الحاج حسن من سورية: لتحصين الأمن الغذائي وتعزيز سُبُل مواجهة التغيُّرات المناخية في المنطقة
بدأ وزير وفد من المنظمة العربية للتنمية الزراعية، برئاسة الرئيس التنفيذي للمنظمة وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال د. عباس الحاج حسن زيارة إلى محافظة اللاذقية السورية، السبت، استهلّها بجولة في المعهد العربي التقني للزراعة والثروة السمكية، بهدف وضع رؤية لتطوير المعهد التابع للمنظمة والهياكل التنظيمية فيه.
وعقد في مقرّ المعهد اجتماع ضمّ إلى الوزير الحاج حسن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري محمد حسان قطنا، ومدير عام المنظمة د. إبراهيم الدخيري وعدداً من الخبراء في المنظمة ومديرين من وزارة الزراعة ومديرية الزراعة بالمحافظة.
وأكد الوزير قطنا أنّ للمعهد دوراً كبيراً في تدريب كوادر مهنية وخبرات في الممارسات الزراعية المطلوبة في جميع المجالات والتخصصات، ومن الضروري تطويره ودعم خطة العمل عبر إيجاد كوادر تهتمّ بالبيئة والمراعي والحراج والأسماك، إلى جانب القضايا المتعلقة بالغابات والتغيرات المناخية، مشيراً إلى أنّ المنظمات تعمل لتنفيذ سياسات وبرامج تسهم في تقديم الدعم الفني والعلمي ونقل التجارب الناجحة.
كما أكد الاهتمام بمتابعة الأضرار الناتجة عن الحرائق بالغابات، واتخاذ إجراءات للحدّ من حدوثها مستقبلاً وكيفية التعامل معها وفق استجابة سريعة، إلى جانب إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
من جانبه، أوضح الدخيري أنّ المنظمة تعمل وفق استراتيجية عامة في إطار تحول النظم الزراعية والغذائية وحماية الموارد الزراعية، من ماء وأرض وثروة حيوانية ونباتية، إلى جانب تحقيق التكامل العربي في عدد من المجالات، ولا سيما التنمية الريفية المتوازنة وتشاركية المعرفة.
بدوره، أوضح الوزير الحاج حسن أنّ زيارة وفد المنظمة رسالة تعبر عن أهمية العمل العربي، إذ أنّ المنظمة لديها عدد من المبادرات تعمل على إطلاقها وتركز على مجالات الأمن الغذائي واستقرار النظم الزراعية والغذائية، منوّهاً بأهمية استمرار عمل المعهد العربي التقني للزراعة في سورية رغم كلّ الظروف.
وجال الوفد، الذي رافقه مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” د. نصر الدين العبيد، على مواقع الغابات والأحراج التي تعرضت للحرائق في ريف اللاذقية الشمالي مؤخراً بهدف بحث إمكانية تقديم الدعم اللازم لتجاوز الأضرار التي لحقت بها.
ولفت الوزير قطنا، بعد الجولة، إلى وجود تحرك على أرض الواقع لتعزيز التعاون والتنسيق بين سورية والمنظمات المنضوية تحت جامعة الدول العربية، ومن ضمنها المنظمة العربية للتنمية الزراعية، حول إمكانية إعادة افتتاح مكتبها في دمشق وتفعيل برامج التعاون والمشاريع المشتركة وتطوير المعهد العربي التقني للزراعة والثروة السمكية في بوقا.
واعتبر أنّ عودة المنظمة إلى سورية من شأنه المساهمة في تقديم ما يمكن لتطوير الإنتاج الزراعي والارتقاء بأداء هذا القطاع والانتقال إلى الزراعة الحديثة وتحقيق الأمن الغذائي وإعادة تفعيل برامج التعاون والدورات التدريبية والاتفاقيات التي تم توقيفها خلال فترة الحرب.
من جهته، أكد مدير عام المنظمة الدكتور إبراهيم الدخيري أن زيارة الوفد تهدف إلى الوقوف على تعزيز العمل المشترك بين سورية والمنظمة التي تعتبر إحدى أعمدة العمل العربي المشترك وتُعنى بالتنمية المستدامة الزراعية والأمن الغذائي والاطلاع على الجهود الكبيرة التي بذلتها سورية خلال الفترة السابقة في دعم قضية الأمن الغذائي.
بدوره، أعرب الوزير الحاج حسن عن سعادته بعودة المنظمات العربية إلى سورية، موضحاً أنّ قضية الأمن الغذائي وكيفية تطوير النظم الغذائية والدور المناط بالعرب لمواجهة التغيرات المناخية في المنطقة ككل تحتم علينا كمنظمة التواجد في هذه المنطقة بالتحديد لأن الحرائق التي شهدتها سورية كغيرها من الدول العربية نتيجة طبيعية للتغيرات المناخية التي يرزح العالم بأسره تحت تأثيرها.
ولفت إلى ضرورة إجراء دراسة معمّقة لتفعيل وتطوير العلاقات الزراعية بين الدول العربية ، معرباً عن أمله بأن يكون اللقاء المقرر عقده في أيلول المقبل لوزراء الزراعة العرب في القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية بادرة خير لعودة العمل العربي المشترك ضمن البوابة الأكبر وهي الأمن الغذائي العربي.
من جهته، أكد مدير عام “أكساد” د. نصر الدين العبيد أهمية الزيارة في حشد الطاقات والإمكانيات لتنفيذ مشاريع تنموية في المواقع التي تأثرت بجملة من التحديات منها الزلزال والحرائق والجفاف والتغيرات المناخية الشديدة التي تعصف بالمنطقة ككل والمساهمة بعودة الحياة البرية والغطاء النباتي إلى المساحات الواسعة التي التهمتها الحرائق وتأمين كافة اللوجستيات ومستلزمات مكافحة الحرائق مثل الخراطيم وأجهزة الإطفاء والألبسة الواقية، إضافة إلى تقديم دعم من جميع الهيئات والمنظمات الدولية التي نعمل ونتعاون معها للنهوض بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والالتفات إلى الاستقرار في هذه المناطق.
… اجتماع في وزارة
الزراعة السورية
كما عقد اجتماع في وزارة الزراعة السورية، أمس، حول واقع الزراعة في سورية وآفاق التعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية ودورها في تنفيذ العديد من المشروعات وتفعيل عملها في سورية.
وأشار الوزير قطنا إلى أنّ المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية، من المنظمات الرائدة على مستوى الوطن العربي، ولها بصماتها الإيجابية في سورية خلال فترة الحرب الإرهابية وما قبلها، عبر تنفيذ مشروعات خاصة بالثروة الحيوانية والإنتاج النباتي وإدارة الموارد الطبيعية ومعهد الغابات الذي يؤهل كوادر عربية في موضوع إدارة الموارد الطبيعية والغابات.
وتحدث عن ضرورة توسيع مبادرة دعم السودان التي أطلقتها المنظمة لتشمل كلّ الدول العربية التي تعرضت للإرهاب ومنها سورية، مؤكداً استعداد الوزارة لمقايضة البذار مقابل القطن والأعلاف مع السودان.
ولفت الدخيري إلى أنّ زيارة المنظمة لسورية هي إعلان لمزيد من التعاون، بعد عودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، ضمن حرص المنظمات العربية على الحضور إلى هذا البلد وبحث آفاق العمل العربي المشترك والتعاون.
بدوره، أوضح الوزير الحاج حسن أنّ الأمن الغذائي مهدّد في كل البلدان العربية، وعلينا تأطير الجهود والانفتاح والتفاعل بالكامل في سبيل تحصينه وتمتينه، ولا سيما مع امتلاك جامعة الدول العربية الإمكانات التي تسمح لنا بأن نكون شركاء للمنظمات الدولية العاملة في المنطقة وللهيئات المانحة.