ندوة فكرية في الذكرى الاولى لرحيل الدكتور وجيه فانوس المرتضى: كان المدافع عن اللغة والفكر العربي وأصالة الهوية الوطنية
أقامت وزارة الثقافة برعاية وحضور وزيرها في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ندوة ثقافية فكرية لمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الأديب والكاتب الدكتور وجيه فانوس في مقر المكتبة – الصنائع، بحضور لفيف من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والثقافية والأدبية والروحية، عائلة الراحل ومريديه.
بداية النشيد الوطني وترحيب من عريف الندوة الإعلامي والكاتب روني الفا.
وألقى الوزير المرتضى كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى مآثر الراحل الأدبية والفكرية ومواقفه الوطنية في مواجهة التطبيع وتعزيز ثقافة المقاومة.
وقال: «قبل وفاته كان الكلامُ له، وكان بليغًا إن كتب جلّى أو خطبَ علّى، وكانت المواقفُ له، وكان حاسمًا، إن سكتَ أفصحَ أو نطقَ أوضح، ذلك أنه لم يبارحْ عِشرةَ القلم ولا جيرةَ الحبرِ ولا نسبَ الكلمات. أما بعد وفاتُه فكان لي فيه أكثرُ من كلام».
واضاف: «في يوم غيابه قلتُ في نعِـيِّه: «غادر إلى ديار الحق رئيس ندوة العمل الوطني الدكتور الباحث وجيه فانوس، الذي أثرى المشروع النقديّ في لبنان والعالم العربي… كان المدافع الصنديد عن اللغة العربية والفكر العربي، إن على جبهته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية والإسلامية، أو لجهة نشاطه الثقافي على مدار حياته كأمين عام سابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين، أو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، أو مسؤوليته في المركز الثقافي الإسلامي ورئاسة ندوة العمل الوطني، إلى مدى مواقفه في الدفاع عن أصالة الهوية الوطنية في مواجهة التغريب الأكاديمي والثقافي ناهيك عن مواقفه الوطنية في الدفاع عن لبنان في مواجهة التطبيع وتعزيز ثقافة المقاومة في مواجهة الاحتلال والهيمنة… رحمه الله وستبقى ذكراه وإنجازاته راسخة في قلب وعقل ووجدان اللبنانيين رسوخ الأرز في أرض وطننا المعطاء».
وتابع: «ثمَّ أتبَعْتُ النعيَّ بتغريدةٍ قلتُ فيها: «كلما غادر مثقَّفٌ، فكأنَّ غصن أرزةٍ ثَلَمَته الريح، أو كأنَّ نسْمةً من صنوبر تسرَّبَتْ بعطرها إلى البعيد البعيد».
وأردف: «ثمَّ أقامت له طرابلسُ أولَ احتفالٍ تأبينيّ قلتُ فيه: الحضورُ الدمثُ الذي كانَهُ، زيَّنَه تَعَلُّقٌ بالوعي الوطني عيشًا وتبشيرًا، وتشبُّثٌ بالثقافةِ وسيلةً لنشر هذا الوعيِ في كلِّ مجالٍ من مجالات عطائه الثريّ. هكذا، من جامعةٍ إلى أخرى، ومن منبرٍ إلى منبر، ومن مَنْصِبٍ إلى غيرِه، كان وجيه فانوس جَمْعًا في مفردٍ، يحيا في أعماق ذاتِه لقاءَ سلامٍ تتآخى فيه حتى الذوَبان ثلاثيَّةُ الأخلاقِ والوطنيَّةِ والفكرِ، حتى لَكَأنّه المعادلُ الوجوديُّ لهذه الثلاثة معًا».
ولفت الى انه: «في ختام هذا الحفل الذي اجتمع فيه أصدقاؤه على ذكراه، وتحدَّثَ كلٌّ بعقلِه ووجدانِه، فما تركوا زيادةً لمستزيد، بي رغبةٌ في أن أعيد إليه الكلام، متخيِّلًا ما كان يمكن أن يقول لنا عن نفسِه بعد الرحيل. وإني بالحقيقة لم أجدْ أبلغ من هذه الصورة التي تتراءى لي كأنها لسان حاله، أو صدى صوتِه مردِّدًا:
شجرةٌ أنا من صنوبر بيروت،
عميقةُ الجذورِ في تربةِ المعرفة
هبت العاصفةُ فاقتلعت مني غصنًا واحدًا،
لكنَّها لم تقوَ عليّ،
فأنا ما زلتُ أخضرَ كعهدي بأولِ الربيع،
وما زالت كلماتي تطلعُ أكوازًا مليئةً بالحَبِّ الغالي
وتربّي الهواءَ على الرِّفْعَةِ والخير.
دكتور وجيه، صدقْتَ والله! الثقافة التي عملت لها، وكنت واحدًا من أهمِّ بناتِها فيها كلُّ رِفعةٍ وكل خير. رحمات الله ربّي عليك».
والقيت كلمات لكل من العلامة السيد علي فضل الله، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا الدكتور القاضي غالب غانم، رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو المحامي شوقي ساسين. الدكتور مصلح النجار (الجامعة الهاشمية – الأردن)، المدير العام لوزارة الثقافة سابقاً فيصل طالب ، الدكتورة منى رسلان و كلمة العائلة ألقاها صبحي فانوس.
وشددت الكلمات على الدور الإنساني والفكري والأدبي والسياسي والوطني والعروبي للدكتور وجيه فانوس.
كما تمّ توزيع كتاب «تحية الى وجيه فانوس: دراسات وشهادات» الصادر عن دار نلسن والذي يضمّ أكثر من ٤٠ شهادة ودراسة عن الدكتور وجيه فانوس .