عبد اللهيان والمقداد: رحيل القوات الأميركية
– تشهد العلاقات السورية الإيرانية الروسية جولات من التشاور الثنائي بين أطراف الثلاثي الذي تشارك أعباء المراحل الصعبة من الحرب التي قادتها واشنطن على سورية ولا تزال، وبعد زيارة المبعوث الرئاسي الروسي إلى سورية ولقائه بالمسؤولين السوريين وفي طليعتهم الرئيس الدكتور بشار الأسد، وصل وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد الى طهران والتقى بنظيره وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان.
– الإشارة الأولى اللافتة خلال زيارة المبعوث الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتيف الأخيرة قبل أيام وبعد لقائه الرئيس السوري، جاءت في البيان الختامي الذي نشرته الوكالات السورية والروسية، وجاء فيه “بحث الأسد ولافرنتيف، التعنت التركي في مسألة الانسحاب من الأراضي السورية، وكذلك المساعدات الإنسانية عبر الحدود للمدنيين السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية”.
– في المواقف الصادرة بعد مباحثات المقداد وعبد اللهيان تأكيد على العلاقات الثنائية وتعزيزها، خصوصاً أن اللقاء توج اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وإعلان دعم للمقاومة في فلسطين وإدانة اعتداءات كيان الاحتلال على سورية ومن ضمنها التضامن مع أهالي الجولان السوري المحتل، ورفض لسياسة الحصار المفروض اقتصادياً ومالياً على سورية، لكن الجديد هو اللهجة المشتركة الواضحة حول ضرورة الانسحاب الأميركي من سورية، وتحميله مسؤولية نهب الثروات السورية النفطية، خصوصاً في شرق الفرات، ودعم الجماعات الإرهابية ورعايتها، خصوصاً من قاعدته في التنف، وكلام حازم للمقداد تجاه جماعة قسد التي تمثل امتداداً للاحتلال الأميركي، وإشارة مهمة بان على الأميركيين الانسحاب قبل أن يتم إجبارهم على ذلك.
– الواضح مع تراجع الرهان على المسار التركي الإيجابي، في ظل مواصلة الرئيس التركي رجب أردوغان لعبة رفع السعر التفاوضي، مرة باستخدام العروض الأميركية لتحسين شروطه مع روسيا وإيران، ومرة باستخدام التقديمات الروسية والإيرانية لتحسين شروط التفاوض من الأميركيين والغرب عموماً، أن ثمة قراراً قيد الإنضاج يعبر عن توجه سوري روسي إيراني بفتح ملف انسحاب الاحتلال الأميركي لأجزاء من سورية، ووضعه على الطاولة، سواء بالرسائل الواضحة للأميركيين بالمطالبة بالانسحاب، أو بالاستعداد لبدء مرحلة من المقاومة الشعبية والمسلّحة للاحتلال.
التعليق السياسي