أولى

الإعلام المأجور بوق الفتنة…

د. علي عباس حمية

بينما يقوم العدو الإسرائيلي بتصدير أزماته الداخلية التي ستقضي عليه عاجلاً وليس آجلاً وتوازن متناقضاته التي سقطت بفعل المقاومة وثباتها وصبرها، والكلّ يستعدّ للحرب الكبرى،
وبما انّ إعلام العدويفضح أسراره الى مدى محدود والصراع قائم بين القوى العظمى في المنطقة، أيّ بين حلف المقاومة وحلف التطبيع الصهيوأميركي، وبما انّ حزب الله هو جزء من قوة المعادلة الدولية لحماية لبنان أرضاً وبحراً وجواً، كما يساند القضية الفلسطينية لاستعادة فلسطين وعودة أهلها، فإنه عرضة للإعلام التضليلي المأجور.
انتصارات المقاومة وتطوّرها وقوتها لا تعجب أدوات الصهيوأميركية مع أسيادهم المطبعين، فكلما شعروا وأدواتهم بتراجع “إسرائيل” او اهتزاز أمنها الداخلي او تصدّع في جيشها، قاموا بتحريك قنواتهم المحرّضة مع أبواقهم التي لا تجيد التحدث لا بالعربية ولا ترقى الى اللغات الأجنبية إلا ببعض الكلمات لضرورة الصالونات لإظهار الحضارة المزيفة، هؤلاء هم بعض غلمان الإرث السياسي والزعامات الجوفاء.
لكن الأخطر هي تلك القنوات الإعلامية التي تقاضت عبر السنوات الأخيرة أكثر من 500 مليون دولار من أميركا ومن دول التطبيع العربي لتشويه صورة المقاومة وتلميع صورة الحرية الصهيونية وحرية الشذوذ ضدّ القيم والأعراف، ومن بينها “قناة الاتيكيت” والصالون المزيف التي تتابع تحريضها ضدّ المقاومة وتزييف الحقائق، فهي التي حرّضت في الأمس على الفتنة بمجرد انقلاب شاحنة تابعة للمقاومة، وعلى طريق دولية مفترض أنها لكلّ اللبنانيين، وكانت لتمر بهدوء لولا تجييش “قناة الاتيكيت” وبشكل علني لزرع الفتنة في لبنان. تلك القناة المحرّضة قد أوكلت لهؤلاء بتفتيش الشاحنة ومهاجمتها للاستيلاء عليها، وهم ايّ المهاجمين، لا صفة رسمية لهم وبسلاح غير رسمي، ولكن السؤال هو: بأمر من يجري التحريض لافتعال الفتنة؟ من أخبر قناة الفتنة عن انتماء الشاحنة؟ هل هو تقاطع مصالح مع العدو الإسرائيلي أم عمالة؟ ام الاثنين معاً؟ يجب محاسبة قناة الفتنة وأصحابها ومموّليها.
كيف لنا أن لا نربط بين مجزرة الطيونة وحوادث شويا وخلدة ومعركة مخيم عين الحلوة وإعلان سفارات دول التطبيع عن سحب جالياتها من لبنان نظراً للحالة الأمنية المتأزمة فيه وبعد انتهاء أحداث عين الحلوة، ايّ انّ قرارات تلك السفارات مسبقة البرمجة والقرار، وقد أعلنت بغباء وتكرار ببغائي ما يمليه عليهم سيدهم دون تفكير ليعاود أحد سفرائهم ويبرّر ان لا نية لتنفيذ القرار. وكلها تتزامن مع تصدير الأزمة الداخلية للعدو الإسرئيلي إلينا.
كلّ ذلك ايضاً بالتزامن مع ما يقوم به الكيان الصهيوني من ضربات في سورية والتي تشارك فيه إعلامياً تلك القنوات التحريضية بإعلان فرحها بحجة نقل الخبر والتحليل وكأنّ الصهاينة هم من يتكلمون، ومن ثم تقوم ببث عداوتها وتحريض الناس على سلاح الشرف والكرامة بحجة الدويلة داخل الدولة او السلاح غير الشرعي، ألا يعلمون انّ هذا السلاح قد اكتسب شرعيته من دماء شهدائه، ومن صدق وثبات قادته، ومن عزة نفسهم وصلابتهم تجاه العدو وصبرهم وحنوهم على أهلهم في الداخل حتى على العملاء بعد عام 2000 منتظراً توبتهم محاولاً ردّهم الى الوطن والوطنية دون أذية.
العدو الإسرائيلي ومعه الأميركي وأدواتهم وأبواقهم في لبنان الذين يريدون افتعال الأزمات والتحريض على سلاح المقاومة لإراحة داخل الكيان المؤقت لأخذ أنفاسه ‏بحيث يقوم العدو الإسرائيلي بتصدير أزماته الداخلية التي ستقضي عليه عاجلاً وليس آجلاً كما في تاريخ ممالكه المزعومة.
لكن هذا التجييش من الإعلام المأجور الدائم للفتنة ضدّ المقاومة وسلاحها بالتقاطع المصلحي او العمالة مع التبشير الأميركي بصعود الدواعش مجدّداً ما هو إلا لإراحة الأوضاع الأمنية الداخلية للعدو الإسرائيلي الذي يمرّ بأضعف مراحله التاريخية، انْ كان عن قصد او لجني الأرباح وزيادة أعداد المشاهدين لكسب الإعلانات.
انّ المقاومة في لبنان، وانْ غلب عليها اليوم طابع طائفة بعينها، نظراً للبقعة الجغرافية المتلاصقة مع فلسطين المحتلة إلا أنها من كلّ طوائف وجغرافيا لبنان، فليتوقف الإعلام المحرّض على الطائفية والتقسيم ولتصمت أبواقه، فإنّ في سكوتها نكون جميعاً في لبنان أكثر أمناً ووحدة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى