دبوس
الغجر…
لن تترك، هكذا تحدث الوعد الصادق، وإلّا فسنصليكم في الغجر سقر، في مملكة النفس، هنالك داءٌ يقال له، ما قبل الجنون، Hypomania، عادةً ما يصيب أولئك الذين تنصّبوا في مراتب عسكرية عالية، فتعوّدوا على النهي والأمر والطاعة، لا يُردّ لهم طلب، ولا تجادل لهم زاجرة او ناهية، ولكنهم حينما يتقاعدون، وينحّى الواحد منهم جانباً عن سدّة الإملاء والاسداء، تنتابه حالة من شبه الجنون، والصراع داخل نطاق الذات، ينتهي في بعض الحالات بالانتحار…
الكيان البائد تعوّد في سنين النشأة المارقة الأولى على مجرد التلويح باستخدام القوة، ليتسابق المتسابقون لتلبية المطلوب تجنباً للعقاب، وتحاشياً للمساءلة، ولكنه، ومنذ ان تدفق علينا نهج الوعد الصادق، نهج الشهادة او الانتصار، نهج الخميني والخامنئي ونصر الله والأسد وسليماني ومغنية والمهندس وعياش والشقاقي وياسين، والكثير الكثير من الخلّص الصادقين الحاملين للأرواح على الأكفّ، والباذلين بطيب خاطر النفس والنفيس في سبيل الحق والخير والعدالة، والكيان يراوح بين الانكفاء خائباً حسيراً بلا مقدرة على الفعل، وبين حالة ردعٍ صفرية جعلت منه ظاهرةً صوتية نبّاحة تثير الشفقة، أكثر مما تثير الضحك، وبين كنز استراتيجي، وأداة ضاربة في يد الاوليغارشية الغربية المجرمة، الى عبء استراتيجي يستدعي كلّ أنواع الامداد والإعانة والعون، غليان في الداخل، وتآكل، وتباشير حرب داخلية، وصراخ وعويل وتبادل للتهم، ومناكفات بلا حدود، وفوق كلّ ذلك تطرّف يشي بنهاية العاقبة…
وكما قال سيد المقاومة، لربما نجد أنفسنا من دون حاجة الى حرب مع هذا الكيان المفتعل، لربما نشهد تساقطه واندثاره من دون رصاصة واحدة، دعونا نراقب ونستقرئ ونرى…
سميح التايه