آخر الكلام
«وهل ينطق
من في فيه ماءُ»؟
يكتبها الياس عشّي
عندما أستعرض الأزماتِ اللامحدودةَ التي تتعرّض لها سورية، بدءاً بشحّ المياه، مروراً بأزمة الرغيف والكهرباء والطاقة، والغلاء، وارتفاع نسبة الفقر، وتدهور سعر الصرف، وتدني الدخل، واحتلال الأجنبي لأراضينا، والاعتداءات المتكررة على سمائنا؛
وعندما أستعرض يوميّاً البيانات الفضفاضة الصادرة عن « الأصدقاء» و«الحلفاء»، وكلها «تؤكد» الوقوف إلى جانب سورية، وكلها تستنكر، وتطالب، وتتعهّد!
عندما أرى كلّ ذلك، وأرى حتى المياه لا تصل إلى أهل الحسكة، أصل إلى قناعة أنّ أعداء سورية وأصدقاءها يتساوون في التآمر على الشعب السوري، وكلّ بأسلوبه.
أكتب ذلك وأنا مقتنع أنّ الشعب السوري يرى كما أرى، ولكن في فمه ماء «وهل ينطق من في فيه ماء»؟
للتذكير فقط لما كتبته قبل أربع سنوات:
سورية كانت طريق الحرير،
سورية كانت خابية من الزيت، وحقولاً من القطن، وأخرى من سنابل القمح،
سورية أطعمت العالم،
والسوريون ليس لديهم وقود، وحقولهم مسروقة، وجيرانهم وأصدقاؤهم يسبحون في آبار من النفط،
لن ننسى… بئس ما يفعلون!