من حرق القرآن إلى حرق العراق!
} محمد حسن الساعدي
يبدو أنّ الاستقرار السياسي والأمني الذي حظي به العراق استفزّ قوى الاستكبار العالمي، وبدا أنه لا يروق لهم هذا الاستقرار الذي انعكس على مجمل الملفات وأهمّها الملف الاقتصادي والذي أخذ بالاستقرار والذهاب نحو النمو، بالإضافة إلى الملفات الأخرى التي عكفت حكومة الرئيس محمد شياع السوداني على معالجتها وبدأت تظهر معالم الإصلاح فيها، وهذا ما لم يرَ للكثير من القوى العالمية والتي بدأت تنظر للعراق معافى ويقف على قدميه.
سمعنا أنّ هناك الكثير من الملحدين وأصحاب الأفكار الظلامية حاولوا استهداف الإسلام من خلال شرفه ألا وهو القرآن الكريم والذي يُعدّ أسمى كتاب مقدّس نزلت به السماء والتشريعات السماوية القديمة والحاضرة، بالإضافة لكونه حكم العلاقة بين بني البشر بغضّ النظر عن اللون والمعتقد والانتماء الديني أو السياسي…
كلّ هذه المحاولات لم تؤثر على قوة وتماسك هذا الدين ودستوره الإلهي، وكل محاولة من هذه المحاولات كانت حافزاً لينتصر الإسلام مرة أخرى، ويكسب ودّ واحترام باقي الديانات، نعم… ربما محاولة التكفيريين الوهابية الإساءة للإسلام كثيراً وفي كلّ بقاع الأرض من خلال أجندات مدفوعة الثمن من أجل ضرب الإسلام من الداخل، إلا أنّ كلّ هذه المحاولات فشلت وبقيت محاولات فاشلة وبائسة من أجل تخريب وتشويه الوجه الناصع للإسلام المحمدي الأصيل.
لقد وفّر حارق القرآن الكريم «سلون موميكا» فرصة للمأزومين المستبدين داخل العراق ليعبّروا عن موقفهم السلبي تجاه هذا التطور الملحوظ في الأداء الحكومي والعملية السياسية بشكل عام، لذلك كانت الحكومة العراقية واعية لمثل هذا المخطط الذي سيهدّد أمنها واستقرار البلاد، فكانت قوات الأمن العراقية في حالة تأهّب قصوى مع توقع وقوع هجمات على البعثات الدبلوماسية في البلاد، وهذا ما لمسناه من خلال محاولة اقتحام المنطقة الخضراء، باستهدافهم للسفارة الدنماركية بعد قيام جماعة يمينية متطرفة إحراق نسخة من القرآن، وهذا ما عدّه العراق استهدافاً لأمنه واستقراره الداخلي، والذي هو جزء من مخطط لإعادة مخطط إشعال العراق وإسقاط حكومته.
عندما أحرق مونيكا نسخة من القرآن الكريم في حزيران الماضي أمام مسجد ستوكهولم المركزي كان يسعى لاستفزاز المسلمين واستدراجهم لتهديده ومنع السلطات السويدية من إعادته إلى العراق، وهذا ما يعيدنا إلى أن هناك مخططاً لاستهداف البلاد، خصوصاً أننا نعيش أزمة اختفاء الباحثة الإسرائيلية الروسية «اليزابيث»، حيث يؤكد بعض المستشارين بالشأن الأمني ما إذا كان ما يحدث يتعلق بقضية المخطوفة الإسرائيلية، أو بقضية البطريرك «ساكو» أو انتخابات مجالس المحافظات، حيث بدأ المجتمع الدولي يمارس ضغوطه على العراق على التطورات الأخيرة، وانه بدأ يفقد الثقة بحكومة السوداني خصوصاً أنّ العراق يسعى جاهداً من أجل استعادة مكانته وثقة المجتمع الدولي به، ما يحتاج وقتاً آخر إضافياً في حال تغيّرت سياسته اتجاه العراق.