نصر الله: الحوارات الثنائيّة قد تفتح أُفقاً في جدارِ الانسدادِ الرئاسيّ والمُقاومة جاهزةٌ لأيّ خيار ولن تسكُتَ عن أيّة حماقة «إسرائيليّة»
دعا الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الحكومة إلى «تحمُّل المسؤوليُّة تجاه الناس مهما كانت الصعوبات»، مشدِّداً على «عدم جواز تعطيل مجلس النوّاب وبالحدّ الأدنى يجب بتّ التشريعات الضروريّة». ورأى أنّ «فتح الباب لحوارات ثنائيّة جادّة قد يفتح أُفقاً في جدار الانسداد في مسألة الانتخابات الرئاسيّة وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة».
وحذّر الكيان الصهيونيّ من أيّ حماقة تجاه لبنان، منبّهاً إلى أنّ «المقاومة لن تتهاون عن أيٍّ من مسؤوليّاتها، لا في الردع ولا في التحرير وستكون جاهزة لأيّ خيار ولن تسكت عن أيّ حماقة». واعتبر أنّ هذا الكيان «هو جرثومة الفساد والغدّة السرطانيّة في منطقتنا التي لن ترتاح قبل اجتثاث هذه الغدّة والجرثومة.
كلام السيّد نصرالله جاء في ختام المسيرة العاشورائيّة التي نظّمها حزب الله، أول من أمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وقال فيها “لبنان هو المُعتدى عليه وإسرائيل لا تزال تحتلّ جزءاً من أرضنا وهي أعادت احتلال جزءٍ من الغجر وتتحدّث بوقاحة عن استفزازات”، منبّهاً الصهاينة “من أيّ حماقة أو أيّ خيارات خاطئة. فالمقاومة لن تتهاون في أيّ من مسؤوليّاتها لا في الردع ولا في التحرير”. وأشار إلى أنّ “العدو الإسرائيلي يتحدّث بوقاحة عن استفزازات المقاومة بينما هو من يستمرُّ في احتلال الأرض ولا سيّما في الغجر اللبنانيّة”، مشدّداً على أنّ “المقاومة ستكون جاهزة لأيّ خيار ولن تسكت عن أيّة حماقة”.
وقال “أمام كلّ التحدّيات القائمة واجبنا أن نكون حاضرين في كلّ الميادين وكلّ الساحات مهما كانت التضحيات والآلام وألاّ نُخلي الساحة وخصوصاُ في مواجهة الشيطان الأكبر الذي يستغلُّ وجود الكيان الغاصب لمُحاصرة المنطقة ونهب خيراتها”، معلناً أنّ “المعركة مفتوحة دفاعاً عن لبنان والأمّة والمُقدّسات” ومجدّداً “موقفنا أنّنا نُريد الدفاع عن شعبنا وأن يكون بلدنا آمناً عزيزاً سيّداً، نُدافع عن نفطه وغازه ومائه من النهب. نرفض الذُلَّ ولا نرضى بالخضوع ولا بالهوان ولا بالاستسلام”.
وفي الملفّ الرئاسي، رأى السيّد نصر الله أنّ “فتح الباب لحوارات ثنائيّة جادّة ودؤوبة قد يفتح أُفقاً في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسيّة وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة”، معتبراً، من جهة أُخرى، أنّه “يجب على حكومة تصريف الأعمال أيّاً تكن الصعوبات، أن تُواصل تحمُّل المسؤوليّة ضمن الحدود الدستوريّة المسموح بها، وتُواصل تحمُّل المسؤوليّات تجاه أوضاع الناس، أيّاً تكن، كما قلتُ، الصعوبات أو التشكيكات أو الظروف أو الضائقة القائمة”. كما لفت إلى أنّه “لا يجوز تعطيل مجلس النوّاب أيّا تكن الذريعة والحُجّة وبالحدّ الأدنى في التشريعات الضروريّة واللازمة وخصوصاً كلُّ ما يمسُّ حياة المواطنين”.
وعن قضيّة الانحراف الأخلاقي والشذوذ، رأى أنّ “المطلوب أن يغضب أولئك الذي يعملون لخدمة الشيطان الأكبر في ترويج الانحراف الأخلاقي” وقال “في لبنان بدأ الخطر من خلال بعض الجمعيّات ونُشرت كتب للأطفال تروّج للثقافة المنحرفة”، داعياً الحكومة اللبنانيّة ووزارة التربية اللبنانيّة إلى أن تكونا جزءاً من حماية أطفال وبنات لبنان من ترويج الشذود”، كما طالب وزارة التربية بأن تُعيد النظر وأن تمنع وأن تكون جزءاً من حماية أطفال لبنان والجيل الآتي.
وتتطرّق إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، فاعتبر أنّ “على اجتماع دول مجلس التعاون الإسلامي أن يتّخذ موقفاً من الاعتداء على المسجد الأقصى”، لافتاً إلى أنّ “الكيان الصهيوني هو الباطل وجرثومة الفساد في منطقتنا والغدّة السرطانيّة والمنطقة لن ترتاح قبل اقتلاع هذه الجرثومة والغدّة السرطانيّة”.
وأكّد “وقوف حزب الله والمقاومة الإسلاميّة في لبنان وبكلّ ما نستطيع إلى جانب الشعب الفلسطيني”، معتبراً أنّ “معركتَنا واحدة ومستقبلَنا واحد وأنّ الشعب الفلسطيني المظلوم والصابر حقّه على جميع أحرار العالم أن يدعموه وينصروه”، مشيراً إلى أنّ “الشعب الفلسطيني أكثر من أيّ وقت مضى يؤمِن بالمقاومة ويُقدِّم الشهداء في كلّ يوم ويُقاتل كلّ يوم بالسكّين والسيّارة والمسدس والبندقيّة والعبوات”.
وفي الشأنين اليمني والبحريني، اعتبر السيّد نصرالله أنّ “الهدنة غير الرسميّة غير كافية للشعب اليمني العزيز، وأنّ من حقّ هذا الشعب أن يتوقّف العدوان عليه والحصار وأن يعود إلى حياته الطبيعيّة وأن يتّخذ خياره في مواجهة ذلك”، مؤكّداً أيضاً، أنّ الشعب البحريني يتطلّع إلى تحصيل حقوقه الطبيعيّة بمواجهة الاستبداد والاحتلال بالتجنيس. ولفت إلى أنّ “التغيير الديمغرافي يُغيِّر هويّة البحرين ويستبدل شعبها الأصيل بوافدين من كلّ أنحاء العالم فيما يمضي علماؤها ورموزها وشبابها بين السجون والمَهاجِر”.
وعن العقوبات الجائرة المفروضة على سورية، قال “بعد الفشل السياسي والعسكري في سورية تستمرّ الولايات المتحدة في حصار الشعب السوري بقانون قيصر الظالم”، مؤكّداً أنّ “على كلّ حرّ وشريف أن يكسر حصار قيصر على سورية”. وشدّد على الاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
على صعيد آخر، شدّد السيّد نصر الله على ضرورة “أن تفهم حكومتا السويد والدانمارك وكلّ العالم. أنّنا أمّة لا تتحمّل الاعتداء والإساءة إلى رموزها ومُقدّساتها ولا إلى نبيّها ولا إلى مُصحفها”، لافتاً إلى أهميّة أن تتّخذ “الدول الإسلاميّة ووزراء خارجيّتها، قراراتٍ بمستوى الانتهاك والاعتداء في السويد والدنمارك، وأن يوجّهوا رسالةً حاسمةً وقاطعةً بأنّ الاعتداء مجدّداً سيُقابَل بالمقاطعة الدبلوماسيّة والاقتصاديّة”.
وأضاف “إذا لم تفعل الدول ذلك في يوم رفض الذُلّ، فإنّ على شباب المسلمين في العالم الغيارى والشُجعان أن يتصرّفوا بمسؤوليّتهم حينئذ وأن يُعاقبوا هؤلاء المدنّسين لحرق القرآن دفاعاَ عن دينهم”، لافتاً إلى أنّ “كلّ الشباب المسلمين في العالم سيكونون في حِلٍّ، إذا لم تتوقّف الحكومات عن هذا الاعتداء وسيرى العالم حميّة هؤلاء الشباب الحاضرين للفداء دفاعاً عن القرآن”.