اللقاء السوري العراقي نقطة تحوّل
– اللقاء الذي جمع في دمشق الرئيس الدكتور بشار الأسد ورئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يأتي في ظروف تمنحه الأسباب الكافية لجعله نقطة تحوّل. فكلام الرئيسين الأسد وسوداني عن ملف مياه الفرات المحجوزة بقرار تركيّ كأولوية للبلدين ينقل العلاقات المأزومة بين سورية وتركيا والعراق وتركيا، إلى مرحلة جديدة عنوانها سوف يكون توحيد الملفات السورية والعراقية، سواء باتجاه التفاوض أو باتجاه المواجهة.
– مواجهة الإرهاب أولوية موازية، وكانت حاضرة بقوة، خصوصاً أن البلدين عادا الى مواجهة مخاطر استنهاض الجماعات الإرهابية، التي تظهرها الوقائع اليومية في البلدين، خصوصاً في منطقة الحدود السورية العراقية، حيث التداخل مع انتشار القوات الأميركية، والحاجة الماسة للبلدين لإمساك ملف الحدود، سواء للضرورات الاقتصادية أو الأمنية، رغم تفاوت توصيف القوات الأميركية فيهما، وهذا يعني أن تعاملاً موحداً مع ملف الحدود والانتشار المشترك لقوات البلدين على طرفي الحدود وتنسيق التشارك بينهما إلى أعلى المستويات لضمان أمن التنقل عبرها وأمن السيطرة على طرفيها.
– التكامل الاقتصادي ملف أولوية أخرى أيضاً. وهذه فرصة لبنان ليكون ثالثهما، خصوصاً مع تداول مشاريع مثل إعادة تشغيل خط نفط كركوك إلى بانياس والذي يصل طرابلس، والحدث عن خط سكك حديدية تربط البلدين، بينها خط بغداد دمشق الذي ينتهي في بيروت، وأي نظرة اقتصادية الى هذين المشروعين، تقول إن خط النفط يؤمن للعراق أكثر من منفذ نفطي ومصافي تكرير على البحر المتوسط، مقابل معاناته للتصدير عبر تركيا، وأكثر من مرفأ تجاري على المتوسط، ما يعني وفراً هائلاً في الكلفة والوقت على التجارة العراقية من أوروبا التي تسلك البحر الأحمر وبحر عمان وصولاً الى مضيق هرمز وتستهلك مالاً ووقتاً، بينما يختصرها كل من مرافئ بيروت وطرابلس وبيروت، فيما تسهل سكك الحديد تنقل التجارة البينية والأفراد بسهولة تنعش اقتصادات الدول الثلاث، فيما يفتح خط النفط والمصافي فرصة تأمين حاجات لبنان وسورية من المشتقات النفطية وتشغيل معامل الكهرباء فيهما من عائدات حصصهما عن نقل النفط العراقي وتكريره.
– يمنح التلاقي العراق وسورية الأمل لمفهوم التعاون العربي ويقدم نموذجاً عن حجم الفوائد الضخمة التي يمكن لكل من أطراف هذا التعاون تحقيقها.
التعليق السياسي