تشييع مهيب للعلاّمة النابلسي في صيدا… وبيانات نعيّ كثيفة لفقيد العلم والمقاومة وفلسطين
شيّعت مدينة صيدا وأهالي القرى الجنوبيّة وكيل المرجع الديني الراحل الشهيد السيّد محمد باقر الصدر ورفيق الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر، العلاّمة الشيخ عفيف النابلسي الذي وافته المنيّة صباح أمس، بعد صراع طويل مع المرض وبعد عمر قضاه في العلم والجهاد ودعم حركات المقاومة.
شارك في مراسم التشييع المهيب، سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان مُجتبى أماني، ممثّل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفيّ الدين، رئيس الهيئة الشرعيّة في الحزب الشيخ محمد يزبك ووزراء ونوّاب حاليّون وسابقون وممثّل حركة أمل عضو قيادة إقليم الجنوب علي دياب وشخصيّات سياسيّة وحزبيّة وإعلاميّة واجتماعيّة وثقافيّة.
انطلق الموكب سيراً على الأقدام من أمام مسجد الشهداء في ساحة الشهداء باتجاه مجمع السيّدة الزهراء في صيدا تتقدّمه فرقة موسيقيّة عزفت لحن الشهادة وفرق كشفيّة وحملة الأعلام والرايات، ثم أقيم أمام مجمع الزهراء عهد القسم والولاء بالسير على خط الشهداء قبل أن يوارى الفقيد في ثرى المجمع.
وكانت عائلة الفقيد أصدرت بياناً حدّدت فيه موعد تقبّل التعازي للرجال والنساء اليوم السبت وغداً الأحد في مجمع السيّدة الزهراء من العاشرة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، ومن الرابعة حتى السابعة والنصف مساءً.
وتلقّت عائلة الراحل اتصال تعزية من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري.
ونعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى الشيخ النابلسي وقال في بيان «في ذمّة الحقّ ثمانون عاماً من الإيمان والجهاد، كانت بمآثرها أغماراً من أعمار، وسنابل من قمح الخير وشتولاً من تبغ الصمود».
أضاف «قرى عامل والجنوب وكلّ لبنان لا تزال تشهد لمنائر الهداية التي أضاءها الفقيد الشيخ عفيف النابلسي على منابر سنيه، ولمواقف البطولة التي اتخذها في مواجهة الحرمان والعدوان، وبثّ بها في القلوب إيماناً وفي العزائم عنفواناً، حتى كان النصر الذي هو فيه شريك».
بدوره، نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان، النابلسي الذي قضى معظم عمره «في التدريس ونشر القيم الدينيّة وكان من العلماء الملتزمين قضايا الوطن والأمّة ونصرة المقاومة ودعم القضيّة الفلسطينيّة».
كما نعى حزب الله في بيان، النابلسي، مشيراً إلى أنّه «من مؤسّسي العمل الإسلامي في لبنان ومن العلماء النخبة الذين عملوا في سبيل التبليغ والهداية، باذلًا لأجل ذلك علومه وعمره وكل ما أعطاه الله في هذه الدنيا من طاقة أو قدرة» وقال «لقد واكب الراحل الكبير وشارك في انطلاقة المقاومة الإسلاميّة بعد الاحتلال الإسرائيلي وكان صاحب المواقف الجريئة والشجاعة بوجه الاحتلال والداعي إلى وجوب مقاومته وتحمّل في هذا السبيل أعباءً كبيرة وبقي طوال عمره إلى جانب المقاومة والمقاومين، وهو العالم الذي أسّس حوزة علمية في مجمع السيدة الزهراء الذي بناه وأشرف عليه من موقعه العلمي المميّز كما عمل على تصنيف عدد كبير من المؤلّفات في مجالات فقهيّة وعلميّة عدّة».
وإذ اعتبر الحزب «فقدانه خسارة كبيرة لأهل العلم والمقاومة التي أحبّها وآمن بها طوال عمره»، تقدّم «من عائلته الكريمة وأبنائه الأعزّاء وطلابّه وسائر العلماء والحوزات بأسمى آيات العزاء».
كذلك نعى مجلس بلديّة صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي في بيان، الشيخ النابلسي، لافتاً إلى أنّه «نسج خلال سنوات حياته علاقات طيبة مع فاعليّات المدينة وأبنائها وأهلها، ولا سيّما في فترات حرجة وحسّاسة من مفاصل تاريخيّة مرت فيها صيدا بأوقات صعبة ودقيقة. كان دائماً ينادي للوحدة الإسلاميّة والوطنيّة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي والتصدّي له يداً واحدة وبكلّ الإمكانات»، مضيفاً أنّ الراحل «أمضى حياته منصرفاً للعلم الديني والشرعي والدعوة الإسلاميّة، وطبع بصمات محبّة لا تُنسى في قلوب الصيداويين وقلوب كلّ من عرفه أو تعرّف عليه عن كثب».
وتقدّم المجلس من عائلة النابلسي ومن محبّيه ومريديه بأحرّ التعازي بوفاته.
بدوره، تقدّم مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، في بيان، من الزميل نائب النقيب بهاء النابلسي بأحرّ التعازي والمواساة لوفاة والده الشيخ النابلسي «هذه القامة العلميّة المتميّزة المشهود لها في مواقفها الوطنيّة الصلبة والشجاعة ولا سيّما في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان له الدور المؤثّر في قيادة الحراك الشعبي ضدّ الغزاة عقب الاجتياح عام 1982 ومن جهة ثانية تميّز رئيس هيئة علماء جبل عامل في دعواته الدائمة إلى ضرورة تعزيز الشراكة الوطنيّة والعيش الواحد بين جميع اللبنانيين».
ولفت «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان إلى أنّ الشيخ الراحل «كان من الداعين والمدافعين عن المقاومة الإسلاميّة في لبنان وفلسطين وجزءاً أساسياًّ من محورها، ورأينا وعاينا حبّه الكبير وعشقه للجهاد في سبيل الله، وكان يُعبّئ الشباب المؤمن للاستعداد للمعركة الفاصلة مع العدو الصهيوني التي ستنتهي بزواله».
كما نعى الفقيد العديد من الشخصيّات والأحزاب السياسيّة.