«الحملة الأهليّة» اجتمعت في مقرّ «أمل» وزارت سفارة الجزائر مهدي: أثبتت الأيام راهنية سعاده الذي حيكت ضدّه المؤامرات للتخلص منه ومن حزبه
عشية الذكرى السابعة عشرة لحرب تموز في لبنان وانتصار المقاومة، عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر حركة أمل، وشارك فيه ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور، بحضور رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك ونائبه الشيخ حسن المصري، وعضو المكتب السياسي حسن ملك وممثل الحركة في الحملة الأهلية الأسير المحرر عباس قبلان، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر والأعضاء.
افتتح بشور الاجتماع بكلمة شكر فيها في قيادة حركة امل عل حسن الاستقبال وعلى مشاركتهم المتواصلة في الحملة التي ترى في قضية فلسطين قضيتها المركزية التي مهما اختلفت توجهاتنا وآراؤنا في القضايا المحلية فإننا موحدون حول فلسطين والمقاومة من أجلها، خصوصاً في هذه الأيام التي يفوح منها عبق الانتصار في مخيم جنين.
بعد ذلك رحب حايك بالحضور، وحيّا استمرارية هذه الحملة الأهلية الجامعة لقوى لبنانية وفلسطينية مقاومة للمشروع الصهيوني على مدى تجاوز العشرين عاماً والتي لم تنحصر تداعياتها في لبنان بل في الوطن العربي كله حيث نجد أصداء لها في كلّ قطر عربي وعلى مستوى الامة .
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ناموس المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي الذي وجه التحية إلى الإمام السيد موسى الصدر الذي أعطى التوجيهات لمستشاره الأستاذ عبد الهادي محفوظ (رئيس المجلس الوطني للإعلام حالياً) لقراءة كتاب «نشوء الأمم» الذي وضعه مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد أنطون سعاده. وكان ذلك التوجيه بهدف الاستفادة مما جاء في الكتاب لحلّ إشكال حاصل في محافظة البقاع.
وتابع مهدي: لقد أثبتت الأيام استشراف وراهنية سعاده الذي حيكت ضدّه مؤامرة كبيرة للتخلص منه ومن حزبه الذي شكل الخطة النظامية المعاكسة للمشروع اليهودي وحركته السياسية المسماة الحركة الصهيونية.
وحيّا مهدي شهادة الأديب غسان كنفاني الذي استشهد أيضاً في الثامن تموز. كما حيّا الدماء الزكية التي بذلها شهداء العملية الاستشهادية البطولية التي نفذها مقاومون من الحزب السوري القومي الإجتماعي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضدّ مغتصبة نهاريا – شمال فلسطين المحتلة بتاريخ 11/7/1986.
وبعد الاجتماع صدر بيان رأت فيه «الحملة الأهليّة «أنّ الذكرى السابعة عشرة لانتصار المقاومة في تموز – آب 2006 على العدوان الصهيوني في ظروف تؤكّد أهمية تلك الملحمة التي شهدها لبنان واستطاع بفضل شعبه وجيشه ومقاومته أن يرسم مساراً انحداريّاً للعدو الصهيوني، وأن يرسم معادلة جديدة في الصراع ما زال أبطالنا في فلسطين يشكلّون ملامحها حتى النصر الكامل».
وتوقف المجتمعون امام الذكرى الرابعين والسبعين لاستشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي المفكر النهضوي الكبير الشهيد أنطون سعادة الذي قال بن غوريون يوم إعدامه :” الآن نستطيع ان نعقد سلاماً دائماً مع سورية بعد اعدام سعادة .”
كما توقف المجتمعون أمام «الدلالات الهامة التي حملها إطلاق صاروخين من جنين على مستعمرة صهيونيّة بجوار جنين، وذلك بأنّ المقاومة نجحت في إقامة غلاف جنين على غرار غلاف غزّة، ربّما بدأ يهدّد أمن الكيان الغاصب ومستعمريه في الضفة الفلسطينيّة أيضاً وهو ما يجعل الشعب الفلسطيني أقرب إلى هزيمة المحتلّ».
كما توقّفوا أمام «تزايد اقتحامات قطعان المستعمرين للمسجد الأقصى التي يُتوقّع أن تصل إلى ذروتها في 27 تموز الجاري، فيما يسميه الصهاينة بيوم خراب الهيكل، وهو ما يستدعي حشداً شعبيّاً فلسطينيّاً ضخماً في المسجد الأقصى لمنع الاقتحام المُنتظر كما يتطلب تحركاً شعبيّاً ورسميّاً، عربيّاً وإسلاميّاً وعالميّاً، لمنع هذا الاقتحام».
ودانوا «قرار إبعاد الشيخ الدكتور ناجح بكيرات نائب رئيس الأوقاف الإسلاميّة الأردنيّة في الأقصى ورئيس أكاديميّة الأقصى للعلوم والتراث عن القدس، في محاولة لإبعاد كلّ القيادات والرموز المقدسيّة عنها تمهيداً للسيطرة الكاملة على القدس ومقدّساتها»، داعين إلى «أوسع حملة تضامن مع بكيرات المعتصم في منزله لإلغاء قرار الإبعاد غير القانوني وغير الشرعي والمُخالف للقانون الدولي ولميثاق حقوق الإنسان».
وأبدوا ارتياحهم «لانعقاد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينيّة في القاهرة في 30 الجاري»، ورأوا فيه «خطوة إيجابيّة من أجل نقل الوحدة الميدانيّة التي تجلّت في الشارع الفلسطيني بخطوات وحدويّة على الصعد السياسيّة والتنظيميّة».
وحّيوا «مبادرة الرئيس الجزائري الدكتور عبد المجيد تبون بالإرسال الفوري لـ30 مليون دولار للمساعدة إعمار مدينة جنين ومخيّمها من الأضرار الناجمة عن العدوان الصهيوني الأخير».
وحيّوا «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» في ذكرى انطلاقتها.
وبعد الاجتماع، توجّه وفد من الحملة إلى سفارة الجزائر لنقل تحيّة الحملة للمبادرة الجزائريّة بالتبرّع لإعادة اعمار جنين، كما لاستضافتها دورة الألعاب الرياضيّة العربيّة في الجزائر بعد سنوات من الانقطاع. واعتبرت الحملة أنّ هاتين المبادرتين «تؤكّدان حرص الجزائر، شعباً وقيادةً ورئيساً، على دورها المتجدّد في دعم الشعب الفلسطيني ولمّ شمل العرب».
ولفتت إلى أنّ «القائم بأعمال السفارة عبد الملك اورمظان وأركان السفارة استقبلوا الوفد الذي يمثل قوى وطنيّة لبنانيّة وفصائل فلسطينيّة وشكره على زيارته وموقفه، مؤكّداً أنّ الجزائر لن تتخلّى عن دورها المعروف منذ الاستقلال بنصرة كلّ قضيّة عادلة وفي مقدّمها قضية فلسطين».