أولى

هل يستطيع غالنت تنفيذ تهديداته؟

ليس هناك نقاش حول مَن بدأ التصعيد في جنوب لبنان إذا اعتمدنا لغة الوقائع، لأن التطور الذي أطلق كل هذه الموجة من التوتر بدأ مع عمليات التجريف وبناء الجدران وخطوط الأسلاك الشائكة، من جانب جيش الاحتلال في نقاط يعرف الاحتلال أنها عناوين نزاع مع لبنان، سواء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أو النقاط الثلاث عشرة المتحفظ عليها لبنانياً في الخط الأزرق، والأهم الأراضي التي تتمدّد فيها بلدة الغجر السورية المحتلة داخل خراج بلدة الماري اللبنانية، وفقاً للتوصيف الذي استخدمه العميد منير شحادة الذي يشغل مهمة منسق العلاقة بين الحكومة اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية، وهي أراضٍ كانت تحت السيادة اللبنانية قبل حرب تموز 2006، وتضمّن القرار 1701 دعوة واضحة للانسحاب منها، وأعلنت حكومة الاحتلال عام 2010 اتخاذ قرار بالانسحاب منها ولم تنفذه، وما حدث فيها واضح لجهة بناء حواجز حجرية وتوضيع أسلاك شائكة وتسيير دوريات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية.
التحرشات والاعتداءات التي قام بها جيش الاحتلال عبر النشاطات العدائية في أراضٍ لبنانية بعضها موضع إجماع على لبنانيتها، وبعضها متنازع عليها، أنتجت ردود أفعال منها كانت تحرّكات أهالي كفرشوبا وشبعا، ومنها تحرّكات اعتراضية قام بها الجيش اللبناني، وآخرها كان ما قام به حزب الله سواء لجهة نصب خيمة داخل مزارع شبعا، أو لجهة إعلان مواقف حازمة تجاه استحالة الصمت أمام الاعتداءات المتمادية.
كلام وزير حرب كيان الاحتلال يوآف غالنت عن انه سوف يُعيد لبنان إلى العصر الحجري، قديم مستعاد من كلام أسلافه، لا ينسجم مع ما يستطيعه الكيان إذا اندلعت مواجهة مع لبنان ومقاومته، وفقاً لما قاله ما وصفته وسائل إعلام الكيان بالسيناريو الوطني لأيام المواجهة الأولى مع حزب الله، وفيها أن الكيان سوف يعود الى ما قبل العصر الحجري، بلا ماء ولا كهرباء وبلا مطارات وبلا موانئ وبلا محطات قطار، وأن وابل الصواريخ الذي سوف يتساقط فوق منشآت الكيان ومدنه وتجمعاتها السكانية يعادل ستة آلاف قذيفة وصاروخ يومياً، وأن تقديرات خسائر الأيام الأولى من المستوطنين غير الجنود تقدر بخمسمئة قتيل وألف وخمسمئة جريح، بينما تمّ حجب ما يتصل بتوقعات هذا السيناريو حول جبهات الحرب البرية وعبور المقاومة الى الجليل، فعن أي عودة إلى العصر الحجري يهدّد غالنت؟
بعد نشر السيناريو الكارثي حول يوميات الحرب قالت قيادة جيش الاحتلال للمستوطنين إنها غير راغبة بالتصعيد وإنها تفعل كل ما يلزم لتفادي مواجهة مع المقاومة، وتصريحات غالنت التي تثير سخرية المقاومة واللبنانيين عموماً، هي تعبير عن غباء حربي وسياسي لأنها تدبّ الذعر في الكيان وليس في لبنان.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى