تموز حصاد خالد وسناء… مواكب نار ونور
} عبير حمدان
لنا في تموز نزف تعمّد بالنصر وحكايا نضرة طرية العود قاربت سنّ الرشد، لنا نبض الأرض التي تزهر من رحم القهر وترسم وجوه مَن غابوا على إيقاع رقصة السنابل…
لنا في تموز ملاحم مجد طوّعت التاريخ على قياس الصمود وشعب لم يثنه هول الدمار ولم تنل منه المنايا، وكأنه يكتب قدره على وجه الشمس، ففي الموت وقوفاً حياة وهوية وانتماء.
لنا في تموز وجوه ورموز تحوّل الدموع الى الماس حرّ والحروف إلى بلاغة تتعدّى إطار التعبير الانشائي، وجوه أكبر من القواعد اللغوية والنصوص العادية.
تموز لم ولن يكون يوماً خبراً عابراً إنما هو واقع ترسخ في الوجدان القومي بأنّ على هذه الأرض ما يستحق البقاء وبأنّ أرضنا خيرٌ من ألف جنة. هذه الأرض التي حوّلت أفنان أشجارها إلى رماح وجعلت من حصاها رصاصاً وكبر أطفالها قبل أوانهم..
لنا في تموز مزيج من غضب وحزن وصبر وليالٍ حفرت عميقاً في الذاكرة عن بيوت كانت تضجّ بالأهازيج التي أراد المحتل إطفاء وهجها، عن حقول تبغ وزيتون، عن بيادر قمحٍ وتلال ورجال مرابضين يعبرون إلى المدى الأبعد وينتصرون..
لنا في تموز حصاد خالد وسناء ومواكب نور ونار تدك الإسمنت المسلح وتلغي الخطوط الزرقاء.