السفارة الإيرانيّة تُحيي ذكرى اختطاف الديبلوماسيين الأربعة أماني: ستبقى قضيتهم موضع متابعة قانونيّاً وإنسانيّاً
أحيت السفارة الإيرانيّة في لبنان الذكرى السنوية الـ41 لخطف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة وهم القائم بالأعمال محسن موسوي، أحمد متوسليان، كاظم أخوان، وتقي رستكار مقدم، في لقاء تضامني في مبنى السفارة. حضر اللقاء رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثّلاً بعضو هيئة الرئاسة لحركة «أمل» الدكتور خليل حمدان، السفير الإيراني مجتبى أماني، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب الدكتور قبلان قبلان، الشيخ بلال الملا ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ممثّلاً بالوزير السابق عدنان منصور، رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة وفاعليّات.
وألقى أماني كلمة رحّب فيها بالحضور لافتاً إلى أنّ الديبلومسيين الأربعة اختطفوا عند حاجز البربارة على يد الكيان الصهيوني وعملائه. وأكّد في هذا المجال «أنّ التعامل بلا مبالاة مع الملفات الإنسانيّة المهمّة من قبل المجتمع الدولی يُسهم فی إطلاق يد المعتدين على حقوق الإنسان وفی مقدمهم الكيان الصهيونی للإمعان فی ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابيّة».
وإذ قدّر عالياً الجهود التي بذلتها الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة بخصوص هذه القضية، شدّد «على استمراريّة جهودها المخلصة وجديّتها بمتابعة الموضوع محليّاً ودوليّاً وعلى مختلف الأصعدة السياسيّة والحقوقيّة والأمنيّة للمساعدة في تحديد مصير إخوتنا الدبلوماسيين المختطفين وإعادتهم إلى بلدهم ووضع حدّ لهذا الاعتداء الصارخ على الإنسانيّة وقيم الحق والعدالة والحريّة والحقوق البديهيذة التي تنادي بها الشعوب المُحبة للسلام وكلّ الشرائع السماوية والدولية».
وأكد أنّ «الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية قيادةً وحكومةً وشعبًا تنتظر تحرير أبنائها والكشف عن ملابسات الموضوع مهما كلف الأمر، وتؤكد أنّ هذه القضية ستبقى موضع متابعة حثيثة من قبلها مع الجهات المعنية كافّة والمراجع الدوليّة وعلى رأس سلّم الأولويّات حتى وصولها إلى خواتيمها المرجوّة، سواء على الصعيد القانوني الجنائي الدولي، أو على الصعيد الإنساني، لأنها قضيّة حقّ وحريّة ووصمة عار على جبين مرتكبيها».
وتناول في ختام كلمته «مأساة أمّهات وعوائل المفقودين نتيجة غياب أبنائهم».
وألقى حمدان كلمة رئيس مجلس النوّاب، فقال «نعلم أنّنا نتعامل مع كيان مارق، ووجوده يُعدُّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. إنّه عبارة عن جريمة مستمرّة، وهذا الكيان لا يكفّ عن ارتكاب الجرائم على مسمعٍ ومرأى من دولٍ شكّلت لهذا العدو غطاءً في المنظمات الدوليّة وحتى اللإنسانيّة منها، بما يتغاضون عن اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الأعزّاء، وبدعم تلك الدول المارقة يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ داخل فلسطين، ويزجّون بآلاف المعتقلين في السجون الصهيونية».
ودعا «كلَّ القوى الحيّة في العالم إلى مساندة الجهود المخلصة الهادفة إلى تحرير الدبلوماسيين الأربعة من سجون الكيان الصهيوني»، معتبراً أنّ «الدولة اللبنانيّة معنيّة بمتابعة هذا الملفّ».
وألقى رعد كلمة قال فيها إنّ «الوقفة التضامنيّة اليوم مع قضيّة الدبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين الأربعة، هي للتعبير عن إصرار الشعب الإيراني والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وكلّ أصدقائهما في لبنان ومناصري الحقّ والعدل والحريّة في كلّ مكان، على المطالبة بمعرفة مصير هؤلاء الدبلوماسيين الذين تعرّضوا لعمليّة اختطاف عدوانيّة ومجرمة في وضح النهار في نقطة معلومة وعند حاجز لميليشيا عسكريّة محليّة مدعومة ومغطاة آنذاك من قبل العدو الصهيوني الذي اجتاح لبنان عسكريّاً مطلع حزيران من العام 1982».
وأشار إلى «أنّ خطف الدبلوماسيين الإيرانيين في منطقة وزمن الاحتلال الإسرائيلي وتحكّم قوّاته والمتعاونين معها من ميليشيات محليّة يستخدمها لتنفيذ مهام وارتكابات تتناسب مع طبيعة أهدافه ومشروعه العدواني، إنما جاء في سياق الاجتياح الصهيوني الهادف إلى خطف سيادة لبنان ودولته وأمنه واستقراره وإخضاع إرادة شعبه ومصادرة حقه وخياراته الوطنيّة الرامية إلى حفظ السيادة والاستقرار وإقامة الدولة القويّة والقادرة والعادلة وصون حق اللبنانيين في حماية حقوقهم وتحقيق مصالحهم».
ونبّه إلى أنّ «المشاريع الهادفة إلى توهين العلاقات اللبنانيّة الإيرانيّة، هي مشاريع تخدم مصالح الكيان الصهيوني وسياساته العدوانيّة المتمادية».
أمّا منصور فأكّد أنّ «مسؤولية لبنان الأمنيّة والمعنويّة حيال الدبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين، تتطلّب بذل الجهود الحثيثة بين الدولة اللبنانيّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية لتبادل المعلومات، والتواصل مع الجهات الدوليّة، حول كل ما يحيط بالجهة الخاطفة، ومن وراءها، وأسماء الخاطفين، ومكان وجود الدبلوماسيين الأربعة»، معتبراً أنّ «من غير المسموح بتاتاً ترك الأمور على ما هي عليه، فيما المأساة الإنسانيّة تُرافق أسر المخطوفين، وتحفر الهموم والآلام في نفوسهم ووجدانهم يوماً بعد يوم».
وكانت كلمة لقنديل تحدّث فيها عن اختطاف الدبلوماسيين الأربعة خلال اجتياح جيش الاحتلال «الإسرائيلي» للبنان، وقال «إضافةً لكونه فعلاً جرميّاً بحقّ لبنان والإنسانية والشروط الناظمة للتعامل مع الدبلوماسيين، هو شهادة لما مثّلته الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران منذ انتصار ثورتها، ولا تزال، من التزامٍ بالقضيّة الفلسطينيّة وتمسّك بخيار المقاومة، وما شكّله ظهور الجمهوريّة الإسلاميّة على مسرح الحياة السياسيّة في المنطقة من فاتحة لعصر جديد، أعاد الأمل بتحرير فلسطين، والانتقال من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات».
واعتبر أنّ «ضعف الانتماء الوطني الأساس الثقافي تسبّب باستسهال البعض مدّ اليد لجيش الاحتلال، وتبنّي مشاريع التقسيم الطائفيّة، وكانت ميليشيا القوات اللبنانيّة التي نفّذت الاختطاف وسلّمت الدبلوماسيين لكيان الاحتلال، ثمرة هذه الثقافة.»