الاستحقاق الرئاسي لغز غير قابل للتفكيك!
} عمر عبد القادر غندور*
لم يعد شيء أكثر مضيعة للوقت من اجترار الحديث عن الاستحقاق الرئاسي الذي يحتكر كلّ الشاشات ومحطات الإذاعة ووسائل الإعلام، وبات أشبه بالانتحار البطيء على مرأى ومسمع الناس المفجوعين بضيوف الشاشات وخاصة تلك المستفزة والداعية الى التقاتل وكما حدث في مطلع الأسبوع الماضي!
وبات ضرورياً ان يفهم الناس انّ الاستحقاق الرئاسي في لبنان مادة مقفلة لا يقدر عليها الأفراد ولا الجماعات حتى ولا الدول، وخاصة الدول الخمس التي اجتمعت على وقع صخب وضجيج وتكهّنات وانتهت الى غموض وبيان غير قابل للصرف، لا بل زادت من حدة الانقسام الذي يفتك بالأطراف المعنية كافة، في وقت يفتقر فيه الشعب الى أبسط المساعدات، بينما يتقاطر ضيوف الشاشات ولا يقولون شيئاً!
وفي عتمة هذا الواقع يطلّ علينا أمير البيان الإمام علي بن أبي طالب بحكمة أطلقها قبل 1400 سنة حيث قال: انّ الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منهما، انّ أوقاتك أجزاء من عمرك فلا تأخذ إلا ما ينجيك…
قد تكون أزمتنا الحالية من أدهى وأصعب وأخطر الأزمات التي عرفها لبنان بسبب نظامنا الطائفي بالأمس واليوم، ومع ذلك يعتقد البعض لا بل الكثير انّ لبنان حاجة للمنطقة، وهو اعتقاد سخيف لا يرقى الى الحدّ الأدنى من الفهم. ومنذ بداية الانهيار الاقتصادي في لبنان تتوالى المصائب علينا تزامناً مع مئات التصريحات والمواقف الدولية المتباكية على حالنا وأحوالنا، ولم يعطِنا أحد على سبيل المثال 300 مليون دولار في السنة الماضية لتشغيل معامل الكهرباء التي هي عصب الحركة الاقتصادية، ولا قاسم مشتركاً بين اللبنانيين في الداخل والخارج، ابتداء من اتفاق القائمقاميتين الى المتصرفية، الى لبنان الكبير، الى ما نحن فيه من ضياع ولا نتفق على عقد مؤتمر حوار !
مشكلة بعض اللبنانيين ان يتوهّموا أنهم خارج الجغرافيا التي تحتضن لبنان في الطرف الغربي الشاطئ المتوسطي وينادون بالفيدرالية واللامركزية وصولاً الى التقسيم!
بينما الفريق الأكبر من اللبنانيين يعتبرون لبنان دولة مستقلة لا تهمّش ايّ فئة من اللبنانيين ويتقاسمون السلطة مع اخوانهم المسيحيين والتمسك باتفاق الطائف. ويدعون الى حوار للوصول بالاستحقاق الرئاسي الى شاطئ الأمان بالإضافة الى تذليل جميع المواضيع الخلافية على قاعدة 6 و 6 مكرّر .
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي