نصر الله في حفلٍ تأبينيّ للنابلسي: إذا أردنا الحلّ في لبنان يجب الخروج من الخضوع والتذلُّل للسفارة الأميركيّة
ـ لصبّ الغضب على أميركا التي تستبدّ وتمنع حتى الكهرباء عن اللبنانيين
ـ من ضيّع الحقيقة في مسألة انفجار المرفأ هو من سيّس القضيّة
ـ نحن ضدّ الاقتتال في مخيّم عين الحلوة ونبذل المساعي لوقفه
أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّه «إذا أردنا الحلّ في لبنان يجب أن نخرج من الخضوع للأميركي والتسلّط والتذلّل للسفارة الأميركيّة والأميركيين».
كلام السيّد نصرالله جاء في كلمة عبر الشاشة، خلال الاحتفال للشيّخ عفيف النابلسي في «مجمع المُجتبى» بالضاحية الجنوبيّة لبيروت، وحضره وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الخارجية غسان غصن، عميد الإعلام معن حمية، عميد القضاء ريشار رياشي، عميد التربية والشباب إيهاب المقداد، عميد العلاقات العامة د. فادي داغر، عضو المجلس الأعلى بطرس سعادة، رئيس المجلس القومي عاطف بزي، وكيل عميد الاقتصاد إنعام خرّوبي، عضو المجلس القومي هشام المصري وعضوا هيئة منفذية المتن الجنوبي علي ناصر الدين وجودات زعيتر ومدير مديرية الغبيري ـ عين الرمانة فارس غندور. كما شارك حشد واسع من المسؤولين والشخصيات الرسمية والحزبية والإعلامية…
توجّه السيد نصرالله في مستهلّ كلمته إلى روح النابلسي بالقول «نحن أبناء الشيخ عفيف النابلسي وشركاء في المصاب».
وتابع «نعترف للشيخ عفيف النابلسي بأنه العالم الفقيه، المُجاهد، الحاضر، الشاعر، الأديب، المُربّي، الأستاذ في الحوزة، والمُحقِّق الكاتب في شتّى العلوم الإنسانيّة وأحد كبار المؤسّسين في هذه المسيرة الجهاديّة المُبارَكة»، مؤكّداً أنّ «الشيخ عفيف النابلسي كان واحداً من العلماء النشطين ولم يكن يملّ ولا يكلّ».
ولفت إلى أنّه «منذ بداية شبابه تعلّق الشيخ النابلسي بالإمام موسى الصدر ودرس في حوزة صور ومضى إلى الإمام الشهيد السيّد محمد باقر الصدر» وقال «من يتأسَّس على نهج الإمام محمد باقر الصدر من الطبيعي أن ينتهي بالإمام روح الله الخميني، وهذا ما كان عليه الشيخ عفيف النابلسي والسيّد عبّاس الموسوي».
وأوضح السيّد نصر الله أنّ «الذين خطّطوا للاجتياح الإسرائيلي في لبنان كانت حساباتهم دقيقة، وكان يُمكن للاجتياح أن يُحقّق أهدافه المرسومة من أميركا»، ولفت إلى أنّه «منذ اليوم الأول كان الشيخ النابلسي حاضراً في التأسيس والأنشطة والحضور واللقاءات والتعبئة والتثقيف والتنظيم لحزب الله»، مشيرًا إلى أنّه «منذ انطلاقة المقاومة قدّم النابلسي كلّ شيء ولم يبخل بشيء حتى في سنواته الأخيرة».
وقال «في عدوان تمّوز كان موقف الشيخ عفيف النابلسي حاسماً، ودُمّر منزله والمجمع الذي عمّره في صيدا، ولكن هذا زاده تصميماً وعزماً، وفي الأحداث التي طرأت في المنطقة وسورية واليمن، كان موقفه واضحاً وجليّاً»، معتبراً أنّ «هذا الانتماء والفكر والالتزام يُعبّر عن هذا الخطّ، والذي عرف من التثمينات حتى الآن بخطّ الإمام الخميني»، لافتاً إلى أنّ النابلسي «كان ملمّاً بالأحداث في لبنان والمنطقة ومعرفة العدوّ الأساسي والمشروع القائم ومن يقف خلفه».
على صعيد آخر، لفت السيّد نصر الله إلى أنّ «اليوم الذكرى السنويّة الثانية على الوعد الأميركي، وحتى الآن الكهرباء لم تصل إلى لبنان وذلك بسبب المنع الأميركي للغاز المصري والكهرباء الأردنيّة»، كاشفاً عن أنّ « حزب الله جاء بالهبة الإيرانيّة إلى لبنان فذهبت أميركا ومنعت الحكومة اللبنانيّة من استقبال هذه الهبة». وأوضح أنّ «كلّ المعاناة التي تُعاني منها سورية مثلاً، هي بسبب العقوبات الأميركيّة وقانون قيصر»، مضيفاً أنّ «الاحتلال الأميركي هو الذي يمنع الحكومة السوريّة من الوصول إلى حقول النفط والغاز شرق الفرات وهو ينهبها».
وأكّد أنّه « يجب أن يُصبّ الغضب على الشيطان الأكبر، أميركا، الذي يستبدّ ويمنع حتى الكهرباء عن الشعب اللبناني»، موضحاً أنّه «في مقابل التدخُّل الأميركي الفاضح والفجّ في كلّ شيء، نُواجه ثقافة وسياسة خضوع للإرادة الأميركيّة».
وأشار إلى «مصادر كثيرة يُمكن أن تدرّ مالاً وفيراً على الخزينة اللبنانية، وعندما نسأل لماذا لا تقومون بها يأتي الجواب أنّ السفارة الأميركيّة تمنع ذلك ولا تقبل به ممنوع» وتابع «نحن نفتخر عندما يُقال عنّا إننا من محور الممانعة، لأن ذلك يعني أنّنا لسنا عبيداً أو أدوات عند السفارة الأميركيّة بل شرفاء وسادة»، مؤكّداً أنّه «إذا أردنا الحلّ في لبنان يجب أن نخرج من هذا الخضوع للأميركي والتسلّط والتذلّل للسفارة الأميركية والأميركيين».
وأوضح أنّ «الولايات المتحدة الأميركيّة تمنع العراق من دفع ثمن الغاز للحكومة الإيرانيّة كي تقوم إيران بقطع الكهرباء عن العراق ويُقال إنّ الإيرانيين يقطعون الكهرباء عن العراقيين». وشدّد على أنّ «العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب في اليمن هو الجانب الأميركي»، لافتاً إلى أنّ «إمكانيّة حلّ الدولتين في فلسطين يتلاشى، ومن ينتظر الأميركي في السياسة والاقتصاد والقيَم سينتظرون هذه القيَم الشاذّة».
وتطرّق إلى ذكرى انفجار مرفأ بيروت، معبّراً عن المواساة لكلّ مَن أصيبوا في الانفجار وقال «في اللحظة الأولى لانفجار المرفأ خرجت بعض القنوات الخبيثة لتقول إنّ حزب الله هو من فجّر المرفأ، وكانت الناس من دون علم بما حصل»، مؤكّداً أنّ «من ضيّع الحقيقة في مسألة انفجار المرفأ هو من سيّس هذه القضيّة».
ورأى أنّ «السبب الحقيقي لضياع الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت هو لجوء البعض إلى ربط القضيّة بالأحداث الإقليميّة»، مضيفاً أنّ «الأميركيين سيأخذوننا إلى واقع مؤلم وكارثي في ظلّ التدخُّل الكبير والهيمنة الأميركيّة في لبنان».
وعن أحداث مخيّم عين الحلوة، لفت إلى أنّ «هناك من يقول، التلفزيون نفسه الذي اتهم حزب الله بانفجار المرفأ، إنّ ما يحصل في مخيّم عين الحلوة سببه حزب الله وهذه تفاهة» وقال «نحن لسنا مسؤولين عن معركة عين الحلوة لا من قريب أو من بعيد، ونحن ضدّ هذا الاقتتال ونعمل على وقف هذا الاقتتال»، مُناشداّ جميع الأطراف المعنيين وقف الاقتتال في المخيّم.
وتطرّق السيّد نصر الله إلى استشهاد محمد جهاد بيدي من عديد الدفاع المدني اللبناني ونوّه بشجاعته وإقدامه وتضحياته، واصفاً إيّاه بأنّه «شهيد بحق»، وأكّد أنّه «يجب الإشادة بإقدام شباب الدفاع المدني اللبناني والدفاع المدني التابع لاتحاد بلديّات الضاحية، في تصديهم للحريق الذي شبّ على طريق المطار»، مشيراً إلى أنّه «يجب أن يُنظّر الى المضحّين في الدفاع المدني ويجب أن تؤدَّى إليهم حقوقهم».
وختم «أقول لروح الشيخ النابلسي إنّ اخوانك وأبناءك في حزب الله، كما أفراد عائلتك، سيحملون وصيّتك كما حملوا وصايا كلّ شهدائنا، وبإذن الله ستشهد مقاومتك المزيد من الانتصارات»، مضيفاً «إن شاء الله يا شيخنا الحبيب، شبابك وأبناؤك سيُصلّون في القدس».
إلى ذلك، تلقّى مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف اتصاليّ تعزية برحيل والده الشيخ النابلسي من الرئيس ميشال عون ووزير الخارجيّة السوري فيصل المقداد.