نصر الله: الوعي العربي تبدّل بعد العام 2000 والعدو يعيش أسوأ أيامه على طريق الانهيار
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ المعركة على الوعي والفهم والقناعات قائمة منذ بدء الخليقة، مشيراً إلى أنّ هذا النوع من المعارك كان قائماً على شعوب المنطقة بزعم أنّ الجيش «الاسرائيلي» لا يُهزم خصوصاً بعدما هُزمت الجيوش العربية، وتُرجم الأمر بأنه أمر واقع، وأنّ استعادة الأراضي المحتلة عام 1948 أمر مستحيل، ويجب الحديث عن أراضي عام 1967.
ولفت السيد نصر الله في الكلمة التي ألقاها مساء أمس الاثنين ي الليلة السابعة من ليالي عاشوراء التي يقيمها حزب الله في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنه عندما «ينكوي» الوعي تتكوّن قناعة جديدة يترتب عليها سلوك جديد.
وأوضح أنه في العام 1982 عندما اجتاح العدو «الإسرائيلي» لبنان ودخل بيروت كان هناك جيل لبناني كانت قناعاته واعتقاداته بأنّ هذا الجيش يمكن أن يُهزم.
وقال سماحته: «قناعتنا تُرجمت بمقاومة ميدانية ألحقت الهزيمة بالعدو عام 1985 واستمرت إلى الهزيمة الكبرى في العام 2000، وتحوّل هذا الجيش في أعين العالم العربي إلى جيش يقهر».
أضاف: «بالتوكل على الله والمقاومة والثبات وتحمّل السجون والمعتقلات استطاعت مقاومة في لبنان من هزيمة العدو وغيّرت وعي وقناعة العديد من الشعوب». مشيراً إلى أنه بعد العام 2000 تبدّل الوعي في عالمنا العربي وفي كيان الاحتلال، فبدأ المستوطنون يعيشون أزمات متتالية وصولاً إلى ما يشهدونه اليوم على طريق الانهيار، مؤكداً أنّ العدو في هذه الأيام يعيش أسوء أيامه».
وشدّد السيد نصرالله على أنّ الحرب الفكرية والإعلامية هي أشدّ وأخطر من الحروب الأخرى العسكرية والاقتصادية، لأنها تستهدف عقل الإنسان ووعيه وقناعاته وكلّ ما يشكل سلوكه وموقفه. مشيراً إلى أنّ «أدوات هذه المعركة مختلفة منها الإعلام والانترنت والكتب والجامعات والأطروحات وغيرها، ونحن نخوض المعركة بكلّ ساحاتها وهذه إحدى الساحات».
وقال: «لطالما عمل أهل الباطل على عدم السماح لأهل الحق بإيصال صوتهم ومنطقهم إلى الآخرين، وكمثال هناك آلاف الفضائيات الموجودة، ولكن هناك قنوات معيّنة محجوبة كقناة المنار، وتُشطب مواقع الكترونية، حتى على وسائل التواصل هناك كلمات محظور استخدامها».
أضاف: «إنّ أهل الباطل يعملون على إخفاء الحقائق عن الناس وحجبها وتغييرها، فيصبح المقاوم إرهابياً، ويصبح كيان العدو كياناً ديموقراطياً يرعى حقوق الإنسان في فلسطين»، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي أكثر دولة في العالم خلال الـ200 عام شنَّت حروباً وارتكبت مجازر، وهي أكبر مجرمة في العصر الحالي، وهي تزعم أنها راعية للسلام ومطالبة بحقوق الإنسان.
وأعطى السيد نصر الله مثلاً على قلب الحقائق وبث الشائعات والاتهامات، التقارير الإخبارية التي تمّ ترويجها عن الاتهامات لحزب الله بما هو كذب، في ما يتعلق بانفجار المرفأ»، وقال: «بينما كانت الناس تلملم أشلاء الشهداء، بدأوا اتهام سلاح المقاومة الذي جلب العزة والكرامة للبنان، بأنه هو من فجّر مرفأ بيروت».
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ الوعود التي أطلقتها الولايات المتحدة للفلسطينيين في اتفاق أوسلو هي مثال آخر على الوعود الأميركية والإسرائيلية المخادعة والكاذبة.
وقال: في لبنان حاولوا خداع الناس بأنّ مشكلتكم هي مع المقاومة، وأنه إذا تخلوا عنها سوف تتحسّن أحوالكم، ويزدهر اقتصادكم، «ولو تخلوا عن المقاومة لخسرنا كلّ شيء.. لكن الناس لم يتخلوا عن المقاومة رغم المصائب الاقتصادية والمعيشية منذ 2019، وبقيت بيئة المقاومة ثابتة وصلبة… انظروا اليوم إلى عاشوراء في كافة المناطق ووجود المضائف التي لا يموّلها حزب الله بل الناس وذلك نتيجة الإيمان.
ونبّه السيد نصر الله إلى أنّ «عقول شباننا وشاباتنا وأهلنا مستهدفة وكلنا لدينا مسؤولية بأن نكون على بيّنة من أمرنا ولدينا قناعات مبنية على أسس ولدينا منطق ودليل ولذلك طوال 40 عاماً لم يستطيعوا المساس بنا».
وختم السيد نصرالله قائلاً: التزامنا بمقاومتنا وديننا مرة يكون تقليداً ورثناه عن آبائنا، ومرة يكون حماساً وانفعالاً، ومرة نتيجة إيمان واعتقاد يثبت بداخلنا وخصوصاً في محرّم، وعلينا تقوية هذا الإيمان».