بشّور: لجبهة عالميّة لمُناهضة الهيمنة الإمبرياليّة والصهيونيّة
انعقد في دار “الندوة” لقاء في الذكرى 71 لثورة 23 يوليو، بدعوة مشتركة من “الدار” و”المنتدى القومي العربي” حول “حديث الوحدة”، الذي يلقيه سنويّاً الرئيس المؤسّس للمنتدى وأحد مؤسّسي “دار الندوة” معن بشّور في حضور شخصيّات سياسيّة وديبلوماسيّة وحزبيّة واجتماعيّة وعدد كبير من الشباب.
استهلّ رئيس مجلس إدارة “دار الندوة” اللقاء النائب السابق بشارة مرهج، بكلمة، أكّد فيها “أنّ هذه الدار لن تتخلّى عن دورها الوطني والقومي مهما تألّب عليها الأعداء ومهما تعرّض لها المغرضون، ويكفي هذه الدار أنّها منذ نشأتها التزمت بوحدة لبنان ونظامه الديمقراطي كما التزمت بالعروبة التقدميّة وفلسطين الثائرة ولن تتخلّى عن هذا الدور، مهما اشتدّ عليها الحصار ومهما تلقّت من ضربات”.
ثمّ قدّم عضو مجلس أمناء “المنتدى القومي العربي” الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، بشّور، وقال “نحن أمام ظاهرة وطنيّة وقوميّة عنوانها المفكر والقائد معن بشّور، ظاهرة قلّ مثيلها في العالم العربي والعالم”.
بعدها تحدث بشور مختاراً لهذا العام عنوان “حال الأمّة من الألم إلى الأمل ” مشيراً إلى أنّ “أمّتنا تعيش جدلاً متعدد الأوجه وهو جدل الألم والأمل جدل دائم، بل صراع دائم، يُمكن أن نراه جدل الألم والأمل، جدل الظلام والنور، جدل الاحتلال والمقاومة، جدل الظلم والعدوان، جدل التحرّر والهيمنة، جدل الحريّة والاستبداد، جدل التقدّم والتخلّف”.
ورأى أنّ “هذه المواجهات التي رسمت معادلة جديدة في الصراع، لا يُمكن قراءتها من دون قراءة ما يحصل من ارتجاجات داخل المجتمع الصهيوني نفسه من صراع متصاعد له طبيعة إثنيّة وعرقيّة وطائفيّة يُهدّد وجود الكيان نفسه حسب القادة والمحللين الصهاينة أنفسهم”، لافتاً إلى “المناعة التي يكتسبها لبنان المقاوم بوجه العدوان الصهيوني، حيث بات العدو يحسب ألف حساب للردّ اللبناني على أيّ مغامرة يقوم بها”.
وتطرّق إلى “صمود سورية، شعباً وجيشاً وقيادةً، أمام واحدة من أشرس الحروب الكونيّة وأطولها والتي بدأت خفاياها تتكشّف من خلال تصريحات ومذكرات وضغوط متنوّعة تسعى للحيلولة دون استعادة سورية أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها، والأهمّ من استعادة دورها المتميّز داخل أمّتها وإقليمها في مقاومة الاحتلال وكلّ المشاريع الاستعماريّة والمماثلة”.
وأكّد “ضرورة الإسراع في إيجاد حلّ للمحنة اليمنيّة يقوم على الحوار والمشاركة والحفاظ على وحدة اليمن وسيادته”.
وعرض بشور للانفراجات العربيّة والإقليميّة التي تعيشها المنطقة وأبرزها الاتفاق السعودي الإيراني، برعاية صينيّة والانفتاح الرسمي العربي على سورية، لافتاً إلى “ارتباك مسيرة التطبيع”.
ورأى بداية “ولادة نظام دولي جديد متعدّد الأقطاب كبديل لنظام الأحاديّة القطبيّة الذي فرضت من خلاله واشنطن وحلفاؤها الأطلسيين نفسها على العالم كلّه”، مشيراً إلى “أنّ ما تشهده أمّتنا والإقليم من تنامي ظاهرتين بالغتيّ الأهميّة، هما ظاهرة وحدة ساحات المقاومة داخل فلسطين وأكناف فلسطين، ما يؤكّد معادلة طالما سعى الوحدويون في أمّتنا إلى العمل لتحقيقها وهي أنّ فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين”، وقال “رغم مشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة والحروب ذات الطابع العرقي والطائفي والمذهبي التي تمهد لها، فإنّ وعياً على مستوى الأمّة بدأ يتكوّن بأن لا قدرة لأيّ قطر عربي كبيراً كان أم صغيراً، غنيّاً كان أم فقيراً، أن يواجه التحديات الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة من دون وحدة عربية”.
وأكّد أنّ “الطريق أمامنا مفتوح لتحقيق مشروع النهوض العربي الذي أعلنه مركز دراسات الوحدة العربيّة ورئيسه الراحل الدكتور خير الدين حسيب في 22 شباط 2010، بل المطلوب السعيّ للتطوير عبر كتلة تاريخيّة تضمّ كلّ القوى والأحزاب والجماعات المؤمنة بالمشروع النهضوي العربي والملتزمة نهج المقاومة والساعية لوحدة الأمّة وتحريرها والبعيدة عن كلّ خطاب فئوي طائفي أو مذهبي تحريضي فتنوي، جبهة عالمية لمناهضة الهيمنة الإمبرياليّة والصهيونيّة تضمّ كلّ القوى المكافحة ضد الاستعمار والصهيونيّة في القارّات”.