطون سعاده، الذي بفكره المنارة والاستشراف المصداق.. حدّد الأخطار الوجودية التي تتهدّد أمّته، ورسم لهذه الأمة طريق الخلاص، هويةً وقضيةً.
لم يكتف أنطون سعاده بإشهار حقيقة أمّته والمباهاة بفرادتها، تاريخاً متجذّراً، وحضارةً متأصّلة، بل أراد لهذه الأمة أن تكون ناهضةً هادية، تسمو بإنسانها الجديد، بمبادئ الصراع، وقيم الحقّ والخير والجمال.
ولأنه أراد لأمّته حياة العزّ والكرامة، أسّس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعي، حركة صراع، وهو القائل: «لو لم نكن حركة صراع، لما كنا حركةً على الإطلاق، لا تكون الحياة بلا صراع».
نعم، لقد أطلق سعاده حركة الصراع، دفاعاً عن أمّته وحقّها في الحياة الحرّة، وسار على هذه الطريق، مفتدياً حزبه وأمّته بدمائه الزاكية التي استحالت أنهراً متدفقةً على امتداد مسيرة الحزب، منذ التأسيس قبل 91 عاماً إلى اليوم.
وقال: إنّ جريمة اغتيال سعاده في الثامن من تموز 1949، التي ارتكبها العملاء والخونة، جاءت إنفاذاً لمؤامرةٍ دوليةٍ ـ صهيونيةٍ قضت بالتخلّص من سعاده، والقضاء على حزبه، لأنه دعا إلى استخدام النفط سلاحاً إنترناسيونياً، وهي معادلةٌ لم يتجرّأ أحدٌ غيره على إعلانها.. لقد مات منفذو جريمة الاغتيال، ووصمة العار والخيانة تلاحقهم، وتلعن «عدالتهم» الصورية، وتلعن «شرفهم العسكريّ» الخدّاع، أما سعاده، فتوهّج دمه، وتدفّق في شرايين الأمة، ولا يزال حيّاً في حزبه وذاكرة أمّته، زعيماً وقائداً، وهادياً للأجيال المتعاقبة وتلك التي لم تولد بعد.
واكد الحسنية أنّ الذين تآمروا على سعاده ذهبوا إلى مزابل التاريخ. أمّا سعاده.. فقد رسم بدمه حضوراً سرمدياً مشعّاً في حياة الأمة ومسيرتها نحو التقدّم والارتقاء.. مجسّداً باستشهاده كلّ معاني الفداء، قدوةً لكلّ السائرين على هذا الطريق.
وذكّر بأحداث الجميزة في 5 حزيران 1949، وبلقاء حسني الزعيم مع الصهيوني موشى شاريت وغدره بسعاده وأشار إلى أن اغتيال سعاده استهدف التخلّص منه، والقضاء على حزبه.
وأطلق الحسنية سلسلة مواقف سياسية فأكد أن النظام الطائفي في لبنان لا يولد إلا الأزمات، ودعا إلى احترام الدستور وتطبيق البنود الإصلاحيّة التي نصّ عليها الطائف.
كما دعا إلى سنّ قانون انتخاب عصريّ على أساس وطنيٍّ لا طائفيّ، واعتماد لبنان دائرةً واحدةً على أساس النسبية من دون أيّ قيودٍ مذهبيةٍ أو طائفية.. وطالب بإعداد قانون للأحوال الشخصية وقانونٍ للأحزاب، على أسسٍ وطنية.
وشدّد الحسنية على ضرورة انتخاب رئيسٍ للجمهورية، اليوم قبل الغد، فهذه الرئاسة هي ملك كلّ اللبنانيين وليست لطائفةٍ دون أخرى.
وأكد التمسّك بخيار المقاومة، لأنّ المقاومة تحمي لبنان، وهي فخره وعزّه، مشدّداً على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ومعتبراً أنّ من يناهض المقاومة، إمّا غبيٌّ أو مشتبه.
وحمل الحسنية بشدة على مشاريع الفدرلة، مشدداً على تحصين الاستقرار والسلم الأهليّ، وصون وحدة لبنان وسنّ القوانين التي تجرّم كلّ من يحرّض على التقسيم والتجزئة.
وأكد بأنّ لبنان هو جزءٌ من محيطه القوميّ، وأنّ مصيره من مصير هذا المحيط، والخطوة الأساسية على هذه الطريق، الالتزام بالعلاقات المميّزة مع الشام، والتنسيق مع الحكومة السورية في ملفّ النازحين وغيره.
وقال: إنّ سورية، وقد انتصرت على الإرهاب، وأفشلت أهداف حربٍ كونيةٍ شنّت عليها، ورغم الحصار الظالم المفروض عليها، فإنها تمتلك عناصر قوةٍ تمكّنها من مواجهة مفاعيل الحصار، واستمرار معركتها ضدّ الإرهاب، ولطرد الاحتلال عن أرضها.
نعم، سورية التي انتصرت على الإرهاب، ستنتصر على الحرب الاقتصادية المفروضة عليها، وها هي تعود إلى لعب دورها الإقليميّ والدولي، وتشهد عودة العرب إليها.
وجدّد التأكيد بأنّ للبنان مصلحةً في تعزيز علاقاته القومية مع سورية، لا أن يبقى أسير المواقف التي لا تزال تكابر بعدم الاعتراف بانتصار سورية.
وختم قائلاً: أما فلسطين، جوهر قضيتنا، فلها منا كلّ التحايا، والتحية إلى أبناء شعبنا الذين يسطرون البطولات، في جنين، وفي كلّ فلسطين، وإنّنا نشدّ على أياديهم جميعاً، مؤكدين أنّ خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، كلّ فلسطين، ونرفض كلّ الاتفاقات والتسويات على أيّ شبرٍ من ترابنا الفلسطينيّ، وصولاً لإزالة هذا العدوّ الصهيونيّ عن كامل ترابنا.
واختتم الإحتفال بتوزيع بطاقات تذكارية على الحاضرين.