لقاء الديمان والصورة التذكارية
} عمر عبد القادر غندور*
أخيراً انعقد اللقاء التشاوري الوزاري في المقر الصيفي لغبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان، بعد طول مناكفات واعتراضات وتباينات لم تمنع انعقاده بحضور رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وبغياب آخرين بينهم عدد من الوزراء المسيحيين الذين اعتبروا لا بل اتهموا الراعي بالمساهمة في تهميش رئيس الجمهورية الغائب الحاضر في كلّ عرس، واتهمت بعض القيادات السنية رئيس حكومة تصريف الأعمال بمجاملة المسيحيين على حساب «هيبة» الرئاسة الثالثة!
وبرغم هذه الضجة المفتعلة التي لا لزوم لها، فيما البلد غارق في أزماته، انعقد اللقاء التشاوري وتخللته المطالبة بتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، وأزمة النازحين السوريين واستعراض ما يجري على حدودنا مع فلسطين، والتشبّث باتفاق الطائف وميثاق العيش المشترك وعدم المساس بالصيغة اللبنانية وغير ذلك من عناوين إنشائية لا طعم لها ولا لون، والأهمّ من كلّ ذلك التقاط الصورة التذكارية للمجتمعين وحفظها للتاريخ.
فيما البلد في فراغ اثر انفجار مرفأ بيروت والناس في حالة تردّ بفعل الأزمات المتراكبة والمتناسلة التي يصعب حصرها وفي مقدّمها الليرة اللبنانية التي فرّخت العديد من الازمات في كلّ الاتجاهات وفقدت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها ما أدّى الى ارتفاعات هائلة في الأسعار والتي ما زالت مسعّرة على دولار المئة ألف، وبحسب مرصد الأزمات في الجامعة الأميركية في بيروت فإنّ تكلفة الغذاء قفزت بنسبة 700% في العامين الماضيين وبات 78% من اللبنانيين تحت خط الفقر مقابل 30% قبل الأزمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويدخل في صلب الأزمة المالية، ذلك الشلل الذي أصاب النظام المصرفي والسطو على أموال المودعين يسحب بعضها بالليرة اللبنانية التي تلفظ أنفاسها! ولا نتحدث عن أزمة المستشفيات وفقدان الأدوية وهي واحدة من أوجع أزماتنا المتوالدة !!
وعلى صعيد المدارس والطلاب، وعلى بعد شهر من التحضير لعودة الطلاب الى مدارسهم فالغموض سيد الموقف …
هذا قليل من كثير، وحضرات الوزراء أمضوا أسبوعاً من السجالات العقيمة حول انعقاد جلسة تشاورية في الديمان، ويحضر من يحضر ويغيب من يغيب، ومن دون ان يحلوا مثلاً مشكلة اقتراض الدولة من المصرف المركزي إلا بعد قوننة هذا الاقتراض حسب شرط الحاكم بالإنابة… ثم أخذ المجتمعون الصورة التذكارية حماهم الله .
وقد صدق من قال:
الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع الإنسان ان يحققه دون أيّ مجهود…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي