إطلالة خارج المألوف للحاكم وسيم منصوري

‭}‬ بهيج حمدان
الحاكم الجديد لمصرف لبنان المركزي الدكتور وسيم منصوري الذي تسلّم امرة المال بحكم القانون الى جانب زملائه الثلاثة الآخرين، داعياً في أول اطلالة إعلامية له إلى إقرار قوانين لا مخالفة فيها وعدم صرف ايّ قرش من الاحتياط خلافاً للقناعة والقوانين (ونضع خطاً تحت كلمة القناعة)، وسعيه لتطبيق الكابيتال كونترول وهيكلة المصارف والتوازن المالي إلخ…
أنا لستُ خبيراً في هذه الشؤون، ولا أعرف الكثير في أمور الاقتصاد والمال والاحتياط وغير ذلك، إنما أتناول هذا الموضوع من الزاوية الإعلامية…
المألوف في مثل هذه المناسبات التي «يتبروز» فيها المسؤول أمام عدسات المصوّرين وهو بكامل أناقته وتسريح ما تبقى من شعره ويطلق الوعود الفارغة والادّعاءات الكاذبة «ولا خير في كثير من نجواهم» وأعز وأحلى ما يحرص عليه وضع نفسه بتصرف المندوبين والمصوّرين حتى ولو استغرق من الوقت الكثير!
بينما كان الظهور الأول للحاكم الجديد الدكتور وسيم منصوري في غاية التألق واحترام الذات شكلاً ومضموناً الى جانب زملائه الثلاثة، ولم يجهد في اختيار كلماته، بل أتت باقتضاب ووضوح، متمثلاً بالحكمة التي تقول: «خير الكلام ما قلّ ودلّ»، وحرص منذ انتهى كلامه، فنهض حاملاً أوراقه دون ان يأبه لسيل الأسئلة التي انهالت عليه… ومضى،
فعلاً كانت إطلالة الحاكم وسيم منصوري جدّ لائقة ورائعة لا يعيبها شيء متأسياً بكلام رسول الله: امسك لسانك فإنها صدقة تصدق بها على نفسك. ومسترشداً بقول الإمام علي «كلام الرجل ميزان عقله»…