وفد من قيادة «القومي» عزّى بإسم حردان بوفاة العلامة النابلسي وعائلته شكرت المُعزّين: كان الحبّ عتاده الأول ولغتُه الجميلة
فيما تقبّلت عائلة العلاّمة الشيخ عفيف النابلسي التعازي بوفاته في مجمع «السيّدة الزهراء» بصيدا، بعَث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى السيّد علي الخامنئي رسالةً عبَّر له فيها عن الشكر والامتنان لمواساته وتعزيته برحيل النابلسي و»لتفقّده الأبوي والعطوف».
وأبلغ السيّد نصرالله السيّد الخامنئي شكر ومحبة عائلة الفقيد وجميع محبّيه ومريديه.
وكان السيّد نصرالله قد تلقّى رسالة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قدَّم فيها التعازي بوفاة النابلسي.
بدوره، قدّم وزير الخارجيّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التعازي بالنابلسي لافتاً إلى أنّ الراحل الكبير “نذر عمره المبارك لتبلیغ الدین الإسلامي الحنیف (…) كذلك فإنّ مواقفه الشجاعة في دعم المقاومة في لبنان وفلسطین ضدّ الكیان الصهیوني شكّلت ظهیراً قویّاً لمجاهدي المقاومة في لبنان وفلسطین”.
واستقبلت عائلة النابلسي في مجمع “السيّدة الزهراء” في مدينة صيدا وفوداً سياسيّة ورسميّة وروحيّة وسفراء عرب وأجانب وشخصيّات وزاريّة ونيابيّة وحزبيّة ورؤساء أحزاب وفصائل فلسطينيّة ووفوداً إعلاميّة واجتماعيّة وثقافيّة وطبيّة وبلديّة واختياريّة وشعبيّة، معزيةً بالعلاّمة النابلسي.
وقدّم وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي التعازي بالراحل الكبير، وضمّ الوفد نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد الداخلية رامي قمر، عميد الإعلام معن حمية، عميد القضاء ريشار رياشي، عميد العلاقات العامة د. فادي داغر، عضو المجلس الأعلى د. جورج جريج، وكيلة عميد الاقتصاد إنعام خرّوبي، منفذ عام صيدا الزهراني محمد غدار ناموس المنفذية علي عسيران وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية في المنفذية.
ونقل الوفد إلى أبناء الفقيد تعازي رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.
وفي وقت لاحق حضر معزياً أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح، رئيس تحرير “البناء” النائب السابق ناصر قنديل ومدير التحرير المسؤول رمزي عبد الخالق.
كما اتصل معزّياً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من القيادات العراقيّة وشخصيّات عربيّة وأجنبيّة وإسلاميّة من لبنان والخارج.
وخلال تقبُّل التعازي ألقيت كلمات أشادت ونوّهت بعطاءات وإنجازات العلاّمة الراحل على الصعيد العلمي والفقهي والفكري والجهادي حيث كان داعماً ومسانداً أساسيّاً للمقاومة وللوحدة الإسلاميّة والوطنيّة.
وفي ختام التعازي توجّه نجل الراحل الشيخ الدكتور صادق النابلسي بكلمة شكر للمعزّين قال فيها “لا تستطيع أيّ كلمات أن تُخرِج ما في قلوبنا من حبّ أنتم جديرون به، ومن تقدير أنتم تستحقون، فقد كان الحبّ عتاده الأول ولغتُه الجميلة، ولا نشعر نحن إلاّ بانتمائنا له في هذه الحقيقة هذه التظاهرة الإنسانيّة من المحبّين التي تواجهنا بلحمها وروحها، قافزةً فوق كلّ الحواجز اللاإنسانية، أدركت بحواسها قلوب عائلتنا ونزلت على كبيرنا وصغيرنا كشلالات الضوء، وأسندت رؤوسنا على صدوركم الواسعة. ومنحتنا فرصة النظر إلى أعزّاء هم أحسنُهم وجهاً وأسخاهم نفساً وأعذبُهم لساناً واسمحُهم كفّاً”.
أضاف “عند الفقد تشعر أنّ الحبّ الذي فيك أكبرُ من أيّ قوة أخرى وأنك مسؤول عن بثّه لأوفى الناس وأصدق الناس وأطيب الناس. وها نحن نفتح قلوبنا على اتساعها ونضيء فيها قناديل الحبّ ونلهج بعبائر الشكر ولا نملّ من تكرارها”.
وتابع “عائلة المقدّس سماحة آية الله الشيخ عفيف النابلسي فرداً فرداً وباسم أخي الكبير الحاج محمد عفيف نتقدّم جميعاً من كلّ من حضر معزياًّ ومواسياً بهذا المُصاب الأليم والفقد الجلل، بفيض المحبة والتقدير والاحترام وأصدق مشاعر الشكر والعرفان”. وشكر أيضاً المتصلين ومرسلي برقيّات التعزية.
كما تقدّم بالشكر من الأمين العام لحزب الله السيّد نصرالله قائلاً “سيّدي أيّها الأمين العام، لقد وضعني إخوتي أمام المستحيل عندما طلبوا مني شكرك. وهل مثلي يستطيع شكر مثلك. هذه قيود لا يُطيقها شخص بوضع طبيعي فكيف في ظروف الفقد هذه. أعذرني يا سيّدي وأنت أهل العذر .لو أتمكّن أن أحرق قلبي وأجعله حبراً في شكرك لفعلت. لا أقول لك شكراً واحدة بل شكراً أبداً دائماً لا ينقطع ولا يزول. عندما أُمسك قلماً لأكتب كلمة شكر أكون أخطّ جرحاً على الروح وأكون قد صنعت لنفسي عاصفةً من الحبّ. سيّدي لن نجد حلاًّ في شكر أمثالك، لا تسمح اللغة إلاّ بالقليل الذي لا يفي ولكن القليل يُشبهنا وحدنا أمّا أنت فلا ينالك بشكره إلاّ من عرف باب عليائك”.
وتابع “لقد واكبت الوالد في كلّ مراحل مرضه تسأل وتتفقّد ولم توفّر كأخ وحبيب ولكنه أخيراً خرجت الروح مثل فراشة بنفسجيّة”.
وأشار النابلسي إلى أنّ حفلاً تأبينياً للراحل الكبير سيُقام في موعد سيُحدَّد في حينه وسيتحدّث فيه السيّد نصر الله.