منفذية بعلبك في «القومي» تحيي ذكرى استشهاد سعاده باحتفال حاشد في مدينة بعلبك
ـ عضو المجلس الأعلى كمال نادر: ثابتون على إيماننا بقضيتنا العظيمة ومستمرون على طريق باعث نهضتنا أنطون سعاده، طريق العز جهاداً واستشهاداُ، بوصلتنا فلسطين وكل شبر محتلّ من أرضنا
ـ المقاومة تنمو وتزداد قوة في فلسطين لتؤكد أن زوال كيان الاحتلال الصهيوني آتٍ لا محال، عندما نرى العدو عاجزاً في مواجهة أبناء شعبنا في مدينة واحدة وأن الهجرة المعاكسة نشطة جداً
ـ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إبراهيم الموسوي: وقوفي على منبر أنطون سعاده صاحب الموقف العظيم والجليل أمر كبير ليس مجاملة بل لأنه مفكر ترك ما ترك من بصمة ما زالت تؤثر فينا وتفعل فينا فأنجزنا ما أنجزنا
= عضو المكتب السياسي في «حركة أمل» علي عبدالله: في ذكرى استشهاد سعاده نستحضر مقولاته التي غدت منهاج عملٍ لكل مقاوم يؤمن بحقه ويؤمن بقيام الدولة الوطنية العادلة خارج قيود الممارسة الطائفية
= أمين فرع البقاع الشمالي في «البعث» نزيه نون: في ذكرى استشهاد انطون سعاده نقول للرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي إن فكرهم وعقيدتهم أساس لتحقيق الانتصارات والعز
= رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشّل: أنطون سعاده أسّس حزباً نهضوياً على قواعد الفكر والثقافة والصراع مؤمناً بقضية عظيمة عمل لانتصارها واستشهد في سبيلها واستمرّ حزبه حاملاً أمينا لها
= مدير مديرية بعلبك فادي ياغي: أدرك أنطون سعاده حجم المؤامرة وما أعدّه أعداء أمتنا فتحوّل ضميراً للأمة جمعاء فوقف نفسه على قضيتها فلم يَهَبْ ولم يتردّد
عبير حمدان
تموز والزمن المضرّج بالفداء حيث يتجدد اللقاء في الساحات والميادين والبلدات لإحياء الذكرى التي لا تذوي شعلتها. فدرب النضال ممتدّ منذ القدم في مواجهة الأطماع المتعاقبة والاحتلالات التي تأتي في كل مرحلة بلبوس مغاير وتحت مسمّيات كان أولها السلطنة العثمانية وتلاها الانتداب الأجنبي الذي أسس للاستيلاء على فلسطين مقسماً البلاد وآخرها ما سُمّي بالربيع العربي، وما تبعه من إرهاب متنقل باسم «الحرية» المستوردة.
تموز الفداء وبعلبك والزوابع راياتها خفاقة تسمو في ذكرى استشهاد انطون سعاده الذي أدرك حجم الخطر المتربّص بأمته والذي ننهل من معينه وفكره الحي الذي انتصر على رصاص جريمة إعدامه..
يمكن للنار أن تحرق الأوراق ويمكن للرصاص أن يخترق العقل والقلب ولكن لا النار قادرة على إلغاء الأفكار ولا الرصاص يقوى على تغييبها، ويمكن للعدو وأتباعه العمل على تمزيق البلاد ووضع السواتر الترابيّة وخطوط التماس والحدود المصطنعة، لكن هيهات أن ينالوا من العقيدة الراسخة والنهضة المؤسسة لأجيال لم تولد بعد.
بعلبك المدينة التي حملت الشمس على أعمدة الزمان فتحت قلبها إحياء لذكرى الثامن من تموز وهي المدينة التي تعرف قيمة الشهادة في سبيل قيامة الأمة ونهضتها وفي سبيل تحرير كل شبر من الأرض المحتلة.
في الثامن من تموز ضمّت بعلبك أبناء الحياة وكل مواطن يؤمن بوقفات العز، فاختصرت الوطن بكلمات تجدد روح الانتماء حتى دون أداء القسم…
وقد أكد منفذ عام بعلبك في «القومي» عباس حمية لـ»البناء» أهمية إحياء ذكرى الثامن في تموز في مدينة بعلبك لما تمثله هذه المدينة من قيمة معنوية واجتماعية وإنسانية ونهضوية لجهة المقاومة، مشيراً إلى أن المشهد إيجابي سواء على مستوى الحضور الرسمي أو الشعبي وما الحشد القومي إلا تأكيد على حضور الحزب السوري القومي الاجتماعي في بعلبك، كما في كل المناطق.
أحيت منفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي مناسبة الثامن من تموز، ذكرى استشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده باحتفال حاشد في قاعة اوتيل كنعان ـ بعلبك.
حضر الاحتفال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إبراهيم الموسوي، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشّل وعدد من أعضاء المجلس البلدي، عضو المكتب السياسي في حركة أمل علي عبدالله على رأس وفد، أمين فرع البقاع الشمالي في حزب البعث العربي الاشتراكي نزيه نون على رأس وفد، ممثل اتحاد بلديات بعلبك رئيس بلدية يونين علي قصاص، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، أحمد عساف ممثلاً رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي، وفد من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية برئاسة الشيخ خليل الخرفان، أمين فرع البقاع الشمالي للحزب العربي الاشتراكي محمد شقير، مدير مكتب تكتل نواب بعلبك الهرمل الدكتور علي مصطفى، رئيس جمعية مركز الشهيد باسل الأسد الثقافي الدكتور عقيل برو، رئيس اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام عماد ياغي، وفد من العشائر العربية، ممثلون عن الجمعيات والنوادي الرياضية، رئيس نقابة السائقين في بعلبك الهرمل محمد الفوعاني، رئيس بلدية بعلبك الأسبق الأستاذ هاشم عثمان، ممثلون عن وسائل الإعلام وفعاليات تربوية وثقافية ونقابية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وحضر الاحتفال إلى جانب منفذ عام بعلبك عباس حميّة وأعضاء هيئة المنفذية وأعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات، وفد مركزي ضمّ المندوب المركزي ـ عضو المجلس الأعلى كمال نادر، عميد الإعلام معن حمية، عميد الدفاع علي عرار، عميد التربية والشباب إيهاب المقداد، عضوا هيئة منح رتبة الأمانة فداء حمية وحسان عرار، والأمين د. علي الحاج حسن.
ولاحقاً حضر نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد الداخلية رامي قمر، وعضو المجلس الأعلى د. جورج جريج بعد مشاركتهم في الاحتفال الحاشد الذي أقامته منفذية الهرمل في «القومي» في بلدة القاع.
بداية وقف الحضور للنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي ودقيقة صمت تحية للشهداء.
كلمة التعريف
وألقى مدير مديرية بعلبك في «القومي» فادي ياغي كلمة ترحيب وتقديم، تحدّث فيها عن معاني الثامن من تموز، وجاء في كلمته:
«إنه الثامن من تموز يوم الفداء والوفاء لنهج انطون سعاده، لقد أدرك انطون سعاده حجم المؤامرة ورأى المستقبل الأسود المعدّ لأمتنا، فتحوّل بشخصه الى ضمير الأمة جمعاء، فوقف نفسه على قضيتها، وكان مدركاً حجم المخاطر فلم يَهَبْ ولم يتردّد.
قرن العمل مع القول والإيمان، ما أوقفه السجن ولا التهديد ولا محاولات منعه من العودة الى الوطن، سار في درب استنهاض الأمة فاتحاً صدره محبّة لشعبه وتحدياً للأعداء وللمشروع الصهيوني بالذات».
وأضاف: «أردنا أن نحتفل هذا العام بذكرى استشهاد سعاده في مدينة بعلبك، بعلبك المقاومة والتاريخ والشهداء، فللحزب السوري القومي الاجتماعي وقفات عزّ نضالية في بعلبك الهرمل وفي كل كيانات الأمة وليس آخرها في شام العز.
فمن الاستشهادية مريم خير الدين والاستشهادي مالك وهبي الى الشهيد علي الطفيلي وكوكبة من الشهداء والشهداء الأحياء الماثلين أمامكم في حفلنا هذا البارين بقسمهم، إلى الأمناء المناضلين الراحلين الذين تركوا بصمات في العمل الحزبي والسياسي والاجتماعي والنضالي في بعلبك، فمن الأمين مصطفى عبد الساتر والأمين عباس ياغي والأمين علي شرف الدين إلى الأمين صبحي ياغي والرفقاء الراحلين المناضلين الذين ما يخلوا بتقديم الغالي والنفيس في سبيل هذه النهضة العظيمة».
وقال: «ظهر الحزب السوري القومي الاجتماعي في مرحلة حسّاسة حين كان المستعمر يبني مشروعه الذي أقلقهم فبادروا الى قطع الطريق عليه بمحاكمة سعاده وسجنه فلم يفلحوا، ذهبوا إلى التآمر عليه مراراً وصولاً إلى المؤامرة الكبيرة بين الغرب والعديد من كياناتنا، فقدّموا إلى العالم جريمتهم الشنيعة بالإعدام، أما سعاده فقدّم أمثولة في الفداء والعطاء.
الحزب السوري القومي الإجتماعي حزب مقاوم منذ تأسيسه عام 1932 والى جانب دوره المقاوم والعسكري له دور ريادي في الثقافة والفكر وفي شتى مجالات الحياة ونقطة ارتكازية ضمن المجتمع وبنائه على أسس غير طائفية ومذهبية».
وختم: «في الثامن من تموز استشهد انطون سعاده، ولكن دماءه أزهرت مسيرة نضال وتضحيات وفداء لعز الأمة، الثامن من تموز هو عيد الشهداء وبه نأخذ زاد الصراع وبفدائه نمضي نحو النصر الذي ليس منه مناص، ولتحي سورية».
كلمة رئيس بلدية بعلبك
والقى رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشّل كلمة اعتبر فيها أن ذكرى استشهاد انطون سعاده في الثامن من تموز 1949، هي محطة من محطات المواجهة التي جسّد من خلالها سعاده وقفة العز مؤسساً لمسيرة نضالية ضد الاستعمار المتعدد الأوجه، الاستعمار الذي استهدف بلادنا في مقدراتها وخيراتها.
واستعرض الشّل في كلمته بعض المحطات في مسيرة سعاده، بدءاً من إصدار «جريدة الجريدة» مع والده، ونشره المقالات التي تطالب بإنهاء الانتداب الفرنسي واستقلال سورية، إلى إصدار مجلة المجلة في بيروت وتوضيح أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية وتعريف مفهوم الأمة استناداً إلى علم الاجتماع الحديث وبرؤية مستقلة عن نظريات الغرب.
وتابع: «بعد أن أصبح انتشار الحزب ملموساً في الأوساط الشبابية والثقافية أقام الشهيد سعاده الاجتماع الأول رغم سرية الحزب وألقى خطاباً مكتوباً هو من أهم الوثائق الفكرية في العقيدة السورية القومية الإجتماعية ودليل عمل حركة النهضة القومية الإجتماعية التي يهدف إليها الحزب، لكن سلطات الإنتداب الفرنسي سرعان ما اكتشفت أمر الحزب فاعتقلت سعاده في 16 تشرين 1935 مع عدد من الأعضاء بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام، وأصدرت سلطات الانتداب قراراً بسجنه ستة أشهر أكمل خلالها كتابة مؤلفه العلميّ «نشوء الأمم»».
وختم قائلاً: أنطون سعاده أسّس حزباً نهضوياً على قواعد الفكر والثقافة والصراع، مؤمناً بقضية عظيمة عمل لانتصارها واستشهد في سبيلها، وقد استمرّ حزبه حاملاً لهذه القضية، فتحية لسعاده الذي لا يمكن ان تختصر مسيرته بكلمة أو لقاء».
كلمة البعث
وألقى أمين فرع البقاع الشمالي في حزب البعث العربي الاشتراكي نزيه نون كلمة «البعث» فأشار إلى أنّ «أنطون سعاده، عاين واقع المجتمع والويل الذي يتهدّده نتيجة تدخل الدول المعادية ونياتها السيئة تجاه شعبنا وخلق النزاعات والخصومات بين أفراد المجتمع، فتصدى لهذا الواقع، فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان الشعار «إن الحياة وقفة عز فقط».
أضاف: منذ قيام الحزب عمل الزعيم بكل جدّ ونشاط بالتواصل مع أبناء الأمة وخاصة المثقفين ساعياً لبناء دولة قوامها العدالة والنهضة، لأن أبناء الحياة يعملون على تعميق الوعي والمقاومة حتى تحقيق ما يصبون إليه وليس بالاستجداء والمهادنة. لقد ناضل سعاده حتى استشهاده، واستمرّ فكره وعقيدته مع الرفقاء وبقيت فلسطين هي القضية المركزية، وكذلك العداء للكيان الصهيوني الغاصب وقد تجلّى ذلك بعملية الشهيد خالد علوان واستمرت المقاومة ضد هذا العدو في العمليات الاستشهادية إلى جانب الأحزاب الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية مجبرة العدو على الانسحاب عام 2000 من لبنان دون قيد أو شرط».
وأردف: «وأثبتت الثلاثية الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة فعاليتها، والعدوان الأخير على جنين والاستبسال في الدفاع عن كرامة الوطن والشعب وسقوط الشهداء وصمت الدول التي تدّعي الديموقراطية وحقوق الإنسان دليل واضح على أن المقاومة هي الردّ الفعلي والوحيد على جرائم العدو، كما تصدّى المقاومون مع الجيش اللبناني والجيش العربي السوري وتمّ القضاء على الإرهاب بكل مسمّياته».
وقال: لأننا أهل الفداء والوفاء لا بدّ من توجيه الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد لما قدمه ويقدمه من دعم للمقاومة ولمحور المقاومة وقادته والدول الصديقة التي دعمت ووقفت الى جانبنا وخاصة في المحافل الدولية».
وختم: «في ذكرى استشهاد انطون سعاده نقول للرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي إن فكرهم وعقيدتهم أساس لتحقيق الانتصارات والعز».
كلمة حركة أمل
وألقى كلمة حركة أمل عضو مكتبها السياسي علي عبدالله، فقال: «يوم الثامن من تموز كان يوماً مشؤوماً في تاريخ لبنان، حيث أقدمت قوى الظلام والتخلف وسلطات العفن السياسي والجحود الفكري والتقليدية العمياء على اغتياله وإعدام قلمٍ بشَّر بولادة فجر جديد لشعوب المنطقة.
في الثامن من تموز انكسرت محبرة تنوير عظيم كان يؤمل لو استمر مداها أن تشكل عامل نجاةٍ وخلاصٍ من إرث السوء الذي تركه العثمانيون في بلادنا من تفتيت وتقسيم مذهبي ومليِّ حيث زرعوا الألغام الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد لمنع تفاعله في دورة حياةٍ كاملة يفيض خيرها على الجميع اقتصاداً وقوة ومنعة وحضوراً بين الأمم».
وأضاف: «في الثامن من تموز أعدم المفكر انطون سعاده الذي استشرف باكراً المشروع الصهيوني على فلسطين وعلى بلادنا، وأخذ يسرح في برية البحث عن أهوال التنين الصهيوني في حال تمكنه من ابتلاع فلسطين وهو الذي نذر جهده المعرفي والثقافي من أجل إسقاط النظام الطائفي الذي على أساسه قامت حياتنا السياسية والوطنية التي ما زالت تعيش العثرات والنكبات الواحدة تلو الأخرى، بسبب هذا النظام الطائفي والمذهبي والصيغ التي حذر منها المفكر انطون سعاده».
وتابع: «في ذكرى استشهاده نستحضر مقولاته ومفرداته التي تحوّلت إلى منهاج عملٍ لكل من يناصب «إسرائيل» العداء، ويؤمن بحقه بمقاومته ودحرها عن المنطقة، ويؤمن بقيام الدولة الوطنية العادلة خارج قيود الفكر والممارسة الطائفية».
وقال: «لتكن مناسبة هذا المفكر الكبير محطة لإعمال العقل والمنطق اللذين يقتضيان تقديم المصلحة الوطنية وقراءة الأولويات في هذا الظرف الذي يمرُّ به لبنان من انهيار مؤسساتي يهدّد بشكل تام مجمل المؤسسات التي لها علاقة بانتظام الحياة السياسية والدستورية وتخريب نظام المصالح للمجتمع أفراداً ودولة ويضعُ في مهبّ الريح مستقبل لبنان الذي تتربّص به المشاريع المعادية، طمعاً في ثرواته واستهدافاً لدوره وانتقاماً من مقاومته، وكيداً من إنسانه المبدع الذي يشكل منافساً وتحدياً للمشروع الصهيوني في جميع المجالات».
وأردف: «إن حجم الانهيار الاقتصادي وتراجع قدرة المواطنين على تحمل أعباء المعيشة، كما أن الانهيار في قطاعات الصحة والتعليم وما يواجهه القطاع العام من أزماتٍ وتوقف المؤسسات الضامنة وتحللها عن الالتزام بتعهداتها تجاه المواطنين وعجز الدولة عن تأمين الموارد لتغطية النفقات، والبطء في تلقف نتائج الانفراجات السياسيّة في الإقليم، كل هذا يدفع إلى ارتفاع منسوب الهجرة اللبنانية إلى الخارج في ظل طوفان اللجوء السوري الذي يشكل مخاطر جمّة على الواقع السوري واللبناني معاً».
وأضاف: «تدعو حركة أمل بشخص رئيسها دولة الأخ الرئيس نبيه بري وكل قيادتها إلى ضرورة الالتقاء حول طاولة حوار وطني تنتج حلاً لأزماتنا وأولها إنهاء الشغور في موقع رئيس الجمهورية وتمنع تسلل الفراغ إلى باقي المؤسسات وتشرع في وضع الخطط والنهوض الاقتصادي ومعالجة كل القضايا التي ينوء تحتها اللبنانيون».
وختم: مؤكداً ضرورة «الالتقاء على المشروع الذي أطلقه (سعاده) من أجل عزة الوطن والأمة، وها هي المقاومة التي راهن عليها باعتبارها السلاح الأمضى في مواجهة العدو الصهيوني تؤكد اليوم صدق مقولاته، وتدعونا جميعاً إلى مزيدٍ من رص الصفوف والالتفاف حولها، نصرةً لفلسطين وشعبها الذي تحوّل الى إيقونة نضال وجهاد، وليست معارك جنين وغزة آخر فصول تضحياتهم».
كلمة حزب الله
وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إبراهيم الموسوي كلمة حزب الله، وقال فيها: «من هذا المنبر وفي هذه المنابر تضيع الألقاب والأسماء والعناوين والشخصيات ويبقى حضور القضية، قضية انطون سعاده، هذا المعنى هو ما أحببت أن أشير إليه لأنه حين نتحدث عن أنطون سعاده فنحن نتحدث عن العدالة الاجتماعية، نحن نتحدث عن أخلاق حقيقيّة، وأعذروني بعد كل ما قيل أن أسال نفسي ما الذي يجب أن يُقال (..)»
وأضاف: «حين أقف على منبر أنطون سعاده صاحب الموقف العظيم والجليل فهذا أمر كبير، وأنا هنا لا أقول ذلك كي أجامل السوريين القوميين الاجتماعيين إنما أتكلم عن أنطون سعاده كمفكر وكإنسان مرّ ومضة في هذا الكون فترك ما ترك من بصمة ما زالت تؤثر فينا وتفعل فينا، وهي لو لم تفعل فينا كما فعلت بصمات أخرى لكبار لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولما كنا على ما نحن نكون عليه ولا ما كنا حيث يجب أن نكون، دار الزمن دورة كاملة وأدار سعاده الزمان فوصلنا بعلي بن أبي طالب عليه السلام، وأنا حين أقرأ وأزعم بكل تواضع أني قرأت كل المؤلفات والأفكار، ويتهمونني أني كنت منتمياً للحزب السوري القومي الإجتماعي، وهي تهمة تشرّف، عزٌّ وفخرٌ إذا كان الحزب السوري القومي الإجتماعي يقف حين وقف ويقاتل حيث قاتل بشرف، فلكل منّا شرف الانتساب إلى عقيدة كهذه وحزب كهذا وموقف كهذا.. طبعاً عندما تشتت الزمن وضيع الكثيرون البوصلة ظل الحزب السوري القومي الاجتماعي في مكانه وقاتل وناضل واستشهد ورفع الراية وانتصر، وهذا فخر عظيم.»
وتابع: «أنا قرأت في أدبيات أنطون سعاده ووجدت أني أقرأ صدى لأفكار موجودة في نهج البلاغة، موجودة في مواقف كبار معصومين من أئمتنا، لأنه الفكر الإنساني الصافي له علاقة بالفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها فتلتقي انت في عقيدتك السورية القومية الاجتماعية مع عقيدتي أنا ابن حزب الله وابن حركة أمل وحزب البعث وكل أبناء الأحزاب القومية والإسلامية، وابن حركة حماس وابن الجهاد الاسلامي وكتائب الأقصى وكل المجاهدين والمناضلين والمقاومين وابن هوغو شافيز وابن كوبا، لأننا كلنا نجتمع بفطرتنا على نصرة الحق وقتال الباطل إين ما وجد الحق وأين ما وُجِد الباطل.»
وقال: «وكي لا أطيل، وخير الكلام ما قلّ ودلّ، الاختصار مفيد في حضرة الكبار الكبار، هناك أقوال تعبّر عن رجال، تعبر عن مواقف تختزل الدنيا بأكملها، يُجمع الدهر كله في رجل وتُجمع القامات كلها في قامة وتُجمع الكلمات والمواقف في موقف، أمير المؤمنين عليه السلام قال «فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين» يعني منتصرين، أليس كلام سعاده «إن الحياة وقفة عز» ترجمة عملية وتجسيد حقيقي لهذا العز الذي تحدّث عنه أمير المؤمنين قبل أربعة عشر قرناً من الزمان؟ إذا هي الفطرة الإنسانية التي تضعنا وتوجهنا لنكون حيث يجب أن نكون، كانت أحاديث الجدّات «كان يا ما كان بقديم الزمان» أما الآن في زمن انطون سعاده وأبناء انطون سعاده وفي زمن الإمام موسى الصدر وأبناء الإمام موسى الصدر وفي زمن يحيى عياش وفي زمن كل الشهداء، وفي زمن السيد حسن نصرالله لم يعُد الحديث «كان يا ما كان بقديم الزمان» وإنما الآن وفي كل آن سنكون حيث يجب أن نكون».
وختم: «التحية كل التحية لأبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي، لشهدائه، لقادته،… الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب عظيم ومن معاني العظمة الوحدة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعاً في خط الوحدة، وفي خط النهضة وفي خط العزة وفي خط الانتصار، وسنكون بإذن الله».
كلمة القومي
الكلمة المركزية للحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عضو المجلس الأعلى كمال نادر واستهلّها بشرح للأحداث التي حصلت منذ وصول سعاده إلى بيروت في آذار 1947 والاستقبال الضخم الذي لاقاه وصدور مذكرة توقيف بحقه من طرف حكومة رياض الصلح، وصولاً إلى وقوع نكبة فلسطين في أيار سنة 1948.
وقال إن سعاده أسس فرقة الزوبعة التي قاتلت في حيفا ويافا وعكا ورام الله بقيادة الأمين مصطفى سليمان، ولما وقعت الهدنة وتراجعت الجيوش العربية أدرك الزعيم أن الدولة اليهودية قد أصبحت أمراً واقعاً لكنّه لم يسلّم بوجودها بل راح يحضر حزبه للقيام بحرب التحرير. لذلك قرّر الصهاينة القضاء عليه وعلى حزبه فجاء موشي شاريت الى دمشق واجتمع مع حسني الزعيم ومحسن البرازي في فندق بلودان وتم الاتفاق على الخطة، وعلى الفور بدأ تنفيذها بمهاجمة مطبعة الحزب في منطقة الجميزة في بيروت بواسطة حزب الكتائب بهدف اغتيال الزعيم، لكن الخطة لم تنجح. وعلى أثر فشل الخطة قامت الحكومة اللبنانية بحل الحزب وملاحقة زعيمه الذي نجح بالخروج من بيروت إلى الشام، وهناك قام حسني الزعيم بعملية غدر وسلّم سعاده إلى الحكومة اللبنانية التي سارعت إلى اغتياله في فجر 8 تموز 1949.
وتحدّث نادر عن رد القوميين على جريمة اغتيال سعاده هذه.
وتناول نادر في كلمته أوضاع الأمة فقال: إن حركات المقاومة قد تضافرت وتجاوزت حدود الكيانات ونجحت في إفشال حرب الإرهاب وها هي المقاومة تنمو وتزداد قوة في فلسطين لتؤكد بأن زوال كيان الاحتلال الصهيوني آتٍ لا محال، خصوصاً عندما نرى العدو يقف عاجزاً في مواجهة مقاومة أبناء شعبنا. ونرى أيضاً أن الهجرة المعاكسة نشطة جداً من طرف المستوطنين الصهاينة الذين يعودون إلى البلدان التي جاؤوا منها.
وتناول أخيراً الوضع في لبنان فقال: إن لبنان سيظل غارقاً في الأزمات وعاجزاً عن حل أي مشكلة وسيبقى يعيش حالة الفراغ والإفلاس، وينتظر الحلول السياسية والمالية من الخارج، وكل ذلك بسبب نظامه الطائفي الذي لا إمكانية لاستصلاحه على الإطلاق، بل هو بارع في استيلاد الأزمات.
وأكد نادر أن نقل البلد نحو نظام مدني عصري لاطائفي يتطلب إقرار قانون انتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة واعتماد النسبية خارج القيد الطائفي، ويتطلّب قوانين عصرية للأحزاب والأحوال والشخصية، وتعزيز ثقافة المواطنة بديلاً عن ثقافة رعايا الطوائف والمذهب.
وشدّد نادر في كلمته على أولوية تحصين لبنان بوحدته باستقراره وسلمه الأهلي وعناصر قوته وعلاقاته المميزة بمحيطه القومي، معتبراً أن دعوات الفدرلة والتقسيم، هي وصفة انتحار للبنان، ونحن لا نرى لبنان إلا واحداً موحداً، بخياراته وثوابته الوطنية، وبعناصر قوته المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبمؤسساته الواحدة المتحملة مسؤولياتها تجاه الشعب، وبعلاقاته المميّزة مع دمشق التي وقفت الى جانب لبنان ومقاومته.
وختم نادر مؤكداً أننا ثابتون على إيماننا بقضيتنا العظيمة، ومستمرون على الطريق التي سار عليها باعث نهضتنا انطون سعاده، طريق العز جهاداً واستشهاداُ، بوصلتنا فلسطين وكل شبر محتلّ من أرضنا القومية، وهذا هو عهدنا لسعاده وكل شهدائنا الأبرار.